أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-5-2016
5136
التاريخ: 19-6-2017
1859
التاريخ: 6-11-2016
2675
التاريخ: 11-4-2016
2383
|
مرحلة التحليل
تكلمنا في الصفحات السابقة عن مراحل البحث الخاصة بجمع الحقائق وعرضها، وهذا ما يمثل الجانب الإيجابي في المنهج التجريبي، والذي يلخصه (بيكون Bacon) على النحو الآتي:
أن يجمع الباحث الحقائق التي تتصل بموضوع حثه، يجمعها بالملاحظة ويصفها وصفاً دقيقاً شاملاً، ثم يصنفها حتى يسهل إجراء المقارنة بين بعضها ببعضها الآخر، ثم يقصي ما لا ضرورة له، ويتأكد آخر الأمر من صحة ما يفعل بالرجوع إلى الطبيعة واستفتائها في صواب ما فعل. وبهذه المراحل التي تقوم على الوصف والتصنيف والتأكد من صحة ما يفعل، يمكن للباحث أن يشرع في بحثه، ويمكنه في آخر الأمر أن ينتهي إلى معرفة جديدة صحيحة.
ومن الطبيعي أن تكون مهمة الباحث التالية هي القيام بإجراء دراسة تحليلية، ولا يخفى أن الهدف الأساسي من التحليل هو الكشف عن العلاقات المتبادلة بين الظاهرات المختلفة، ف التحليل يساعد على تشخيص مواطن الداء في ضوء معرفة الأسباب والمسببات.
فالبحث لا يعد منتهياً بمجرد الحصول على البيانات والمعلومات، وتوزيعها في فئات، وتفريغها في جداول تكرارية، وعرضها في رسوم بيانية، أو خرائط توزيعية، بل لا بد من تحليل هذه البيانات، وبيان مدلولها، وإظهار الترابط بين متغيراتها، ومعرفة مدى تجمع البينات حول قيم مركزية، كالوسط والوسيط والمنوال، ولا بد من إيضاح مدى تشتتها حول المركز نحو الأطراف، وحساب ما يعرف بالتباين والانحراف إلخ وباختصار علينا أن نفحص ما تنطوي عليه الأرقام من مؤشرات، حتى نعرف الخصائص الأساسية للظاهرة الجغرافية.
وعملية تحليل البيانات تنطوي على وصف دقيق، لما تحتوي عليه الجداول من أرقام، واستعراض للأفكار، بكل ما فيها من تفاصيل وجزئيات، كما تنطوي على ألوان مختلفة من التعليق على هذه البيانات، من حيث اتجاهها نحو الزيادة أو النقصان أو الاستقرار على ما هي عليه، بدون زيادة أو نقصان.
ومن الممكن أن تمتد عملية التعليق، لتشمل عقد مقارنات وموازنات بين البيانات المتجمعة، وبين بيانات بحوث أخرى مشابهة، سبق إجراؤها في مناطق أخرى، وذلك بقصد إبراز الفروق بينها، وكل ذلك ينطوي على محاولات للوصول إلى إدراك ما بين البيانات من علاقات.
ومن الجدير بالملاحظة، أنه ليس من الضروري أن يبدأ التحليل من بيانات مكممة، مبوبة ومصنفة ومدروسة بوسائل إحصائية؛ فليس من الضروري أن يكون التحليل في جميع البحوث تحليلاً إحصائي، فللتحليل صور متعددة؛ فقد يكون حسياً (تجريبياً) أو منطقياً أو ذهنياً وغير ذلك. وهو كما عرفنا، رد المركب إلى البسيط، ورد المشروط إلى الشروط، ورد النسبي إلى المطلق، ورد النتائج إلى المقدمات والأسباب.
والدراسة التحليلية في الجغرافية تقوم على أساسين اثنين، وهما: التوزيع والعلاقات، ويعد الأول امتداداً أفقياً، والثاني امتداداً رأسياً، كما أشار إلى ذلك (كارل ريتر).
وإذا كان التوزيع هو الثمرة النهائية للعلاقات المكانية، فلا بد من التعرف أولاً على صورة التوزيع الحالية، من خلال استخدام بعض المقاييس المعروفة، وفي مقدمتها مقاييس النزعة المركزية. التي تحدد خصائص توزيع الظاهرة الجغرافية، واتجاهاتها المكانية، من حيث التجمع أو التشتت حول قيمة معينة.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|