الفلك البابلي الجديد 750 قبل الميلاد الى 75 م.

الكلداني 750 ق. م – 539 ق.م

 تتميز مرحلة الفلك الكلداني البابلي بالعطافة علمية كبيرة بدأت بدخول الحساب والرياضيات على علم التنجيم ومواقع النجوم أثناء الولادة، والرصد العلمي للكواكب وظهور الجداول الفلكية والنصوص الفلكية والتنجيمية الجديدة وقد أوصلوا الفلك إلى عصره الذهبي في الشرق القديم وتأثرت بهم جميع الأمم التي حولهم واتخذت بياناتهم كمقاييس دقیقة وخصوصاً اليونان في القرن الخامس قبل الميلاد⁽¹⁾.

ولقد وصلت جداول الخسوف والكسوف التي رصدت في وادي الرافدين على امتداد 350 وعلينا أن نؤدي للفلكيين العظيمين (نابو ريمانو، وكيدينو) اللذين وضعا الجداول حقهما من التقدير عاماً. ففي بابل استخدموا نظامين حسابيين لحساب خسوفات القمر النظام A والنظام B ويقوم الفرق الرئيسي بينهما في أن الشمس تتحرك في النظام 8 بسرعة ثابتة (30 درجة في الشهر في شطر واحد من منطقة الأفلاك وبسرعة ثابتة أخرى 28 درجة و7 دقائق و 30 ثانية في الشطر المتبقي بينما في النظام B تتزايد المسافة التي تقطعها الشمس كل شهر أو تتناقص من شهر لآخر بمقدار ثابت. ويبدو على أغلب الظن أن واضع النظام A هو نابوريمانو، أما النظام B فينسب الى كيدينو لأنه ثمة نقش على أحد الجداول ليقول: " تنظيم كيدينو " ⁽²⁾.

الجداول الفلكية:

هناك ثلاثة أنواع من الجداول الفلكية وهي مجموعة من الملاحظات اليومية الفلكية ويمكننا إجمالا  إدراج المعلومات التي وردت في هذه اليوميات الفلكية كما يأتي:

1- طول الشهر السابق

2۔ اللحظة واليوم الخاص بين غروب الشمس وغروب القمر في يوم ولادة الهلال. بمشاهدة أول ظهور للهلال الذي يعين فيه أول الشهر القمري.

3- المدة الزمنية

4- سلسلة من أربع ظواهر قمرية تمثل المدد الزمنية ما بين غروب القمر وشروق الشمس أو بين غروب الشمس وطلوع القمر كذلك منتصف الشهر القمري (البدر).

5- تسجيل وقائع الخسوف والكسوف مع ذكر التفاصيل.

6- تاريخ الرؤية الأخيرة للهلال قبل شروق الشمس في اليوم 28 أو 29.

7- تثبيت الكواكب المرئية أثناء ظاهرة الخسوف والكسوف وتعيين النجوم في السمنت واتجاه الريح.

8- بيانات أنوائية (المطر، الريح، العاصفة، الحر....).

9-  بيانات تنجيمية غير فلكية تخص أسعار السلع، تغيرات ، النهر، الأوبئة السائدة والأحداث السياسية الجديرة بالملاحظة.

المناخات

وهي البيانات القمرية والكوكبية لمدة سنة وتتألف من اثنتي عشر فقرة أو ثلاث عشرة ير كل فقرة إلى معلومات لمدة شهر واحد إضافة الى الظاهرة القمرية الموجودة، وتدخل في هذه البيانات مجموعة كبيرة من مصطلحات الأنواء الجوية التي ما زلنا نستعملها.

نصوص سنة الهدف:

تضمنت هذه النصوص بعض التنبؤات عن مواقع القمر والكواكب في جداول واضحة وأماكن منطقة البروج والتقاويم الشمسية - الثابتة ومن الواضح أنها كانت شائعة في الفلك البابلي القديم.

حركة الكواكب:

كان البابليون يقومون بدراسة دورية لحركة الكواكب وتراجعها المنظم لمدة زمن معين، كانوا يقسمون دائرة البروج إلى دائرتين أحدهما صغيرة والأخرى كبيرة تتحرك فيها الكواكب وقد رصد المشتري وتواريخ بزوغاته ومحطاته وأدت الحسابات البابلية إلى وجود 65 دورة سنوية (تراجعية) في  71 سنة وهو عدد قريب جداً من المقدار الحقيقي.

وقاسوا بدقة متناهية دورات عطارد. وفيما يلي جدول (1) يبين القياسات البالية للكواكب السيارة الخمسة وعدد دوراتها السينورية خلال عدد من السنوات:

_________________

(1) (دريد عبد القادر نوري - موسوعة الموصل الحضارية)

(2) (الميثولوجيا ص 70 – 71)