المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

معنى كلمة فتق‌
10-12-2015
الـتعـريـف بالحـق فـي سـريـة المـراسـلاـت
21-10-2015
 المنهج التحليلي للأشباه والنظائر (تطبيقاً)
2023-08-01
الميدان الجديد للحسن عليه السلام
12-4-2021
لماذا هذا العداء بين الشيعة والسنّة؟
2023-02-18
مدينة معان
2-2-2016


الرفق أفضل أسلوب في التربية  
  
1854   09:24 صباحاً   التاريخ: 8-2-2022
المؤلف : السيد علي أكبر الحسيني
الكتاب أو المصدر : العلاقات الزوجية مشاكل وحلول
الجزء والصفحة : ص322ــ324
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 31-8-2019 1968
التاريخ: 3/11/2022 1397
التاريخ: 5-9-2021 2247
التاريخ: 2023-07-04 1499

هل صادف أن شاهدتم مدربي تسلق الجبال؟ وكيف يقودون الشباب إلى قمة الجبل؟ أتدرون ماذا يفعلون وكيف يتصرفون مع الذين يتخلفون عن ركب المتسلقين؟ هل يأخذون بأيديهم ويجرونهم بقوة وعنف باتجاه القمة إلى درجة أنهم لا يقوون على مواصلة التسلق وبالتالي يتخلفون عن سائر زملائهم ومن ثم يعودون إلى مركز الانطلاق نادمين؟ إن المشرفين على مجموعة المتسلقين يأخذون بعين الاعتبار قوة كل واحد من المتسلقين ونشاطه ومن ثم يحددون الفترة التي يجب أن تستغرقها عملية الصعود إلى القمة كما أنهم يقومون خلال عملية التسلق بتشجيع المتسلقين وزيادة هممهم. ونفس الشيء يمكن أن يقال بالنسبة لمتسلقي قمم الحياة فهؤلاء يتمتعون بمعنويات وقدرات نفسية وروحية متفاوتة ومختلفة يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار وبالتالي يجب التعامل معهم برفق ومودة وتوجيههم للصعود إلى قمم الأخلاق السامية والكرامة الإنسانية والآداب العالية لأننا إذا أردنا منذ البداية أن نتعامل مع متسلقي قمم الحياة الإنسانية بشدة وعنف ولم نستخدم أسلوب الرفق والمداراة في نصيحتهم وتربيتهم فلن يتمكنوا من الصعود وسيصابون بالإحباط وخيبة الأمل وسيفقدون القدرة على السعي لمواصلة طريق الصعود في مدارج الحياة. فالإمام أمير المؤمنين عليه السلام يقول: [خير الأعمال ما زانه الرفق] ويقول عليه السلام أيضاً: [أقبح شيء الخُرق](1) ويقول الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام أيضاً في هذا المجال: [الرفق مفتاح الجنة] ويقول عليه السلام: [كم من رفيع وضعه قبح خُرقه] ويقول علي عليه السلام: [من كثر خُرقه استرذل](2).

عزيزي القارئ نلاحظ من خلال الرسالة التالية الأسلوب العنيف والشديد الذي تستخدمه هذه الأم في التعامل مع أولادها والذي ينم عن جهلها وعدم معرفتها بأصول ومبادئ التربية:

الرسالة:... المشكلة الأخرى التي أعاني منها هي أنني إذا ما ارتكبت أي خطأ فإن والدتي لا تتعامل معي كسائر الأمهات برفق ومودة بل تقيم الدنيا عليّ وتقعدها وتجعلني ارتعد خوفاً وبالطبع أعرف بأنها كأم حريصة على تربيتي. ولكن ماذا أفعل؟ إن صراخها المرعب يخيفني جداً. وهذا الأمر قد أثر على نفسيتي إلى درجة أني أشعر بقلق مستمر وأخاف حتى من بيان وجهة نظري أمام الآخرين لأن وجهة نظري إذا كانت مخالفة لوجهة نظرها تنهرني بشدة وتستهزئ وتستهين بي أمام الحاضرين. إنها تنتقدني حتى على أخطائي التي ارتكبتها قبل عدة سنوات فهي تذكرني دائماً بتلك الأخطاء وتفضحني أمام الآخرين، أقول لها يا والدي العزيزة! حسناً! نبهيني إلى خطئي، والآن قولي لي ماذا عليّ أن أفعل حتى ترضي عني؟ فتقول لي: لا أدري، ماذا عليك أنت أن تفعلي! افعلي ما شئت... لا تدرون كم يؤلمني كلامها هذا ويعذبني... لقد ذكرت لكم ذلك لأنه لا يوجد في أسرتنا وبين أقربائنا من يفهم كلامي وأستطيع أن أثق به، أنتم بالنسبة لي كالوالد الحنون. ذكرت لكم مشكلتي لعلكم تستطيعون مساعدتي.

ابنتي العزيزة: إن هذه الشدّة وهذا العنف منشؤهما الجهل والضعف وإذا استطعت توفير سبل المعرفة والاطلاع على الأصول والمبادئ التربوية لوالدتك فإنها بالتأكيد ستغير من تصرفاتها الخاطئة وحبذا لو استطعت تزويد والدتك بالكتب الأخلاقية والتربوية. قد تستطيعين أن تبعثي رسالة إلى جمعية الآباء والمدرسين في مدرستك دون أن تذكري اسمك وعنوانك وتطلبي منهم أن يقدموا المزيد من النصائح والتوجيهات إلى الآباء والأمهات خلال الاجتماعات العامة التي تعقدها هذه الجمعية. ونحن من جانبنا نأمل أن تكون تلك النصائح مفيدة ومثمرة.

شكراً لك يا بنتي على ثقتك بي وطرح مشكلتك عليَّ. حاولي أن تكوني أماً لوالدتك، عرفيها أكثر وأكثر على الأخلاق والتصرفات الحسنة.

_________________________________________

(1) غرر الحكم ودرر الكلم.

(2) المصدر السابق، والخُرق هنا بمعنى الشدة.  




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.