مع تطور ثورة المعلومات، وتزايد مكانة الانترنت في عالم الاتصال، بدت دور النشر والمؤسسات الصحافية تسعى لتدشن لنفسها مواقع غير تقليدية في الصدور والانتشار على شبكة الانترنت، حدودها الفضاء الرحب، لا البقعة الجغرافية المحدودة.

فإذا كانت صناعة الإعلام مرت بثلاث مراحل أساسية فرضتها التطورات التاريخية والتكنولوجية حيث ساد في البداية مفهوم King is Money حينما كان هدف القائمين على صناعة الإعلام توفير أكبر قدر من التمويل الإعلاني ليغطي تكلفة الإنفاق على إنتاج المحتوى الإعلامي ، ثم جاءت مرحلة Content is King علا فيها شأن المضمون باعتباره ما يميز وسيلة عن أخرى ويضمن جذب انتباه الجمهور، ثم انتقلت في المرحلة الحالية إلى مرحلة سيطرة المستخدم King is Customer حيث أصبح استقطاب المتلقي وجذبه لمتابعة المضمون الذي تقدمه الوسيلة هو الهدف الرئيسي لوسيلة الاتصال.

ومن هنا سعت الصحف العربية لتفتح لنفسها أفاقا جديدة باستخدام شبكة الانترنت، للاستفادة من مميزاتها خاصة وإنها تصل إلى القارئ العربي في كل مكان من أرجاء المعمورة، لتصدر طبعات إلكترونية لها على الشبكة لتدخل بذلك إلى عالم الصحافة الإلكترونية.

حيث دخل العالم العربي مجال الانترنت دون أن يتأخر كثيراً عن العالم، وربما تكون الانترنت أسرع وسيلة اتصال تبناها العرب بعد أن تبناها الغرب بسنوات قليلة، بالقياس إلى انتشار الطباعة والراديو والتلفزيون في العالم العربي، ففي التاسع من سبتمبر 1995 توافرت الصحيفة اليومية العربية إلكترونيا لأول مرة عبر شبكة الانترنت، ثم توالت الصحف العربية في إنشاء مواقع لها على شبكة الانترنت، حتى انه لا تكاد دولة تخلو من وجود مواقع لصحفها أو بعضها على شبكة الانترنت.

فقد حددت إحدى الدراسات عدد مواقع الصحف العربية اليومية والأسبوعية على الانترنت في مطلع عام 1998 بنحو 42 موقعا بالإضافة إلى 15 موقعا لمحطات الراديو والتلفزيون العربية وستة مواقع لوكالات أنباء عربية.

وقدر أحد الباحثين العرب عدد الصحف الإلكترونية في العالم العربي في عام 2000 بنحو 65 صحيفة تصدر باللغات الثلاثة: العربية والانجليزية والفرنسية.

وقام كلا من حسني نصر وعصام عبد الهادي بحصر 98 صحيفة عربية إلكترونية تتركز النسبة الأكبر منها في مصر، ولا يشمل هذا الحصر الصحف الإلكترونية العربية التي تصدر من خارج الوطن العربي.