تلوث المياه

إن تلوث المياه - نتيجة مباشرة لسوء استخدام الانسان لموارد المياه. فقد انقضت هو سنوات عدة والانسان يعتقد أن للمسطحات المائية قدرة غير محدودة على استيعاب فضلاته والتخلص منها. فإذا عرفنا أن أكبر المدن في العالم هي مدن ساحلية وأن معظم سكان العالم يتركزون في المناطق الساحلية، هذا فضلا عن استغلال موارد الرصيف القاري فإننا ندرك ضخامة المشكلة. وليس أدل على ذلك من أن تلوث بعض البحيرات قد وصل حدا أصبحت فيه تلك البحيرات ملوثة تماماً. فكثير من شواطئ البحيرات الخمسة في أمريكا مكتوب عليها تحذيرات بعدم السباحة. كما أن الثروة السمكية في بعض البحار والبحيرات الملوثة لم تعد صالحة للأكل.

وأهم مصادر تلوث المسطحات المائية هي المياه العادمة من المدن ومن المصانع ومن الزراعة وغيرها. كما أن عمليات استخراج النفط والغاز من الرصيف القاري قد ساهمت بدورها في تلويث تلك المياه. ويساهم النقل البحري وبخاصة نقل النفط بتلويث المياه سواء بسبب غرق بعض الناقلات أو بسبب الممارسات غير المسؤولة لبعضها التي تستخدم مياه البحر لغسل خزاناتها وإلقاء المياه المستخدمة في البحر.

ويمكن أن نميز بين عدة أشكال لتلوث المياه نذكر منها التلوث العضوي والكيماوي والحراري والاشعاعي. أما التلوث العضوي فهو أبسط أنواع التلوث وأسهلها ويمكن التغلب عليه بسهولة. وتعد المياه العادمة من المنازل من أهم مصادر التلوث العضوي للمياه، وينتج التلوث الكيماوي غالباً من المياه العادمة من الصناعة، كما أن التلوث الحراري ناجم أيضاً عن استخدام المياه للتبريد في الصناعة. ويرتبط التلوث الاشعاعي بحوادث التسرب الاشعاعي من المفاعلات النووية وبإلقاء بعض المواد المشعة إلى المسطحات المائية.