تقدمت طرق التحيل الكمي في الربع الأخير من القرن العشرين، وكان هدفها هو استكمال الطرق الكلاسيكية لاحتلال مكانها، حيث تتميز الطرق الكمية بميزة عظيمة وهي الموضوعية، إذ تبلل الجهود للتقليل من العامل الذاتي في تحليل النصوص، والوصول إلى تفسير مستقل عن شخصية المفسر، ولذلك يمكن أن يشترك في البحوث التي تستخدم طرق التحليل الكمي فريق بحث متكامل يستخدم فيه أجهزة الحاسب الآلي. كما يتبنى البحث الكمي نظرة تفترض وجود حقائق اجتماعية موضوعية معزولة عن مشاعر ومعتقدات الأفراد، ويتم قياسها بأدوات مناسبة تتوفر فيها الخصائص الأساسية من صدق وثبات، كما قامت هناك بعض التأثيرات الاجتماعية والثقافية والتاريخية على الخبرات الإنسانية، فقد دعي أنصار البحوث الكمية إلى عزل السلوك الإنساني عن المحيط الذي يتواجد فيه الأفراد المعنيين بالبحث، كما تجرى البحوث الكمية وفق إجراءات وخطوات تتابعية، ومخططة ومعدة إعداداً محكماً ومسبقاً يسترشد به الباحث، كما أن البحث الكمي يتطلب التعريف مسبقاً بالمتغيرات المناسبة (المستقلة والتابعة) أي التنبؤ المسبق بالاستنتاجات.