المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاخلاق و الادعية
عدد المواضيع في هذا القسم 6251 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



التواضـــع صفة حميدة  
  
2439   08:51 مساءً   التاريخ: 11-3-2022
المؤلف : الشيخ جميل مال الله الربيعي
الكتاب أو المصدر : دراسات اخلاقية في ضوء الكتاب والسنة
الجزء والصفحة : 300-305
القسم : الاخلاق و الادعية / الفضائل / الزهد والتواضع و الرضا والقناعة وقصر الامل /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-2-2022 1436
التاريخ: 29-7-2016 1538
التاريخ: 19-6-2022 1761
التاريخ: 2023-04-17 1403

يقول أمير المؤمنين (عليه السلام) : (ثلاثة يوجبن المحبة : الدين ، والتواضع ، والسخاء )(1).

التواضع هو احد العناصر الاساسية للشخصية الرسالية ، ويقسم إلى قسمين الثاني نابع من الأول:

1- التواضع لله (سبحانه وتعالى) : وهي حالة يستصغر فيها الإنسان ذاته ، ويحتقر نفسه ويشعر بالخشوع ، والخضوع ، والذلة ، والحقارة أمام الله ينظر إلى عظمة الله (سبحانه وتعالى) فيرى الكمال، والجمال المطلق، والقدرة غير المتناهية ، وينظر إلى نفسه فيراها محدودة، ومشروطة، وضعيفة.

محدودة بحدود الزمان والمكان ، ومشروطة بشروط إذا فقدت زالت عن الوجود وانعدمت ، وضعيفة (تؤلمها البقة، وتقتلها الشرقة، وتنتها العرقة ... ) فيتصاغر، ويزداد خشوعاً، وخضوعاً، ويستشعر العبودية الكاملة لله تعالى فلما ازداد الإنسان معرفة الله ، وبصيرة في نفسه ازداد عبودية لله تعالى ، فاستصغر نفسه ، وعبدها الله تعالى ، وذللها له تعالى فعن أبي عبد الله (عليه السلام) : (استقبل رسول الله (صلى الله عليه واله) رجل من بني فهد وهو يضرب عبداً له والعبد يقول : أعوذ بالله، فلم يقلع الرجل عنه ، فلما أبصر العبد برسول الله قال : أعوذ بمحمد .

فأقلع عنه الضرب، فقال رسول الله : يتعوذ بالله فلا تعيذه ؟ ويتعوذ بمحمد فتعيذه ؟

والله أحق ان يجار عائذه من محمد .

فقال الرجل : هو حر لوجه الله ، فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) والذي بعثني بالحق نبياً لو لم تفعل لواقع وجهك حر النار)(2).

فهنا نرى ان رسول الله (صلى الله عليه واله) رغم الكمال الذي بلغه فهو يستصغر نفسه ومكانته أمام عظمة الله ، وبهذا التواضع لله نال تلك الدرجة الرفيعة عند الله وعند خلقه.

يقول الإمام الصادق (عليه السلام) : (اوحى الله (عز وجل) إلى موسى : ان يا موسى أتدري لم اصطفيتك بكلامي دون خلقي ؟

قال : يا رب ولم ذلك ؟

قال : فأوحى الله تبارك وتعالى إليه : أن يا موسى إني قلبت عبادي ظهراً لبطن ، فلم أجد فيهم أحداً أذل لي نفساً منك ، يا موسى إنك إذا صليت وضعت خدك على التراب – او قال : على الأرض - )(3).

ولهذا ترى المتواضع لله تعالى مهما يقدم في سبيله تعالى ، يبقى يشعر بأنه لم يقدم شيئاً ، بل كلما قدم شيئاً ، وعمل لله كثيراً ، ازداد خشوعاً وتواضعاً وعبودية لله تعالى ، وخوفاً منه.

فهو (يعمي الأعمال الصالحة وهو على وجل)(4) خشية من لله (سبحانه وتعالى) واستصغاراً لأعماله ، وخوفاً من عدم القبول.

ويقول المحدث المجلسي : (التواضع هو إظهار الخشوع، والخضوع والذل ، والافتقار ، إليه تعالى عند ملاحظة عظمته، وعند تجدد نعمه تعالى ، أو تذكرها ؛ ولذا استحبت سجدة الشكر في هذه الأمة ... )(5)

و (التواضع ترك التكبر، والتذلل لله ، ولرسوله ، ولأولي الأمر، وللمؤمنين ، وعدم حب الرفعة والاستيلاء، وكل ذلك موجب للقرب .

وإذا كان احد الضدين موجباً للقرب كان الآخر موجباً للبعد)(6).

وأخيراً فالتواضع الحقيقي لله (سبحانه وتعالى) هو : الشعور بالاضمحلال والفناء والتلاشي أمام عظمة الذات الإلهية ، حتى يعود العبد يشعر بأنه لا شيء، ولا يستحق ان يكون شيئاً ؛ لتقصيره عن أداء حقوق الله (سبحانه وتعالى ) الذي أنعم عليه بنعمة الوجود والإيجاد، يقول العارف العظيم الإمام الخميني (قدس سره) بعد رسالة طويلة لولده أحمد : (هدفت مما ذكرته لك رغم إني لا شيء بل أقل حتى من الاشيء)(7)

وقيل : (من يرى لنفسه قيمة فليس له من التواضع نصيب)(8).

ومن أروع صور التواضع لله (سبحانه وتعالى) والتصاغر له، والتذلل بين يديه ما جاء في دعاء أبي حمزة الثمالي للإمام زين العابدين (عليه السلام) حيث يقول مناجياً ربه : (سيدي انا الصغير الذي ربيته ، وأنا الجاهل الذي علمته ، وانا الضال الذي هديته وأنا الوضيع الذي رفعته والعاري الذي كسوته، والفقير الذي أغنيته والضعيف الذي قويته، والذليل الذي أعززته ، والسقيم الذي شفيته ، والسائل الذي أعطيته والمذنب الذي سترته ، والخاطئ الذي أقلته  ، وأنا القليل الذي كثرته والمستضعف الذي نصرته ، وأنا الطريد الذي آويته).

وفي دعاء كميل يقول أمير المؤمنين (عليه السلام): (وقد اتيتك يا إلهي بعد تقصيري وإسرافي على نفسي، معتذراً، نادماً، منكسراً، مستقلاً، مستغفراً ، منيباً ، مقراً مذعناً معترفاً، لا اجد مفراً مما كان مني، ولا مفزعا أتوجه إليه في امري غير قبولك عذري، وإدخالك إياي في سعة رحمتك ).

وبهذا التواضع – خلافاً للإعجاب بالنفس الذي يجعل الإنسان يشعر بأنه وصل نقطة الكمال – يستشعر الإنسان بالقصور والتقصير بين يدي الله (سبحانه) مهما بلغ من درجات الكمال؛ ولهذا نرى ان المعصوم يستشعر بالتقصير وهو في دائرة العصمة، ومن هنا قال سيد العابدين والشاكرين (صلى الله عليه واله) : (لا أحصي عليك ثناء أنت كما اثنيت على نفسك) وقال (عليه السلام) : (ما عبدناك حق عبادتك، وما عرفناك حق معرفتك)(9) بل كان اهل بيت العصمة صلوات الله عليهم يأمرون بأن يبقى المؤمن شاعراً بالتقصير، ولا يخرج نفسه عن حده، يقول الإمام ابو الحسن الكاظم (عليه السلام): (عليك بالجد ولا تخرجن نفسك عن حد التقصير في عيادة الله وطاعته، فإن الله تعالى لا يعيد حق عبادته)(10)، لأن هذا الشعور يدفع الإنسان إلى سد هذا النقص، ويضعه على سلم التكامل، ليواصل الجد لنيل مراتب اعلى في طاعة الله (سبحانه وتعالى) وفيوضاته، وبذلك يكون التواضع قوة تحريك وتصعيد للإنسان للعروج في سلم الكمال ...

2- التواضع للمؤمنين : وهو ثمرة من ثمرات التواضع لله (سبحانه وتعالى) فإن الإيمان إذا حل في النفس كشف عنها ظلمات الذاتية والأنانية ، فإذا انكشفت تلك الظلمات اصبح الإنسان متحرراً من قيود وأغلال الأنا التي تقوقع الإنسان وتحسبه في صندوق مظلم يبقى يدور فيه من نفسه إلى نفسه يقول سيد العارفين في هذا العصر الإمام الخميني قدس سره: (نحن ايضاً ما زلنا في حجاب النفس والأنانية، فنحن شيطانيون محجوبون مطرودون من محضر الرحمن ، وما أصعب تحطيم هذا الصنم الذي يعد (ام الاصنام) فنحن ما دمنا خاضعين له، مطيعين لأوامره ، فنحن غير خاضعين لله (سبحانه وتعالى) غير طائعين لأوامره ، وما لم يحطم هذا الصنم ، فإن الحجب الظلمانية لن تتمزق ولن تُزال)(11).

فإذا تحطم صنم الأن، انفتح أفق الإنسان ، وصار ينظر بعيداً، ويعرف حجمه وحقيقة وجوده، ودوره في الحياة، حينئذ ينظر إلى الآخرين بعين الاحترام والتوقير فلا يتطاول على احد ، بل يعتبر كل من يلتقيه من المؤمنين أفضل منه فإن كان (أكبر منه قال : سبقني بالإيمان والعمل والصالح، وإن كان أصغر منه قال: سبقته بالمعاصي والذنوب ، وان كان تربه قال أنا على يقين من ذنبي، وفي شك من ذنبه، فما لي ادع يقيني لشكي)(12)

فالجميع إذن أفضل مني ، ولهذا قيل : (إن التواضع ان تخرج من منزلك، ولا تلقى مسلماً إلا رأيت له عليك فضلاً)(13).

(وسئل أحدهم متى يكون الإنسان متواضعاً ؟

قال: إذا لم ير لنفسه مقاماً ، ولا حالاً، وتواضع كل إنسان على قدر معرفته بربه وبنفسه)(14)

(وسئل الفضيل بن عياض عن التواضع ما هو ؟

فقال: ان تخضع للحق، وتنقاد له، ولو سمعته من صبي قبلته، ولو سمعته من أجهل الناس قبلته)(15).

فالتواضع إذن هو : تجاوز الذاتية والأنانية ، والعبور منها إلى الغيرية، بعبارة  الأخرى: هو الضغط على العواطف الذاتية بتقديم الغير على النفس، والشعور بأن الغير أفضل منه لسبب من الأسباب، وهذا لا يحصل إلا عند أصحاب النفوس الزكية المطهرة من الأدران، ومن ذمائم الأخلاق، وأصحاب العقول الراجحة يقول أمير المؤمنين (عليه السلام).

(ما نقص نفسه إلا كامل).

(ما حقر نفسه إلا عاقل).

(ما تواضع إلا رفيع).

(كفى بالمرء فضيلة ان ينقص نفسه).

(وجيه الناس من تواضع مع رفعة، وذل مع منعه)(16).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) الآمدي ، تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم : 25.

(2) المحدث المجلسي، بحار الانوار : 16/282.

(3) ثقة الإسلام الكليني ، الأصول من الكافي : 2/123.

(4) نهج البلاغة خطبة : 193.

(5) المحدث المجلسي ، بحار الانوار : 75/126.

(6) المصدر نفسه : 132 .

(7) الإمام الخميني ، موعد اللقاء : 78.

(8) الغزالي، إحياء علوم الدين : 3/342.

(9) المحدث المجلسي، بحار الانوار : 71/23.

(10) المصدر نفسه : 229 .

(11) الإمام الخميني ، موعد اللقاء : 83 .

(12) اقتباس لمعنى حديث للإمام زين العابدين (عليه السلام) .

(13) الغزالي، إحياء علوم الدين : 3/342.

(14) الغزالي، إحياء علوم الدين : 3/343.

(15) المصدر نفسه : 342.

(16) الآمدي، تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم : 249.




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.