الطي Folding

يشبه ما تتعرض له طبقات الصخور الرسوبية من طي بما يحدث لمفرش المائدة إذا أزيح بضغط اليدين من جانبيه، فتتجعد في تموجات تتألف من حافات طويلة نافرة محدبة إلى أعلى، تفصل بينها طيات مقعرة هابطة؛ فالطيات تعني ببساطة تجعدات تصيب الرواسب، وتختلف في أبعادها من عشرات أو مئات الأمتار على نحو ما يشاهد بمقاطع الطرق في هضابنا الأردنية والفلسطينية، إلى بضع مئات من الكيلومترات بمناطق السلاسل الجبلية الكبرى كالهيمالايا والألب والانديز.

وغالباً ما تنشأ الطيات في مجموعات متصلة، ويتألف كل منها من عناصر نوجزها لك فيما يلي، كما يوضحها شكل(7).

الطية المحدبة anticline وهي الجزء المحدب أو المقوس إلى أعلى من التجعد.

الطية المقعرة syncline وهي الجزء الذي يتقوس إلى أسفل.

الطرفان limbs أو flanks وهما جانبا الطية سواء أكانت محدبة أم مقعرة.

محور الطية axis وهو الخط المتوسط فيما بين الطرفين.

المستوى المحوري axial plane وهو المستوى الذي ينصف الطية تماماً ويكون عمودي على محورها.

وتبين لك مجموعة الأشكال التالية بعض الأنواع الشائعة من الطيات، فالشكل (8) يبين طية محدبة متماثلة Symmetrical Anticline، ويلاحظ أن طرفي الطية يميلان على الجانبين بزاويتين متساويتين بالنسبة للمحور، كما أن المستوى المحوري يقسم الطية إلى نصفين متناظرين، وذات الشيء يقال أيضاً عن الطية المقعرة المتماثلة.

أما إذا اختلفت زاوية الميل بالنسبة للطرفين، نشأت طية غير متماثلة، وفيها يكون المستوى المحوري الذي ينصف الزاوية بين الطرفين مائلاً: عن المحور العمودي شكل (9).

أما الطية المتوازية فهي التي يميل كلا طرفيها في نفس الاتجاه، فإذا زاد الميل كثيراً بحيث يصبح المستوى المحوري في وضع أفقي، تكون الطية من النوع الزاحف أو المستلقي (شكل رقم 10).

تلك هي الأنواع البسيطة من الطيات، وهي التي غالباً ما توجد في مجموعات تتكون كل منها من عدد من الطيات المحدبة، بينها أخرى مقعرة، ولكن هناك أنواع أخرى من التشوهات المعقدة أو المركبة، التي تشتمل على أكثر من نوع واحد من الأنواع البسيطة السابق ذكرها، وغالباً ما تكون هذه المجموعات ذات أبعاد كبيرة، تغطي رقاعاً إقليمية من سطح اليابس حتى لتمتد في عدة أقطار، وما النظم الجبلية الكبرى إلا تجسيداً لهذه المجموعات.