المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4890 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

  تحضير الايوزسيانات بدون استخدام الفوسجين السام
6-3-2016
قاعدة « لا ميراث للقاتل‌»
20-9-2016
لعن الامام للمرجئة مرتين
2024-11-17
في إثبات إمامة (الحجة ع) ووجوده
9-08-2015
آمنة خاتم بنت الشيخ محمد علي بن الشيخ عبد الكريم
21-8-2020
الصّبر هو الصّوم
2024-10-29


الدليل على نبوة الخاتم (صلى الله عليه واله)  
  
1016   11:18 صباحاً   التاريخ: 3-08-2015
المؤلف : المحقق الحلي
الكتاب أو المصدر : المسلك في اصول الدين وتليه الرسالة الماتعية
الجزء والصفحة : ص 172
القسم : العقائد الاسلامية / النبوة / النبي محمد (صلى الله عليه وآله) /

ﺍﻟﺪﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻮﺗﻪ - ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ - ﺃﻧﻪ ﺍﺩﻋﻰ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﻭﻇﻬﺮ ﺍﻟﻤﻌﺠﺰ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻩ ﻣﻄﺎﺑﻘﺎ ﻟﺪﻋﻮﺍﻩ، ﻭﻛﻞ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻛﺬﻟﻚ ﻓﻬﻮ ﻧﺒﻲ. 

ﺃﻣﺎ ﺃﻧﻪ ﺍﺩﻋﻰ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﻓﻤﻌﻠﻮﻡ ﺑﺎﻟﻨﻘﻞ ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺗﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺪﻓﻌﻪ ﺇﻻ ﻣﻜﺎﺑﺮ، ﻗﺪ ﻋﺮﻓﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﺨﺒﺮ ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺗﺮ ﻳﻔﻴﺪ ﺍﻟﻴﻘﻴﻦ، ﻭﻟﻮ ﺳﺎﻍ ﺇﻧﻜﺎﺭ ﻣﺜﻞ ﺫﻟﻚ ﻟﺴﺎﻍ ﺇﻧﻜﺎﺭ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺭﺓ ﻭﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﺍﻟﻤﺄﺛﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﺮﻭﻳﺔ، ﻟﻜﻦ ﺫﻟﻚ ﻋﻴﻦ ﺍﻟﺴﻔﺴﻄﺔ.

ﻭﺃﻣﺎ ﻇﻬﻮﺭ ﺍﻟﻤﻌﺠﺰ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻩ ﻓﻨﻘﻮﻝ:

ﺇﻥ ﻣﻌﺠﺰﺍﺗﻪ ﺗﻨﻘﺴﻢ ﺇﻟﻰ ﻗﺴﻤﻴﻦ: ﻓﻤﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺍﻵﻥ ﻣﻮﺟﻮﺩ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ، ﻭﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﻨﻘﻮﻝ ﺑﺎﻟﺘﻮﺍﺗﺮ، ﺃﻭ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﺍﻟﻤﺸﺘﻬﺮ. ﻭﻧﺤﻦ ﻧﺬﻛﺮ ﻃﺮﻓﺎ ﻣﻨﻬﺎ، ﻭﻧﺒﺪﺃ ﺑﺒﻴﺎﻥ ﻛﻮﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﻌﺠﺰﺍ، ﻭﻗﺪ ﻋﺮﻓﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻌﺠﺰ ﻫﻮ ﺍﻟﺨﺎﺭﻕ ﻟﻠﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﻄﺎﺑﻖ ﻟﺪﻋﻮﻯ ﺍﻟﻤﺪﻋﻲ، ﻭﺍﻷﻣﺮﺍﻥ ﻣﻮﺟﻮﺩﺍﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ، ﺃﻣﺎ ﺧﺮﻕ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﻓﻸﻥ ﺍﻟﻤﺄﻟﻮﻑ ﻣﻦ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺨﻄﺐ ﻭﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﻭﺍﻟﺸﻌﺮ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺧﺎﺭﺝ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﻮﺭ، ﻭﻣﺠﺎﻧﺐ ﻟﻬﺎ، ﻭﻟﻬﺬﺍ ﺗﻌﺬﺭ - ﻋﻠﻰ ﻓﺼﺎﺣﺘﻬﻢ -  ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﻟﻪ ، ﻣﻊ ﺍﻟﺘﺤﺪﻱ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ، ﻓﻠﻮ ﻗﺪﺭﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺗﻴﺎﻥ ﺑﻤﺜﻠﻪ ، ﻟﻤﺎ ﻋﺪﻟﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺤﺎﺭﺑﺔ ﻭﺗﺤﻤﻞ ﺍﻟﻤﺸﺎﻕ ﺍﻟﻤﻔﻀﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﺣﺘﻴﺎﺝ ﺍﻷﻧﻔﺲ ﻭﺍﻷﻣﻮﺍﻝ. ﻭﺗﺤﻘﻴﻖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺃﻧﻪ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻃﺎﻗﺘﻬﻢ ﺍﻹﺗﻴﺎﻥ ﺑﻤﺜﻠﻪ، ﻟﻮﺟﺐ ﺃﻥ ﻳﺄﺗﻮﺍ ﺑﻪ ﻷﻥ ﺍﻟﺪﻭﺍﻋﻲ ﻣﺘﻮﻓﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ، ﻭﺍﻟﺪﺍﻋﻲ ﺇﺫﺍ ﺻﻔﺎ ﻋﻦ ﻣﻌﺎﺭﺿﺔ ﺍﻟﺼﺎﺭﻑ ﻭﺟﺐ ﺍﻟﻔﻌﻞ، ﻓﻌﺪﻡ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻣﻊ ﺗﺤﻘﻖ ﺍﻟﺪﺍﻋﻲ ﺧﺎﻟﺼﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﻮﺍﺭﻑ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﺬﺭ.

ﻓﺈﻥ ﻗﻴﻞ: ﻻ ﻧﺴﻠﻢ ﺃﻧﻬﻢ ﻋﺠﺰﻭﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ، ﻭﻻ ﻧﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﺩﻭﺍﻋﻴﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﺧﻠﺼﺖ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﻮﺍﺭﻑ، ﻷﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﺘﻤﻞ... ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﺣﺼﻠﺖ ﻭﻟﻢ ﺗﻨﻘﻞ ﻗﻠﻨﺎ: ﺫﻟﻚ ﺑﺎﻃﻞ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﻩ:

ﺃﺣﺪﻫﺎ: ﺃﻧﻪ ﻟﻮ ﺣﺼﻠﺖ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﻟﻨﻘﻠﺖ، ﻷﻥ ﺍﻟﻄﺒﺎﻉ ﻣﺘﻮﻓﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﻧﻘﻠﻬﺎ، ﻭﻛﻞ ﻣﺎ ﺗﻮﻓﺮﺕ ﺩﻭﺍﻋﻲ ﺍﻟﻄﺒﺎﻉ ﺇﻟﻴﻪ ﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﺤﺼﻞ ﺇﺫﺍ ﺍﺭﺗﻔﻌﺖ ﺍﻟﻤﻮﺍﻧﻊ.

ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻲ: ﻟﻮ ﺣﺼﻠﺖ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﻟﻜﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺤﺠﺔ، ﻭﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻫﻮ ﺍﻟﺸﺒﻬﺔ، ﻭﺍﻟﻤﻌﺘﻨﻲ ﺑﻨﻘﻞ ﺍﻟﺸﺒﻬﺔ ﺃﻭﻟﻰ ﺑﻨﻘﻞ ﺍﻟﺤﺠﺔ.

ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺚ: ﻟﻮ ﻓﺮﺿﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﻋﺘﻨﻮﺍ ﺑﺈﺧﻔﺎﺋﻬﺎ ﻟﻨﻘﻠﻬﺎ ﻏﻴﺮﻫﻢ، ﻷﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ ﻭﻣﺨﺎﻟﻒ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻣﻦ ﻫﻮ ﺧﺎﺭﺝ ﻋﻦ ﻃﺎﻋﺘﻪ ﺧﻠﻖ ﻛﺜﻴﺮ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﺪﺩﻫﻢ ﻋﻦ ﺣﺪ ﺍﻟﺘﻮﺍﺗﺮ، ﻓﻠﻮ ﺣﺼﻠﺖ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﻟﻨﻘﻠﻬﺎ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﻻ ﻣﺤﺎﻟﺔ.

[فان قيل] ﻟﻢ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﻧﻘﻠﺖ ﺛﻢ ﻟﻢ ﻳﺘﺼﻞ ﺑﻨﺎ ، ﻗﻠﻨﺎ: ﻗﺪ ﺑﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻭﺍﻋﻲ ﻣﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻨﻘﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻃﺒﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﻮﺍﺀ، ﻓﻠﻮ ﻧﻘﻠﺖ ﻓﻲ ﻃﺒﻘﺔ ﻟﻨﻘﻠﺖ ﻓﻲ ﺃﺧﺮﻯ: ﻻﺳﺘﻮﺍﺀ ﺍﻟﻄﺒﻘﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺎﻋﺚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻘﻞ.

ﻭﺃﻣﺎ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﻣﻄﺎﺑﻖ ﻟﺪﻋﻮﺍﻩ - ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ - ﻓﻈﺎﻫﺮ ﺃﻳﻀﺎ ﻷﻧﻪ ﺗﺤﺪﻯ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺑﻪ ﻭﻧﻄﻖ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﺬﻟﻚ ﺑﻘﻮﻟﻪ: {فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ} [هود: 13] ﺛﻢ ﺍﻗﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﺳﻮﺭﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﺪﻱ ﺑﻘﻮﻟﻪ: {فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ} [البقرة: 23] ﺛﻢ ﺍﺣﺘﺞ ﺑﻌﺠﺰﻫﻢ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﺑﻘﻮﻟﻪ: {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا} [الإسراء: 88] ﻭﻫﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺴﺘﻤﻌﻮﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﺠﺘﻤﻌﻴﻦ ﻭﻣﻔﺘﺮﻗﻴﻦ، ﻭﻻ ﻣﻌﻨﻰ ﻟﻠﺘﺤﺪﻱ ﺇﻻ ﺍﺩﻋﺎﺀ ﺍﻟﻌﺠﺰ ﻋﻦ ﻣﺎ ﺃﺗﻰ ﺑﻪ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﻱ.

ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﻌﺠﺰﺍﺕ ﺍﻟﻤﻨﻘﻮﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﻜﺜﻴﺮﺓ: ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻧﺸﻘﺎﻕ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﻭﻫﻲ ﺁﻳﺔ ﺑﺎﻫﺮﺓ ﻧﻄﻖ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻤﺠﻴﺪ [بقله تعالى: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ * وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ}] [القمر: 1، 2].

ﻻ ﻳﻘﺎﻝ: ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺣﻘﺎ ﻟﻌﻠﻤﻪ ﺃﻫﻞ ﺍﻵﻓﺎﻕ ﻭﻻﺷﺘﻬﺮ ﻓﻲ ﻋﻮﺍﻟﻢ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ. ﻷﻧﺎ ﻧﻘﻮﻝ: ﻭﻗﻊ ﺫﻟﻚ ﻟﻴﻼ، ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻴﻦ ﻏﺎﻓﻞ ﻭﻧﺎﺋﻢ ﻭﻣﺴﺘﻴﻘﻆ ﻣﺸﻐﻮﻝ ﺑﺪﻧﻴﺎﻩ، ﻓﻠﻌﻞ ﺍﺧﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﻤﻌﺮﻓﺘﻪ ﻛﺎﻥ ﻟﺼﺮﻓﻬﻢ ﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﺸﺎﻫﺪﺗﻪ، ﺛﻢ ﺇﻟﻰ ﻧﻘﻠﻪ  ﻭﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺗﻜﺜﻴﺮ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ، ﻭﻗﺪ ﻭﻗﻊ ﻣﺮﺍﺭﺍ: ﺗﺎﺭﺓ ﺑﻮﺿﻊ ﻳﺪﻩ ﻓﻴﻪ ﻭﺧﺮﻭﺟﻪ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺃﺻﺎﺑﻌﻪ ﻛﻤﺎ ﺟﺮﻯ ﻓﻲ ﻣﻴﻀﺎﺓ ﺃﺑﻲ ﻗﺘﺎﺩﺓ (1) ﻭﺗﺎﺭﺓ ﺑﻮﺿﻊ ﻳﺪﻩ ﻓﻴﻪ ﻭﺗﻤﻀﻤﻀﻪ ﻣﻨﻪ، ﻭﻣﺞ ﻣﻀﻤﻀﺘﻪ ﻓﻴﻪ، ﻛﻤﺎ ﺟﺮﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺷﻞ ﻟﻐﺰﺍﺓ ﺗﺒﻮﻙ ﻭﺗﺎﺭﺓ ﺑﻐﺮﺯ ﺳﻬﻢ ﻣﻦ ﺳﻬﺎﻣﻪ ﻓﻴﻪ ﻛﻤﺎ ﺟﺮﻯ ﻓﻲ ﺑﺌﺮ ﺍﻟﺤﺪﻳﺒﻴﺔ ﺣﻴﻦ ﺃﻣﺮ ﺃﺑﺎ ﻗﺘﺎﺩﺓ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭﻱ ﺑﻐﺮﺯ ﺍﻟﺴﻬﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﺼﻌﺪ ﻣﺎﺅﻫﺎ ﺣﺘﻰ ﺷﺮﺏ ﻣﻨﻪ ﺑﺎﻷﻛﻒ.ﻭﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺇﻃﻌﺎﻡ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ، ﻭﻗﺪ ﺍﺗﻔﻖ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﻃﻦ: ﻣﻨﻬﺎ ﺣﻴﻦ ﻧﺰﻝ: { وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ } [الشعراء: 214] ﺃﻣﺮ ﻋﻠﻴﺎ - ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ - ﺃﻥ ﻳﺸﻮﻱ ﺷﺎﺓ ﻭﻳﺘﺨﺬ ﻋﺴﺎ ﻣﻦ ﻟﺒﻦ، ﻭﺃﻥ ﻳﺪﻋﻮ ﺑﻨﻲ ﺃﺑﻴﻪ ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﺃﺭﺑﻌﻴﻦ ﺭﺟﻼ، ﻓﺄﻛﻠﻮﺍ ﻭﻟﻢ ﻳﺒﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﺇﻻ ﺃﺛﺮ ﺃﺻﺎﺑﻌﻬﻢ ﻭﺷﺮﺑﻮﺍ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻭﺍﻟﻌﺲ ﺑﺤﺎﻟﻪ، ﺣﺘﻰ ﻗﺎﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ ... ﺳﺤﺮﻛﻢ ﺑﻪ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻟﻢ ﻳﺠﻴﺒﻮﺍ، ﻓﻔﻌﻞ ﻣﺜﻞ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ، ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺚ.

ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺟﺎﺑﺮﺍ ﻗﺎﻝ: ﺭﺃﻳﺖ ﻣﺤﻤﺪﺍ - ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ - ﺧﻤﻴﺼﺎ  ﻭﻧﺤﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻨﺪﻕ، ﻓﺸﻮﻳﺖ ﻟﻪ ﻋﻨﺎﻗﺎ، ﻭﺃﻣﺮﺕ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺃﻥ ﺗﺨﺒﺮ ﺻﺎﻋﺎ ﻣﻦ ﺷﻌﻴﺮ، ﺛﻢ ﺩﻋﻮﺗﻪ ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﻧﺎ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻲ؟ ﻓﻘﻠﺖ: ﻧﻌﻢ. ﺛﻢ ﻗﻠﺖ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ: ﻫﻲ ﺍﻟﻔﻀﻴﺤﺔ: ﻓﻘﺎﻟﺖ: ﺃﻧﺖ ﻗﻠﺖ ﻟﻪ ﺫﻟﻚ؟ ﻓﻘﻠﺖ: ﺑﻞ ﻫﻮ ﻗﺎﻝ: ﺃﻧﺎ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻲ؟ ﻓﻘﻠﺖ: ﻧﻌﻢ، ﻓﻘﺎﻟﺖ: ﻫﻮ ﺃﻋﻠﻢ ﺑﻤﺎ ﻗﺎﻝ. ﺛﻢ ﺃﺧﺒﺮﺗﻪ - ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ - ﺑﺎﻟﺼﺎﻉ ﻭﺍﻟﻌﻨﺎﻕ، ﻓﻘﺎﻝ، ﺃﻗﻌﺪ ﻋﺸﺮﺓ ﻋﺸﺮﺓ، ﻓﻔﻌﻠﺖ ﻓﺄﻛﻠﻮﺍ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﺣﺘﻰ ﺻﺪﺭﻭﺍ.

ﻭﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺇﺟﺎﺑﺔ ﺩﻋﻮﺍﺗﻪ ﻛﻘﻮﻟﻪ ﻟﻌﻠﻲ [ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ] ﻓﻲ ﻏﺰﺍﺓ ﺧﻴﺒﺮ: (ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﻓﺘﺢ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻳﻪ) ﻭﻟﻌﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ:(ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻓﻘﻬﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﻋﻠﻤﻪ ﺍﻟﺘﺄﻭﻳﻞ ﻭﻟﻌﺘﺒﺔ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻟﻬﺐ: ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺳﻠﻂ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﻠﺒﺎ ﻣﻦ ﻛﻼﺑﻚ) ﻓﻤﻀﻐﻪ ﺍﻷﺳﺪ.

ﻭﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺇﺧﺒﺎﺭﻩ ﺑﺎﻟﻐﺎﺋﺒﺎﺕ ﻛﻘﻮﻟﻪ ﻟﻌﻠﻲ - ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ -:(ﺳﻴﻐﺪﺭ ﺑﻚ) ﻭﻗﻮﻟﻪ ﻟﻪ - ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺍﻟﺴﻼﻡ -: ﺇﻥ ﺃﺷﻘﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺭﺟﻼﻥ: ﺃﺣﻴﻤﺮ ﺛﻤﻮﺩ ﻋﺎﻗﺮ ﺍﻟﻨﺎﻗﺔ، ﻭﺭﺟﻞ ﻳﻀﺮﺏ ﻫﺬﻩ - ﻭﺃﺷﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺭﺃﺳﻪ - ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ - - ﻓﻴﺒﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻫﺬﻩ - ﻭﺃﺷﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﻟﺤﻴﺘﻪ ﺻﻠﻮﺍﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ -

ﻭﻗﻮﻟﻪ: (ﺇﻧﻚ ﺗﻘﺎﺗﻞ ﺍﻟﻨﺎﻛﺜﻴﻦ ﻭﺍﻟﻘﺎﺳﻄﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺎﺭﻗﻴﻦ) ﻭﺇﺧﺒﺎﺭﻩ - ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ -: ﺇﻥ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ [ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ] ﻳﻘﺘﻞ، ﻭﺇﺑﺎﻧﺘﻪ ﻋﻦ ﻣﻮﺿﻊ ﻣﻘﺘﻠﻪ ﻭﻣﻮﺿﻮﻉ ﻣﺪﻓﻨﻪ.

ﻭﺇﺧﺒﺎﺭﻩ ﺑﺎﺫﺍﻡ ﻋﺎﻣﻞ ﻛﺴﺮﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻴﻤﻦ - ﺣﻴﻦ ﻭﺭﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﻳﺤﻤﻠﻪ ﻗﻬﺮﺍ ﺇﻟﻰ ﻛﺴﺮﻯ - ﺇﻥ ﺭﺑﻲ ﺳﻠﻂ ﺍﺑﻦ ﺭﺑﻚ ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﻘﺘﻠﻪ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ، ﻓﺘﺮﺑﺺ ﺑﺎﺫﺍﻡ ﺣﺘﻰ ﻭﺭﺩ ﺍﻟﺨﺒﺮ ﺑﻘﺘﻠﻪ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ، ﻓﺄﺳﻠﻢ ﻫﻮ ﻭﻣﻦ ﻣﻌﻪ. ﻭﻫﺬﻩ ﻗﻄﺮﺓ ﻣﻦ ﺑﺤﺎﺭ ﻣﺎ ﻧﻘﻞ ﻣﻦ ﻣﻌﺠﺰﺍﺗﻪ - ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ -ﻻ ﻳﻘﺎﻝ: ﻫﺬﻩ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺁﺣﺎﺩ ﻓﻼ ﻳﺤﺘﺞ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﻴﻘﻴﻨﻴﺔ (2) ﻷﻧﺎ ﻧﻘﻮﻝ: ﻻ ﻧﺴﻠﻢ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻵﺣﺎﺩ، ﺑﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺗﺮ، (3) ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻀﺪ ﺑﻌﻀﻪ ﺑﻌﻀﺎ ﺣﺘﻰ ﻳﺴﺘﻔﺎﺩ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻴﻘﻴﻦ. ﻭﻟﻮ ﺳﻠﻤﻨﺎ ﺟﺪﻻ ﺃﻥ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﻌﻴﻨﻪ ﻭﺍﺣﺪ، ﻟﻜﻦ ﻳﺘﻔﻖ ﺑﺄﺟﻤﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺼﻮﻝ ﺍﻟﻤﻌﺠﺰ، ﻓﻨﻌﻠﻢ ﺻﺪﻭﺭ ﺍﻟﻤﻌﺠﺰ ﻋﻨﻪ ﻣﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﻬﺎ ، ﻛﻤﺎ ﻳﻌﻠﻢ ﻛﺮﻡ ﺣﺎﺗﻢ ﻋﻠﻤﺎ ﻳﻘﻴﻨﻴﺎ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻔﺮﺩﺍﺕ ﻣﻜﺎﺭﻣﻪ ﺁﺣﺎﺩ. (4) ﻭﺇﺫﺍ ﺛﺒﺖ ﺃﻧﻪ ﺍﺩﻋﻰ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﻭﻇﻬﺮﺕ ﺍﻟﻤﻌﺠﺰﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻩ، ﻭﺟﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺻﺎﺩﻗﺎ.

 [ومن المعجزات التي اختص بها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) هو القرآن]:

ﻭﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﺧﺘﻠﻔﻮﺍ ﻓﻲ ﻭﺟﻪ ﺍﻹﻋﺠﺎﺯ، ﻓﻘﺎﻝ ﻗﻮﻡ: ﻫﻮ ﺍﻟﻔﺼﺎﺣﺔ. ﻭﻗﺎﻝ ﺁﺧﺮﻭﻥ: ﻫﻮ ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ. ﻭﺁﺧﺮﻭﻥ: ﻫﻮ ﻣﺠﻤﻮﻉ ﺍﻷﻣﺮﻳﻦ. ﻭﺁﺧﺮﻭﻥ: ﻫﻮ ﺳﻼﻣﺘﻪ ﻣﻦ ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ. ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا } [النساء: 82] ﻭﺍﺧﺘﺎﺭ ﺍﻟﻤﺮﺗﻀﻰ ﺍﻟﺼﺮﻓﺔ. ﻭﺫﻛﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﺜﻞ ﻓﺼﺎﺣﺘﻪ ﻭﺃﺳﻠﻮﺑﻪ، ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺻﺮﻓﻬﻢ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ. ﻭﻟﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺃﺷﺒﻪ ﺑﺎﻟﺼﻮﺍﺏ.

ﻭﺍﺣﺘﺞ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻌﺘﺰﻟﺔ  ﻋﻠﻰ ﺑﻄﻼﻥ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺎﻟﺼﺮﻓﺔ ﺑﺄﻧﻪ ﻻ ﻭﺟﻪ ﻳﻌﻘﻞ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﺼﺮﻓﺔ ﺑﻪ، ﻷﻧﻪ ﺇﻥ ﺃﺭﻳﺪ ﺑﻬﺎ ﺳﻠﺐ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ، ﻟﺰﻡ ﺗﻌﺬﺭ ﺍﻟﻨﻄﻖ ﺑﺎﻟﺤﺮﻭﻑ ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﻷﻥ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺠﻨﺲ ﺍﻟﻔﻌﻞ، ﻭﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﻘﺪﺭﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺣﺮﻭﻑ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻟﻤﺎ ﻗﺪﺭﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﻣﺜﻠﻬﺎ. ﻭﺇﻥ ﺃﺭﻳﺪ ﺑﻬﺎ ﺳﻠﺐ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ، ﻟﺰﻡ ﺧﺮﻭﺟﻬﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻘﻞ، ﺇﺫ ﻫﻮ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻤﺨﺼﻮﺻﺔ. ﻭﺇﻥ ﺃﺭﻳﺪ ﺑﻪ ﺳﻠﺐ ﺍﻟﺪﻭﺍﻋﻲ، ﻟﺰﻡ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺪﺍﻋﻲ ﺃﻣﺮﺍ ﺯﺍﺋﺪﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﻤﺨﺼﻮﺹ ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﻜﻮﻥ ﺍﻟﺸﺊ ﻣﺼﻠﺤﺔ، ﻟﻜﻦ ﻗﺪ ﻋﺮﻓﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﺍﻋﻲ ﻟﻴﺲ ﺃﻣﺮﺍ ﺯﺍﺋﺪﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﻤﺨﺼﻮﺹ، ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺣﺎﺻﻼ ﻟﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻋﺎﻟﻤﻴﻦ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﻟﻬﻢ ، ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻟﺪﺍﻋﻲ ﺛﺎﺑﺘﺎ. ﻭﺇﻥ ﺃﺭﻳﺪ ﺑﻪ ﺍﻟﻤﻨﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺗﻮﻓﺮ ﺍﻟﺪﺍﻋﻲ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻌﻘﻞ ﻭﺟﻬﻪ ﻭﻫﻮ ﺑﺎﻃﻞ. ﻭﻟﻘﺎﺋﻞ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ: ﻟﻢ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺼﺮﻓﺔ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺇﺯﺍﻟﺔ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻤﻌﺘﺒﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻹﺗﻴﺎﻥ ﺑﻤﺜﻞ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ؟ (5).

ﻗﻮﻟﻪ : (ﻳﻠﺰﻡ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺧﺮﻭﺟﻬﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻘﻞ، ﺇﺫ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﻋﻠﻮﻡ ﻣﺨﺼﻮﺻﺔ) ﻗﻠﻨﺎ : ﻟﻴﺲ ﻛﻞ ﻋﻠﻢ ﺩﺍﺧﻼ ﻓﻲ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻌﻘﻞ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﺎﻟﺼﻨﺎﻋﺎﺕ ﺧﺎﺭﺝ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻣﺎ ﻧﺤﻦ ﻓﻴﻪ، ﻓﻠﻢ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻣﺎ ﻳﻜﻔﻲ ﻓﻲ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺃﻋﻠﻢ. ﺍﻹﺗﻴﺎﻥ ﺑﻤﺜﻞ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ، ﻓﻌﻨﺪ ﺍﻟﺘﺤﺪﻱ ﺳﻠﺐ ﺍﻟﻠﻪ ﺫﻟﻚ ﻋﻦ ﺟﻤﻴﻌﻬﻢ، ﻓﻜﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺟﻬﺔ ﺍﻹﻋﺠﺎﺯ...(6)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻗﺐ ﺍﺑﻦ ﺷﻬﺮﺁﺷﻮﺏ 1 / 105: ﻭﻓﻲ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺃﺑﻲ ﻗﺘﺎﺩﺓ: ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻔﺠﺮ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺃﺻﺎﺑﻌﻪ ﻟﻤﺎ ﻭﺿﻊ ﻳﺪﻩ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺷﺮﺏ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻭﺳﻘﻮﺍ ﻭﺗﺰﻭﺩﻭﺍ ﻓﻲ ﻏﺰﻭﺓ ﺑﻨﻲ ﺍﻟﻤﺼﻄﻠﻖ. ﻭﺍﻟﻤﻴﻀﺎﺓ، ﺍﻟﻤﻄﻬﺮﺓ ﻳﺘﻮﺿﺄ ﻣﻨﻬﺎ.

(2) ﺃﻱ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺜﺒﺖ ﺑﺎﻟﺘﻌﺒﺪ ﻛﺈﺛﺒﺎﺕ ﺍﻟﺼﺎﻧﻊ ﻭﺍﻟﻨﺒﻮﺓ.

(3) ﻭﻟﻴﺲ ﻷﺣﺪ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ: ﺇﻥ ﻫﺬﻩ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺁﺣﺎﺩ، ﻭﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺗﻮﺍﺗﺮﻫﺎ ﺑﻬﺎ ﺧﻠﻔﺎ ﻋﻦ ﺳﻠﻒ، ﻭﻫﻲ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺷﺎﺋﻌﺔ ﺫﺍﺋﻌﺔ، ﻭﺃﻛﺜﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺠﺰﺍﺕ ﻭﻗﻊ ﺑﺤﻀﺮﺓ ﺍﻟﺠﻤﻊ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ، ﺛﻢ ﺗﻮﺍﺗﺮ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﺑﻪ. ﺗﻤﻬﻴﺪ ﺍﻷﺻﻮﻝ 346.

(4) ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺠﺰﺍﺕ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺮﻭﻳﺎ ﺑﻄﺮﻳﻖ ﺍﻵﺣﺎﺩ ﺇﻻ ﺃﻧﺎ ﻧﻌﻠﻢ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﺄﺳﺮﻫﺎ ﻛﺎﺫﺑﺔ، ﺑﻞ ﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﺼﺪﻕ ﺑﻌﻀﻬﺎ، ﻭﺃﻳﻬﺎ ﺻﺪﻕ ﺛﺒﺖ ﺑﻪ ﻇﻬﻮﺭ ﺍﻟﻤﻌﺠﺰ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻩ ﻣﻮﺍﻓﻘﺎ ﻟﺪﻋﻮﺍﻩ، ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﺘﻮﺍﺗﺮ ﺍﻟﻤﻌﻨﻮﻱ، ﻛﺸﺠﺎﻋﺔ ﻋﻠﻲ - ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ - ﻭﺳﺨﺎﻭﺓ ﺣﺎﺗﻢ. ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻤﺮﺍﻡ ﺹ 130.

(5) ﺇﻥ ﻗﻴﻞ: ﺑﻴﻨﻮﺍ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﻣﺬﻫﺒﻜﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺮﻓﺔ. ﻗﻠﻨﺎ: ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺬﻫﺐ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺻﺮﻑ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻋﻦ ﺃﻥ ﻳﺄﺗﻮﺍ ﻣﻦ ﻛﻼﻡ ﺑﻤﺎ ﻳﺴﺎﻭﻱ ﺃﻭ ﻳﻀﺎﻫﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﻲ ﻓﺼﺎﺣﺘﻪ ﻭﻃﺮﻳﻘﺘﻪ ﻭﻧﻈﻤﻪ، ﺑﺄﻥ ﺳﻠﺐ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺭﺍﻡ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﺄﺗﻰ ﺑﻬﺎ... ﺍﻟﺬﺧﻴﺮﺓ 380.

(6) ﻓﻲ ﻧﻘﺪ ﺍﻟﻤﺤﺼﻞ ﺹ 351: ﺇﻋﺠﺎﺯ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻝ ﻗﺪﻣﺎﺀ ﺍﻟﻤﺘﻜﻔﻠﻴﻦ ﻭﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺤﺪﺛﻴﻦ ﻓﻲ ﻓﺼﺎﺣﺘﻪ، ﻭﻋﻠﻰ ﻗﻮﻝ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺘﺄﺧﺮﻳﻦ ﻓﻲ ﺻﺮﻑ ﻋﻘﻮﻝ ﺍﻟﻔﺼﺤﺎﺀ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﻋﻦ ﺇﻳﺮﺍﺩ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ. ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻛﻞ ﺃﻫﻞ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﺍﺧﺘﻠﻔﻮﺍ ﻓﻲ ﺗﺠﻮﻳﺪ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺔ، ﻓﻼ ﻣﺤﺎﻟﺔ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻴﻬﻢ ﻭﺍﺣﺪ ﻻ ﻳﺒﻠﻎ ﻏﻴﺮﻩ ﺷﺄﻭﻩ، ﻭﻋﺠﺰ ﺍﻟﺒﺎﻗﻮﻥ ﻋﻦ ﻣﻌﺎﺭﺿﺘﻪ، ﻭﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﻣﻌﺠﺰﺍ ﻟﻪ، ﻷﻥ ﺫﻟﻚ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺧﺮﻗﺎ ﻟﻠﻌﺎﺩﺓ، ﻟﻜﻦ ﺻﺮﻑ ﻋﻘﻮﻝ ﺃﻗﺮﺍﻧﻪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﺭﺿﺘﻪ ﻋﻦ ﻣﻌﺎﺭﺿﺘﻪ ﻳﻜﻮﻥ ﺧﺮﻗﺎ ﻟﻠﻌﺎﺩﺓ: ﻓﺬﻟﻚ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﻌﺠﺰ. ﻭﺭﺍﺟﻊ ﺇﺭﺷﺎﺩ ﺍﻟﻄﺎﻟﺒﻴﻦ ﻟﻠﻤﻘﺪﺍﺩ - ﺭﻩ - ﺹ 308 - 311.




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.