أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-03-14
1066
التاريخ: 2023-03-15
900
التاريخ: 9-7-2021
3039
التاريخ: 24-2-2022
1460
|
فكرة إقليم المدينة
يقوم إقليم المدينة بناء على الترابط والتفاعل بين المدينة وما حولها من رقعة جغرافية. وأكثر العلاقات أهمية هي العلاقات التجارية بين المدينة وإقليمها. وقد أدى هذا إلى إظهار أثر استخدام الأراضي وما حولها. لقد ظهرت هناك عدة دراسات عربية إسلامية بحثت حول استخدام الأرض حول المدينة وكان من أهمها دراسة ابن خلدون لقد رأى ابن خلدون أن المدينة لا بد وأن ترتبط بعلاقات اجتماعية واقتصادية مع إقليمها، ذلك
حتى تحافظ على بقائها ونموها. وقد ميز ابن خلدون بين ثلاثة نطاقات دائرية تحيط بالمركز الحضري كان من أهمها هي:
1. النطاق الرعوي.
2. النطاق الزراعي.
3. نطاق الأشجار والغابات (نطاق التحطيب الذي يزود المركز الحضري بمواد البناء والوقود).
ويوضح الشكل التالي فكرة ابن خلدون:
فمن خلال الشكل السابق يلاحظ أن النطاقات الاستثمارية حول المركز، تكون على شكل دوائر تتشعب من المركز وتمتد نحو الأطراف, ويبدو أن ابن خلدون جعل ترتيب استثمارات الأرض حول المركز الحضري تتصف بشيء من المرونة، لتناسب الحياة الاقتصادية للعشائر العربية. ورأى أن المدينة إذا ما استوطنت من قبل عشائر رعوية، فإنها سوف تستغل للرعي، وإذا كانت زراعية تستغل للزراعة. كما أوضح العالم العربي ابن خلدون أن علاقة المدينة بالريف علاقة متبادلة، حيث تكون المناطق الريفية معينا مستمراً من المواد الخام والغذائية للمدينة المركزية. كما ظهر في القرن 19 ميلادي عالم ألماني هو فون ثونن الذي وضع نظريته المعروفة باسمه وهي قريبة من نظرية ابن خلدون، حيث تقوم على ما يلي:
1. النطاق الأول: ويتخصص في المحاصيل السريعة التلف، مثل مشتقات الألبان والفواكه والخضروات والحدائق الخاصة. ويتم زراعتها في المناطق القريبة لهذا
النطاق من المدينة حتى تقلل من أضرار النقل في الوقت الذي كان لا يوجد رسائل حفظ المواد الغذائية (التبريد أو التعليب).
2. النطاق الثاني: فهو متخصص في إنتاج الأخشاب للتدفئة أكثر من تخصص سكانه في إنتاج الأخشاب بالتصنيع. وذلك لأن التدفئة – في ذلك العصر - كانت تعتمد على الأخشاب لا غيرها. وذلك لحسابات فون ثونن" الدقيقة بأن الغابات تدر ربحاً أكثر من المزارع.
3. النطاقات الثالث والرابع والخامس: ويتخصص سكانها في إنتاج الحبوب والمحاصيل الحقلية الأخرى ضمن دورة زراعية. ويلاحظ بأنه كلما زادت المسافة عن المدينة، كلما قلت الكثافة الزراعية ومالت إلى الأراضي البور كثيرا للراحة.
4. أما النطاق السادس فيتخصص في مزارع الثروة الحيوانية. وتتخذ منتجات هذا النطاق شكلين لتسويقها إلى المدينة وهما:
ا. حيوانات يمكن تسويقها دون حاجة إلى وسائل نقل، (أي أن تكلفة النقل تكون صفر).
ب. منتجات الألبان كالجبن مثلا، فهي مادة ليست سريعة التلف، ولكنها غالية الثمن وتتحمل تكاليف النقل العالية.
إلا أن نظرية "فون ثونن وجهت لها بعض الانتقادات. فقد حاول أن يعدل في نظريته حتى تتفق مع التي تقع على الأنهار. وأهم تلك الانتقادات عليها ما يلي: أمثلة حية لهذه النظرية لعدة أسباب منها:
ا. اختراع وسائط النقل التي أصبحت لا تتناسب تناسبا طرديا مع المسافة.
ب. اختراع وسائل التبريد لحفظ المواد الغذائية والتعليب .
وبالرغم من ذلك تعتبر هذه النظرية رائدة لنظرية الموقع، وأكثر انطباقاً لهذه النظرية على مدن الدول المختلفة، والتي تعيش على حالة الاكتفاء الذاتي .
2. اختيارها لنموذج واحد من المدن الأوروبية عممت على مدن العالم سواء النامية ام المتقدمة. المدن يوجد
314
3. إهمال فون ثونن للتطور التقني الذي طرأ على النقل بوسائله المختلفة.
4. عدم تمكنه من تحليل الأنظمة الاقتصادية الوظيفية في المكان المركزي وإنما اعتمد في تحليله على الطريقة المثلى.
5. لم يهتم ثونن بالأراضي الهامشية أو الانتقالية القائمة بين الريف والحضر.
ويعتبر فون ثونن الألماني الأصل هو أول من ابتكر نظرية تفسر موقع النشاط الاقتصادي، حيث ترتكز هذه النظرية على أساس تكاليف الإنتاج، التي تقل مع زيادة المسافة في حين ترتفع تكاليف النقل مع زيادة المسافة. وبسبب هذه العلاقة، يتحدد النمط للإنتاج الزراعي حول المدينة. ويظهر النموذج التالي الصيغة التي تتغير فيها قيمة الأرض بالبعد عن المركز الحضري وهي كما يلي:
R = YP - FK
أي أن R تعني قيمة الأرض في وحدة المساحة.
Y تعني مقدار ناتج السلعة في وحدة المساحة. (رمز لكلمة YIELD وتعني غلة أو محصول).
P وتعني سعر السوق للوحدة المنتجة.
E وتعني تكاليف الإنتاج في وحدة المساحة، وتشمل التجهيزات والعمل وغيرها (رمز لكلمة EXPENDITUR وتعني نفقة أو لكلمة EXPENSE).
K وتعني بعد المسافة عن السوق.
وعند تطبيق هذه المعادلة يتضح أن قيمة الأرض القريبة من السوق، أكبر من قيمتها في المناطق البعيدة. وهذا النموذج يعبر عن الربح بالنسبة لمالك الأرض. وقيمة الانتاج الكلي.
وقد افترض ثونن عدة شروط وهي:
1. أن تكون المدينة (الدولة) معزولة ولها منطقة زراعية. ويمكن أن تكون المدينة المعزولة مثل مزارع الإقطاع في العصور الوسطى.
2. أن تجهز المدينة سوقا لفائض إنتاجها ولا تستورد شيئا من الخارج.
3. أن المنطقة المعزولة لا تصدر فائض إنتاجها إلا للمدينة المعزولة.
4. أن تتصف المدينة ببيئة طبيعية متجانسة، وملائمة للإنتاج النباتي والحيواني.
5. أن يقيم في المنطقة الزراعية مزارعون يسعون للحصول على الأرباح.
6. أن يستخدم للنقل عربة تجرها الحيوانات .
7. أن تتناسب تكاليف النقل تناسبا طرديا مع طول المسافة .
الفروض POSTULATION
إذا توفرت الشروط السبعة السابقة، فإنه من الممكن أن تظهر أنماط زراعية مختلفة حول المدينة، بحيث تتخذ أشكالا دائرية. وتعتمد الزراعة في أبعد منطقة عن المدينة على أثمان البيع للسلعة في السوق، وبما تحققه من أرباح تبعا للعلاقة بين تكاليف الإنتاج والنقل، وما تكلفه من ثمن البيع. أي أن مقدار ربح المزارع يعتمد على المتغيرات الثلاثة السابقة، والتي توضحها الصيغة التالية :
ر = س- (ك+ن)
حيث أن ر = الربح، س = السعر، ك = التكلفة ن = تكلفة النقل
مثال
سعر السوق للسلعة . بنحو 200 دينار (وحدة نقد محلي).
تكاليف الإنتاج قدرت بنحو 140 دينارا ( )
تكاليف النقل قدرت بنحو 10 دنانير ( ) لمسافة 5 كم.
وحسب القانون السابق نعوض:
فسيكون الربح= س-(ك+ن)
الربح = 200-(40+10)
= 200-150=50 دينار يكون ربح المزارع.
هذا اذا كانت المسافة 5 كم اما اذا زادت فأن الربح سوف سقل كما هو الحال في المثال التالي
المسافة زادت لتصبح 10 كم.
الربح = 200-(140+20)
= 200-160=40 ديناراً الربح لأن المسافة أصبحت 10 كم.
وعليه فترتكز هذه النظرية على أساس أنه إذا قلت المسافة زاد الربح. وإذا زادت المسافة قل ربح المزارع. غير أنه لا يوجد للمزارع مسافة دنيا، يحقق فيها ربحا معقولا. ولكن توجد سلع أخرى تعود عليه بالربح.
وبناء على مبدأ المسافة والأرباح، فقد افترض فون ثونن ستة نطاقات تحيط بالمدينة المعزولة سبقت الإشارة إليها.
وبناء على هذه النظرية، فقد ظهرت عدة أبحاث ومبادئ تحقق الأفكار التي جاء بها ثونن للعالم من حيث الشكل والمضمون. بينما اختلفت الأبحاث عنها، بأنها توصلت إلى نظام نطاقي (طولي مع الأنهار)، نتيجة لتأثير خطوط النقل الحديثة. وأهم النطاقات في هذه الأبحاث العلمية هي:
ا. نطاق الزراعة الحضرية.
ب. أراضي شاغرة وحشائش موسمية.
ج. مزارع حقلية وحشائش (محاصيل حقلية و أعلاف).
د. إنتاج الألبان ومزارع حقلية.
هـ. نطاق إنتاج الحبوب والعلف.
وبالرغم من التشابه في هذه الدراسة (نظرية ثونن)، من حيث توزيع النطاقات حول المدينة، إلا أنها تختلف عنها في طريقة الاستغلال الحديث وهي:
1. النطاق الأول: ويختص بالزراعة الحضرية: ويقع عادة عند أطراف المدينة. ويتم استثمارها من قبل أصحابها حسب رغباتهم. كما أنها تفتقر إلى المكننة في الإنتاج. وبذلك فهي لا تتعدى كونها أراض ريفية المظهر، حضرية الاستثمار، ويكون الاستثمار فيها على شكل بيوت زجاجية أو مزارع دواجن.
2. النطاق الثاني: أراضي الحشائش (موسمية): ويمثل هذا النطاق منطقة انتقالية ما بين الاستخدام الريفي والحضري. ولهذا ينظرون ملاكها إلى الاستفادة منها مستقبلا، وخاصة عند الزحف الحضري عليها. وعليه فقد تترك الأرض بورا أو تزرع بمحاصيل موسمية.
3. النطاق الثالث: مزارع حقلية وحشائش: وتستغل هذه المنطقة بزراعتها بالمحاصيل الحقلية، وحشائش الأعلاف، إلا أنها تعاني من قلة الأيدي العاملة، رغم قربها من المدينة. ويتم تعويض الأيدي العاملة عن طريق استخدام المكائن الحديثة في الإنتاج، بالرغم من ازدياد عدد السكان في المراكز الحضرية. ولذلك ازدادت الحاجة إلى استثمارها.
4. النطاق الرابع: إنتاج الألبان ومزارع حقلية: ويستغل هذا النطاق في زراعة المحاصيل النقدية الحقلية، وإنتاج مشتقات الألبان من الجبن والزبد والحليب لقربها من المراكز الحضرية، وضرورة تناولها من قبل أفراد المجتمع الحضري. كما تعد طرق المواصلات البرية والسكك الحديدية، عاملا مساعدا لتطور هذا التخصص في الإنتاج الزراعي بنوعيه النباتي والحيواني معاً.
5. أما النطاق الخامس (إنتاج الحبوب والأعلاف): ويستغل هذا النطاق في إنتاج المحاصيل العلفية، مثل الذرة والشعير وبعض أصناف البقوليات (البيقيا والكرسنة)، كما هو الحال في إقليم الذرة في الولايات المتحدة الأمريكية. ولا يخضع للاقتصاد الوطني (كالتصدير للخارج).
هذا وقد ظهرت دراسات أخرى، التزمت بالنظام الحلقي المحيط بالمدينة المركزية، مثل دراسة هضبة إدوارد في تكساس. فقد توصل الباحثون إلى ستة نطاقات دائرية، تختلف في نظامها وأحجامها واختصاصاتها عما جاء به الأستاذ الاقتصادي فون ثونن. كما امتازت النطاقات بقلة التسارع قرب المركز المدني، بينما تزداد اتساعا بالبعد عنه. وتتوزع هذه النطاقات بالشكل التالي:
1. المدينة المركزية (السوق المركزي).
2. نطاق زراعة الزهور.
3. نطاق زراعة الخضروات والفاكهة.
4. نطاق إنتاج الألبان وتربية الدواجن.
5. نطاق زراعة الحبوب والقطن.
6. نطاق المراعي والمواشي.
7. نطاق تربية الماشية وإنتاج العلف.
كما ظهرت دراسات أخرى حديثة، حيث تم دمج نطاقات مع نطاقات أخرى، أقل عددا وأكثر اتساعا، ومن الأمثلة على هذه الدراسة، تلك الدراسة التي قام بها اللان بيجيل ALLAN BEAGLE حول سكان منطقة أطراف حواشي المدينة PARIPHERY. وقد ميز بين ثلاثة نطاقات رئيسية مع المدينة المركزية أهمها هي:
1. نطاق القلب الحضري.
2. نطاق الدائرة الملاصقة لمنطقة أطراف المدينة.
3. نطاق الدائرة الخارجية التي يسكنها الفلاحون.
وأخيرا ظهرت نظرية المكان المركزي لصاحبها (كريستالر)، والتي أكد فيها على نظرية فون ثونن وقال:
إن النطاقات الإنتاجية المحيطة بالمدينة ليست نتيجة لحاجة المدينة إلى الإنتاج الزراعي فحسب، وإنما العلاقة تكون بينهما متبادلة. فالريف يوفر حاجة المدينة المركزية من زراعة ومحاصيل ومواد خام، وبالمقابل المدينة توفر لسكان الريف الخدمات الصحية والتعليمية والثقافية والتجارية والمهنية وغيرها. وكلما زاد حجم المدينة، كلما اتسع إقليمها الوظيفي.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|