المناخ :

يعد المناخ بعناصره كافة عاملاً أساسياً في التأثير على الحركة السياحية في الوطن العربي، فالأحوال المناخية المعتدلة تعد عامل مـن عـوامـل الجذب السياحي، وعلى النقيض الأحوال المناخية المتقلبة، ولذلك تعد الظروف المناخية من العوامل الأساسية المحددة للنمط السياحي، كما أنها عامل محدد لإمكانية الاستفادة من الموارد السياحية بأنواعها المختلفة، الطبيعية والاجتماعية والتاريخية، إضافة إلى أن المناخ عامـل محـدد لنوعية المنشآت السياحية المطلوبة.

تنوع أنماط المناخ في الـوطـن الـعـربـي (الاستوائية، والمدارية الرطبة، والمتوسط، والصحراوية) وتربه ونباتاته الطبيعية كان لها الدور الكبير في تنوع الأنماط السياحية فيه

يتميز الوطن العربي بخلوه تقريباً من الأحداث المناخية المتطرفة، التي يمكن أن تؤثر على الحركة السياحية مثل العواصف المدمرة، أو شدة وكثافة الضباب أو الأمطار الغزيرة التي تصل إلى حد الفيضانات، فهناك مناطق عديدة أصبحت مناطق سياحية مشهورة بفضل مناخها، فالجو اللطيف الدافئ وأشعة الشمس من أهم عوامل الجذب للمناطق السياحية، خاصة وأن المناخ المناسب يسهم في إقامة المهرجانات والاحتفالات وغير ذلك . من الأنشطة الجاذبة للسياح, ويعكس اتساع وكبر مساحة الوطن العربي وتنوع الظاهرات الجغرافية المناخية والجيومورفولوجية والحيوية والبشرية، كمقومات هامة في صناعة السباحة الحديثة، كما أن اتساع الحيز المكاني الجغرافي العربي يزيد من احتمالية اشتماله علـى مـوارد طبيعية متنوعة. وعليه يتحدد توزيع الظواهر الجغرافية إلى حد كبير بسعة مساحة الوطن العربي التي تنتشر فيه تلك الظواهر . ويترتب على امتداد الوطن العربي تنـوع أنماط عناصره المناخية: كالأمطار والحرارة، ونباتاته الطبيعية، وتربه، وتنـوع مـوارده الطبيعية ومحاصيله الزراعية، وأنشطته البشرية.

للظروف المناخية تأثيرات مباشرة وغير مباشرة على السياحة في الوطن العربي مثلها مثل تأثيرات العوامل الجغرافية الأخرى. تتحدد ضوابط الأنماط المناخية السائدة في الوطن العربي بعوامل موقع الوطن العربي الفلكي (بالنسبة لدوائر العرض وخطوط الطول)، وموقعه بالنسبة لمراكز الضغط الجوي، وموقعه بالنسبة لتوزيع المسطحات المائية واليابس، وتأثير العامل التضاريسي على عناصر المناخ السائدة فيه. تؤثر التضاريس تأثيراً هاماً في - عناصر المناخ السائدة في الوطن العربي، فالارتفاع الشاهق للسلاسل الجبلية واتجاه امتدادها في الوطن العربي لـه أثـر واضـح جميع على تلطیف درجة الحرارة (انخفاضها) ومدى وفرة الهطول المطـري وتساقط الثلوج عليها. وأفضل مثال على ذلك، هو امتداد مرتفعات بلاد الشام وخاصة جبـال لبنـان الغربية التي تعترض سفوحها الرياح الغربية المحملة بالرطوبة والتي استمدتها مـن حوض البحر المتوسط. فعندما تهب تلك الرياح على سفوح الجبال اللبنانية الواقعـة خلف مدن طرابلس وبيروت وصيدا اللبنانية، تنخفض درجة حرارتهـا بمعـدل "3.5 مئوية لكل 305م ارتفاعاً عن مستوى سطح البحر. وعنـد وصـولها مرحلـة تكـون الغيوم، تهطل الأمطار على السلاسل الجبلية المتوسطة الارتفاع، بينما تتساقط الثلوج على قمم الجبال الشاهقة الارتفاع. والتي تشكل مناطق جذب سياحي هام في الوطن العربي.

  وتعد مرتفعات شمال العراق أغزر مطراً من السلاسل الجبلية الأقل ارتفاعاً منها والواقعة إلى جنوبها، وتشاهد ظاهرة المطر الأوروغرافي (التضاريسي) في المغرب العربي، حيث تتعامد الرياح المحملة ببخار الماء (القادمة من حوض البحر المتوسط) مع سفوح سلاسل جبال أطلس الشمالية في المغرب العربي.

إن التباين المكاني والإقليمي مـن خـلال تنـوع منـاخ الوطن العربي ما بين الصحراء ،والمرتفعات الجبلية ،والسهول ، يجعل الوطن العربي ينفـرد عـن غـيـره مـن دول العالم من حيث تنوع مناطقه المناخية ، وسهولة التنقل بينها ، ولهذا أيضاً أهمية كبيرة في الاستثمار المناسب لمعظم أنواع السياحة وامتدادها على مدار السنة الأن موسمية الحركة السياحية ترتبط بالعناصر المناخية ،وبالتالي أصبح مناخ الوطن العربي من أفضل الظروف المناخية ملاءمة للحركة السياحية بل وثروة سياحية حقيقية ، مما جعل لبعض المواقع السياحية ميزة نسبية جاذبة للسياحة . وتزدهر الحركة السياحية فيها خلال فصل الصيف ، أما المواقع السياحية في الصحراء تنشط الحركة السياحية فيها خلال فصل الشتاء.

تعد أكثر سمات المناخ الجاذبة للسياحة في الوطن العربي، تمتعه بفترات سطوع الشمس الطويلة على مدار العام، والتي تزيد في متوسطها السنوي على ثماني ساعات يومياً، مما يعني أ أن الوطن العربي يتمتع بمناخ متميز وشمس ساطعة مما يعطيـه طابعاً فريداً ومميزاً جاذباً للسياح، وللمناخ دور هام في التأثير على المواقع السياحية، التي تعتمد الأنشطة السياحية فيها على عوامل الجذب الطبيعية - لا سيما المناخ - مما يؤدي إلى ارتفاع أعداد السياح في فصول مناخية معينة، وانخفاضها في فصول أخـرى، الأمر الذي يؤدي إلى خلق موسمية سياحية داخل الموقع السياحي.