عمر النجم

لقد نمت النجوم قديماً كالذي حصل للإنسان، ما عدا أنها أكثر عمراً فنحن نستطيع الآن أن نعطي تخميناً جميلاً ومناسباً لعمر شخص مجرد النظر إلى مظهره الخارجي. وهذا ما مكن الفلكيون من أن يعطوا عمراً للنجم. وذلك من خلال ملاحظتهم لحجم ولون النجم.

أحدث عمر لنجم هو الذي يبدو وكأنه كتلة ضخمة من سحب الغازات الخفيفة ذات لهب حراري أحمر. مثل هذه السحابة تكون أكبر بعداً لأقدم النجوم. كذلك بالمشابه يعتقد أن السحابة الضخمة الحمراء اللون تمثل النجم الحديث، وكلما تقدم عمر النجم أكثر فإنه يبدو أصغر مما كان عليه سابقاً، ويصبح أكثر كثافة مما كان عليه أو بالأحرى منكمشاً ذا حرارة أكبر، كما يتغير لونه من الأحمر الباهت إلى الأحمر  المتألق ثم إلى لون أصفر (كالذي عظمة ربيع حياته يصبح ذا لون أزرق متألق، هذه المرحلة تصل درجة حرارة النجم إلى قمتها. وتصل حرارة النجم إلى دون  2500ْ مئوية أو أكبر من 80,000ْ مئوية، ويعطي حرارة وضوء بنسبة هائلة. وبعد هذه النسبة المختصرة من الحرارة الزرقاء فإن النجم ينمو تدريجياً إلى البرودة وبتغير لونه من الأزرق إلى الأصفر ثم إلى أحمر متألق ثم إلى أحمر باهت.

يمثل النجم ذو اللون الأحمر الباهت العمر القديم، والذي يشبه الجمرة المشتعلة. ومن ثم ينمو تدريجياً بالبرودة وينجمد بعد ذلك عندما يفقد النجم حرارته، وإذا لم يمر بحادث على سبيل المثال اصطدامه بنجم آخر، فإنه يصبح فيما بعد معتماً وذا سطح كروي بارد، ويبدو محلقاً وغير مرئي في ظلام دامس غير متناه الملايين من النجوم المظلمة تكون منتشرة خلال هذا الكون الفسيح، ويستطيع علماء الفلك تفحص وجود هذه النجوم المنتهية بواسطة ملاحظتها عندما تتحرك متألقة من مواضعها فجأة، بالرغم من كونهم لا يستطيعون مشاهدة النجوم المظلمة التي تسحب أو (تجذب النجوم المتألقة). ويحتمل أن يكون عدد النجوم الباردة يفوق عدد النجوم الأخرى المرئية في السماوات.

احد هذه النجوم الشابة في أعمارها، أو الأحدث شباباً هو النجم المعروف بنجم قلب العقرب أنتريس Antares. يعتبر هذا النجم ذو اللون الأحمر المتألق، أكبر نجم معروف والذي يبلغ قطره 400 مليون ميل. تكون دقائق هذا النجم متناثرة ومتباعدة عن بعضها أكثر وبالحقيقة فإن الغازات الموجودة في قلب العقرب هي أكثر ندرة من الغازات التي نتنفسها.

الشكل (1)

أما النجم الشاب الآخر الأصغر من أنتريس هو بيتليكوس Betelgeuse أو الجوزاء.

كما في الشكل (1) كما صوره مرصد هابل الفضائي، نجم يد الجوزاء Betelgeuse هو عملاق أحمر يقترب من نهاية دورة حياته، " منكب الجوزاء أو يد الجوزاء " ويسمى خطأ أيضاً إبط الجوزاء (Alpha Orionis : أو Betelgeuse) هو نجم متغير غير هو ثاني لمعاناً في كوكبة الجبار، وتاسع أكثر النجوم لمعانا في السماء. يعتبر نجم في منكب الجوزاء عملاقاً أحمر، ويرجع السبب في شدة احمرار لونه إلى الانخفاض الشديد في درجة حرارته السطحية التي تعادل نصف درجة حرارة الشمس. غير أن حجم منكب الجوزاء يفوق حجم الشمس بحوالي 460 ضعفا حيث وصل النجم إلى نهاية عمره بعد أن استهلك معظم وقوده من الهيدروجين. وهو يبعد عن الأرض مسافة 430 سنة ضوئية تقريبا، أي ما يعادل 130 فرسخا فلكيا تقريبا، منكب الجوزاء ولد بعد نشأة الشمس ولكن بالحسابات الفلكية وجدنا أنه سيموت قبل الشمس ولذلك لأن التفاعل الاندماجي بين أنوية الهيدروجين يحدث داخله بمعدل كبير جدا أكبر كثيراً من معدل ذلك التفاعل في الشمس..

معدل كثافة هذا النجم تقدر بكمية الغاز الموجود في أنبوبة مفرغة من الهواء. ويمكن أن نجد أقدم مجموعة للنجوم في المجموعة المتمثلة في برج الجوزاء Orion هذه المجموعة تشبه طائر الحدأة التي تبدو مرتفعة في سماء الشتاء، وتملك ذيلاً قصيراً وغليظاً. أحد هذه النجوم القريبة إلى هذا الذيل تكون أكثر كثافة من غيرها، حيث يزن الإنج المكعب طناً واحداً. تحتوي السماوات على عدد كبير من النجوم الكثيفة، فمثلاً ، من مركبات (أحد المجموعة النجمية) النجم المتألق سيروس، هو نجم صغير وكثيف جداً لدرجة أنه ملء ملعقة منه تون طناً واحداً.

وربما يصيبنا الشعور بالقلق لو قلنا بأن الشمس في المرحلة المتوسطة من عمرها، وهي الأن نجم أصفر اللون، وذات نقصان تدريجي في درجة حرارتها. ولعل أحدنا يسأل عن مدى الفترة التي تعتمد بها على شمسنا كي تعطينا الضوء والحرارة والتي بدونها لا يمكن للحياة بالنسبة لنا، فهل تحكم لتجد أنفسنا في يوم ما على سطح الأرض وهي متجمدة ظلماء وغير قادرين على إنتاج الغذاء ولا حتى أمور الحياة الاعتيادية؟ فهنالك سبب لملاحظتها بصورة مباشرة. ويمكن القول أن عمر شمسنا هو عدد قليل من ملايين السنين. كما أن الأرض ذات برودة قليلة نوعاً ما، وربما تكون أجيال المستقبل بعد سلالاتنا متكيفة مع تلك الظروف.