العوامل الظاهرية لتشكيل سطح الأرض

لئن كانت قوى الباطن هي المسؤولة عن إبراز الخطوط العريضة لتضاريس سطح اليابس بما تحدثه من تفاوت في مناسيب البقاع المختلفة، فإن مجموعة العوامل الخارجية، تنشط على الظاهر وتعطي وجه اليابس قسماته التفصيلية، ومعالمه الدقيقة، وأشكاله المعروفة.

ذلك هو أثر العوامل الظاهرية في تشكيل سطح اليابس، فالمياه الجارية في الأنهار وكذلك السنة الجليد المتحركة في الأودية الجبلية، تقوم بحفر أخاديد عميقة على منحدرات الجبال والهضاب والتلال، وهي إذ تؤدي إلى تمزقها وتشكل تضاريسها، فإنها في نفس الوقت تخفض مناسيبها حيث تنتقل حطام الصخر المتجمع لديها، لتحطه في المنخفضات الأرضية على اليابس فتعلو مناسيبها، أو ترسله إلى البحار والمحيطات، لتبنى منها أشكال أرضية جديدة. أما الرياح فتذرو حبيبات الغبار والرمال، وتنقلها مئات الكيلومترات لترسبها على شكل كثبان رملية، أو تربة ذات طبيعة خاصة. خلاصة القول: إن كل هذه العوامل هي الظاهرية من قبيل وسائل التسوية، التي تهدف في النهاية إلى تمليس وجه الأرض، والإطاحة بمعالمه البارزة، وملء فجواته الغائرة، فكأنها الفنان الذي يتولى أثر العوامل الباطنية بالتشكيل والتصنيع.