المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27



الأدلّة النقليّة على ولادة الامام المهدي (عج)  
  
3260   04:36 مساءً   التاريخ: 14-3-2022
المؤلف : مركز المعارف للمناهج والمتون التّعليميّة
الكتاب أو المصدر : المهديّ الموعود عجل الله تعالى فرجه الشريف
الجزء والصفحة : ص32-37
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن الحسن المهدي / الولادة والنشأة /

1- مقدّمات منهجيّة حول الأدلّة النقليّة:

قبل الدخول بعرض الأدلّة الروائيّة والتاريخيّة على ولادة الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف، لا بدّ من الإشارة إلى نقاط عدّة منهجيّة ومدخليّة هامّة حول الأدلّة الروائيّة، وهي:

أوّلاً: لا ميزة للدليل التاريخيّ على غيره في مسألة إثبات الولادة، بل ينبغي الأخذ بكلّ دليل صحيح يُثبت المطلوب.

ثانياً: إذا أفادت الأدلّةُ القطعَ أو الاطمئنان للباحث، فينبغي العمل بمضامينها ومدلولاتها، كالأدلّة العقليّة القطعيّة، أو الأدلّة الروائيّة المتواترة أو الصحيحة. وهي متقدّمة رتبةً على الدليل التاريخيّ في حال إفادته الظنّ. وإلّا فإنّه، وفي أحسن الحالات، يتساوى الدليل التاريخيّ مع باقي الأدلّة.

ثالثاً: إنّ ثبوت ولادة أيّ شخص لا يُحتاج فيه إلى دليل تاريخيّ قطعيّ، وإلّا ينتفي ثبوت كثير من الشخصيّات المعروفة في التاريخ، فإنّ ولادتهم لم تثبت بدليل تاريخيّ قطعيّ متواتر!

رابعاً: إنّ ثبوت الولادات في عموم الأشخاص يُرجَع فيه إلى والد الشخص نفسه، فإذا ثبت عنه برواية واحدة صحيحة أنّه قد اعترف بأنّه قد وُلد له مولود، فحينئذٍ لا بدّ من تصديقه والإقرار له به.

خامساً: ضرورة عدم الخلط بين المنهج الفقهيّ والمنهج التاريخيّ في التعامل مع أسانيد الروايات التاريخيّة، فإنّ ما يُشترط في الروايات الفقهيّة من ناحية صحّة السند، لا يُعتبر في الروايات التاريخيّة، وإنّ تطبيق المعايير والشروط المعتبرة، في روايات الاستدلال الفقهيّ على الروايات التاريخيّة، غير صحيح من الناحية المنهجيّة وغير دقيق، ويُعبِّر عن عدم فهم التمايز الموجود بين مناهج العلوم في البحث والتحقيق على تفصيل له محلُّه.

2- الأدلّة النقليّة على ولادة الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف:

يمكن تقسيم الأدلّة النقليّة على ولادة الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف إلى نوعين، وهما:

النوع الأوّل: الأدلّة النقليّة العامّة:

وهي عبارة عن الأدلّة التي نقلت ولادة الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف قطعاً عن العديد من الأشخاص، وهي على قسمين:

الأوّل: أنّ العديد من الأشخاص رأوا الإمام وهو طفل في بيت والده، أو في حجر والده العسكريّ عليه السلام. ولدينا الكثير من الأشخاص الذين رأوه عليه السلام، ومنهم: محمّد بن العطّار[1]، الحسين بن عليّ[2]، حكيمة بنت محمّد بن القاسم بن حمزة[3]، جعفر بن محمّد بن مسرور[4]، الحسين بن محمّد[5]، وهذا بنفسه قد رأى الإمام. وعن عليّ بن محمّد[6] أنّه بنفسه رأى الإمام عليه السلام، وكذلك إبراهيم بن محمّد بن عبد الله الذي يروي عن نسيم خادم الإمام الحسن العسكريّ[7] عليه السلام، وكذلك بهذا السند جارية الإمام عليه السلام، واسمها مارية[8].

وقد ذكر الكلينيّ رواية أخرى بسنده عن إبراهيم بن محمّد، عن نسيم خادم الإمام عليه السلام[9]. وأورد رواية أخرى عن نسيم أيضاً[10]، وعن محمّد بن العطّار وغيره، عن إسحاق بن رياح البصريّ، عن أبي جعفر العمريّ، أنّه رأى الإمام عليه السلام طفلاً في بيت والده[11]، ومحمّد بن العطّار عن عليّ الخيزرانيّ عن جارية الإمام الحسن العسكريّ عليه السلام[12]، والحميريّ عن محمّد بن عثمان العمريّ أنّه رأى الإمام في حجر والده[13]، ومحمّد بن إبراهيم الكوفيّ والمطهريّ أبو حكيم الطرفيّ روى قصّة رؤية الإمام عليه السلام[14]، وعن ابن وجناء الحسن رأى الإمام عليه السلام طفلاً في بيت والده[15]، وعن محمّد بن الحسن الكرخيّ يروي عن أبي هارون - رجل من أصحاب الإمام عليه السلام - أنّه رأى الإمام عليه السلام في حجر والده[16].

وما روي عن محمّد بن إبراهيم بإسناده عن عثمان بن سعيد العمريّ الذي رأى الإمام عليه السلام بنفسه[17]. وأحمد بن عبد الله مهران، عن أحمد بن محمّد بن الحسن، عن إسحاق القمّيّ، أنّه رأى الإمام عليه السلام بأمّ عينيه[18].

وعن عبد الله بن عبّاس العلويّ والحسن بن الحسين العلويّ، رُئي الإمام عليه السلام في بيت والده[19]. وأبو محمّد بن ضيرويه التستريّ، وأبو سهل بن مرقد يرويان عن عقيد خادم الإمام العسكريّعليه السلام أنّه رأى الإمام في حجر والده[20].

والصفّار يروي عن محمّد بن عبد الله المطهريّ، عن حكيمة بنت محمّد بن عليّ عليه السلام عمّة الإمام العسكريّ عليه السلام تروي قصّة ولادة الإمام[21]، حتّى ابن زكريّا يروي عن محمّد بن عليّ عن حكيمة بنت الإمام الهادي عليه السلام قصّة ولادة الإمام[22].

وكذلك الشيخ الطوسيّ في غيبته عن الشلمغانيّ، يروي عن إبراهيم بن إدريس أنّه رأى الإمام في بيت والده[23].

هذه الروايات عن أشخاص مختلفي الطوائف، ومن مختلف الأصقاع والأمصار، كلّهم قد رأوا الإمام عليه السلام وهو طفل في مواقف ومواضع مختلفة.

 

الثاني: هم الذين سمعوا من الإمام أو من خدّام الإمام أو من عمّة الإمام بولادة الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف[24]، ونشير إلى بعض هذه الروايات:

رُوي عن أبي الفضل الحسين بن الحسن العلويّ، قال: "دخلت على أبي محمّد عليه السلام بسرّ من رأى، فهنّأته بسيّدنا صاحب الزمان عليه السلام، لمّا وُلد"[25].

وما رُوي عن أحمد بن إبراهيم، قال: "دخلت على حكيمة بنت محمّد بن عليّ الرضا  عليهما السلام، سنة اثنتين وستّين ومائتين، فكلّمتها من وراء حجاب، وسألتها عن دينها، فسمّت لي من تأتمّ بهم، قالت: فلان ابن الحسن فسمّته..."[26].

النوع الثاني: الأدلّة النقليّة الخاصّة (الروايات):

إنّ الروايات التي تشير إلى قضيّة الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف، وتثبت هذه الحقيقة المهدويّة، متواترة لدى مدرسة أهل البيت عليهم السلام، وفي كتب أهل العامّة. ويمكن لنا أن نستفيد منها وأنها في الدلالة على ولادة الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف من خلال الملازمة، بأن يقال: لقد أثبتنا، بالدليل العقليّ، ضرورة وجود المعصوم في كلّ عصر، هذا أوّلاً، وهذه الروايات تؤكّد لنا أنّ المهديّ حقيقة إسلاميّة قطعيّة لا مجال للشكّ فيها.

ثانياً: هي تتطابق مع الدليل العقليّ، فإذا كان وجوده قطعيّاً، فلا بدّ من أن يكون موجوداً فعلاً، وحيّاً يُرزق.

ومن جهة ثالثة، تؤكّد طائفة من الروايات أنّه من نسل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، ثمّ من نسل الإمام عليّ عليه السلام والسيّدة الزهراء عليها السلام، ثمّ من نسل الإمام الحسين عليه السلام، حتّى نصل إلى الإمام الحسن العسكريّ عليه السلام، والإمامُ الحسن العسكريّ عليه السلام بدون شكّ هو الإمام الحادي عشر من أئمّة أهل البيت عليهم السلام، وقد استُشهد سنةَ 260 هـ، فلا بدّ من أن يكون الإمام الثاني عشر قد وُلد قبل شهادته.

وبناءً على ما تقدّم، يمكن لنا تقسيم الروايات حول الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف إلى طائفتين:

الطائفة الأولى: وهي الروايات المشتركة عن المعصومين عليه السلام من زمن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى زمن الإمام العسكريّ عليه السلام، وتذكر هذه الروايات الإمام الثاني عشر بصفاته وخصوصيّاته المختصّة، وأنّه من أولاد الحسين عليه السلام، وأنّه يُظهر الله الحقَّ على يديه الشريفتين. نذكر بعض هذه الروايات:

قال الإمام الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهما السلام: "منّا اثنا عشر مهديّاً، أوّلهم أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالبعليه السلام، وآخرهم التاسع من ولدي، وهو القائم بالحقّ، يحيي الله تعالى به الأرض بعد موتها، ويظهر به دين الحقّ على الدِّين كلّه ولو كره المشركون، له غيبة يرتدّ فيها قوم ويثبت على الدِّين فيها آخرون، فيؤذَون، فيقال لهم: ﴿وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ﴾[27]. أما إنّ الصابر في غيبته على الأذى والتكذيب بمنزلة المجاهد بالسيف بين يدي رسول الله"[28].

وعن عبد العظيم بن عبد الله بن عليّ بن الحسن بن زيد بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام، قال: دخلت على سيّدي محمّد بن عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام وأنا أريد أن أسأله عن القائم، أهو المهديّ أم غيره؟ فابتدأني هو، فقال: "يا أبا القاسم، إنّ القائم منّا هو المهديّ الذي يجب أن يُنتظَر في غيبته ويُطاع في ظهوره، وهو الثالث من ولدي. والذي بعث محمّداً

بالنبوّة، وخصّنا بالإمامة، إنّه لو لم يبقَ من الدنيا إلّا يوم، لطوّل الله ذلك اليوم حتّى يخرج فيه، فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً، وإنّ الله تبارك وتعالى ليصلح له أمره في ليلة كما أصلح أمر كليمه موسى عليه السلام إذ ذهب ليقتبس لأهله ناراً، فرجع وهو نبيّ مرسَل. ثمّ قال عليه السلام: أفضل أعمال شيعتنا انتظار الفرج"[29]، وغيرها كما سيأتي.

الطائفة الثانية: الروايات التي تحدّثت عن نسب الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف إلى الإمام عليّ عليه السلام، ومن ثمّ إلى الإمام الحسين عليه السلام، وصولاً إلى الإمام الحسن العسكريّ  عليه السلام، وهي روايات متواترة قطعاً، وهذه الروايات وردت عن الأئمّة عليّ والحسن والحسين وباقي الأئمّة إلى الإمام العسكريّ عليهم السلام.

وبنظرة إجماليّة وسريعة على عدد هذه الروايات، حسب ما أحصاه آية الله الشيخ لطف الله الصافي گلپايگاني في كتاب "منتخب الأثر في الإمام الثاني عشر"، نصل إلى صحّة القول بتواتر هذه الروايات، فقد بلغ عددها ما يقرب من أحاديث جاء فيها ذكر نسب الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف، وهي على الشكل الآتي:

- (214) حديثاً في أنّه من ولد أمير المؤمنين عليّ عليه السلام.

- (192) حديثاً في أنّه من ولد سيّدة نساء العالمين فاطمة عليها السلام.

- (107) أحاديث في أنّه من أولاد السبطين[30] الحسن والحسين عليهما السلام.

- (185) حديثاً في أنّه من ولد الإمام الحسينعليه السلام.

- (160) حديثاً في أنّه من الأئمّة التسعة من ولد الحسين عليهم السلام.

- (148) حديثاً في أنّه التاسع من ولد الحسينعليه السلام.

- (185) حديثاً في أنّه من الإمام عليّ بن الحسين زين العابدين عليهما السلام.

- (103) أحاديث في أنّه السابع من ولد الباقر عليه السلام.

- (103) أحاديث في أنّه من ولد الصادق جعفر بن محمّد عليهم السلام.

- (99) حديثاً في أنّه السادس من ولد الصادق عليه السلام.

- (101) في أنّه من صلب الإمام أبي إبراهيم موسى بن جعفر عليهما السلام.

- (98) حديثاً في أنّه الخامس من ولد الإمام السابع موسى بن جعفر عليهم السلام.

- (95) حديثاً في أنّه الرابع من ولد أبي الحسن عليّ بن موسى الرضا عليهم السلام.

- (90) حديثاً في أنّه الثالث من ولد الإمام محمّد بن عليّ الرضا عليهم السلام.

- (90) حديثاً في أنّه من ولد الإمام أبي الحسن عليّ بن محمّد بن عليّ بن موسى الرضاعليهم السلام.

- (146) حديثاً في أنّه خلف أبي الحسن وابن أبي محمّد الحسن عليهم السلام.

- (147) حديثاً في أنّ اسم أبيه الحسن عليه السلام.

- (9) أحاديث في أنّه ابن سيّدة الإماء وخيرتهنّ.

- (2) حديثان في أنّه إذا توالت ثلاثة أسماء محمّد وعليّ والحسن كان الرابع هو القائم عجل الله تعالى فرجه الشريف.

- (136) حديثاً تدلُّ على أنّه الثاني عشر من الأئمّة وخاتمهم عليهم السلام[31].

 

 

 

[1] الشيخ الصدوق، كمال الدين وتمام النعمة، مصدر سابق، ص435.

[2] المصدر نفسه، ص432.

[3] الشيخ الكليني، الكافي، مصدر سابق، ج1، ص330.

[4] الشيخ الصدوق، كمال الدين وتمام النعمة، مصدر سابق، ص430.

[5] المصدر نفسه.

[6] الطوسي، الشيخ محمد بن الحسن، الغيبة، تحقيق: الشيخ عباد الله الطهراني و الشيخ علي أحمد ناصح، مؤسسة المعارف الإسلاميّة، إيران - قم، 1411هـ، ط1، ص393 .

[7]  المصدر نفسه، ص244.

[8] الشيخ الصدوق، كمال الدين وتمام النعمة، مصدر سابق، ص430.

[9] الشيخ الطوسي، الغيبة، مصدر سابق، ص232.

[10] المصدر نفسه.

[11] الشيخ الصدوق، كمال الدين وتمام النعمة، مصدر سابق، ص430.

[12] المصدر نفسه، ص431.

[13] المصدر نفسه، ص435.

[14] الشيخ الطوسي، الغيبة، مصدر سابق، ص234.

[15] الشيخ الصدوق، كمال الدين وتمام النعمة، مصدر سابق، ص473.

[16] المصدر نفسه.

[17] المصدر نفسه، ص433.

[18] المصدر نفسه، ص476.

[19] الشيخ الطوسي، الغيبة، مصدر سابق، ص251.

[20] الشيخ الصدوق، كمال الدين وتمام النعمة، مصدر سابق، ص473.

[21] الشيخ الطوسي، الغيبة، مصدر سابق، ص234.

[22] المصدر نفسه، ص238.

[23] الشيخ الطوسي، الغيبة، مصدر سابق، ص245.

[24] ينظر: النجفي، الشيخ بشير، ولادة الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف، سلسلة الندوات المهدويّة، الندوة الثالثة، ص61 - 63.

[25] الشيخ الطوسي، الغيبة، مصدر سابق، ص230.

[26] المصدر نفسه.

[27] سورة يونس، الآية 48.

[28] الصدوق، الشيخ محمد بن علي، عيون أخبار الرضاعليه السلام، تصحيح وتعليق وتقديم: الشيخ حسين الأعلمي، لبنان - بيروت، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، 1404هـ - 1984م، لا.ط، ج1، ص69.

[29] الخزاز القمي، كفاية الأثر، مصدر سابق، ص281.

[30] معنى كونه من أولاد السبطين الحسن والحسين عليه السلام مع أنّه المقطوع به حسب الأدلّة التي سنشير إلى بعضها وسنفصلها في بحث نسب الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف، هو أنّ الإمام حسينيّ النسب لا حسنيّ، فمعنى انتسابه إليهما لكون أمّ الإمام الباقرعليه السلام هي فاطمة، والتي ترجع إلى الإمام أبي محمّد السبط الأكبر المجتبى عليه السلام، فالإمام الباقرعليه السلام ومَن بعده من الأئمّة إلى الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف من نسل الإمامين الحسن والحسين عليه السلام.

[31] راجع: گلپايگاني، الشيخ لطف الله الصافي، منتخب الأثر في الإمام الثاني عشر عليه السلام، الناشر: مكتب المؤلف، مطبعة: سلمان الفارسي، ج2، ص193 - 248.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.