كل ظاهرة لا بد أن يكون لتوزيعها وانتشارها شكل محدد، وهذا الشكل ندعوه " نمطاً "، والنمط تفرزه مجموعة من العوامل المختلفة، تكون موضع اهتمام الجغرافية بفروعها المختلفة. وهذا (النمط) عبارة عن نظام أو منظومة مؤلفة من عناصر كثيرة، مرابطة بعضها مع بعض. والإقليم في حد ذاته منظومة، مكونة من عناصر مرابطة، تشمل الظاهرات الطبيعية والبشرية.

ويعرف (هل، وفاجن Hal! and Fagen) المنظومة على أنها تتكون من " مجموعة أشياء " (أو عناصر) تربط بينها علاقات، كما تربط بين خصائصها). ومثل هذا التعريف ينطبق تماماً على المنظومات الإقليمية، التي كانت تمثل موضوع الدراسات الجغرافية الرئيسية، مند أيام (ريتر، وهربرتسون، وروكسبي) وغيرهم. وطالما كان (اللاندسكيب) الإقليمي ميدان البحث الجغرافي، فإن فكرة المنظومة لن تكون جديدة على الفكر الجغرافي.

فالعناصر في المنظومة الاقتصادية هي الفعاليات والمؤسسات الاقتصادية مثل المزارع والمناجم والمصانع والمتاجر والمكاتب.. إلخ. ومن تجمع عناصر المنظومة الاقتصادية تتشكل المدن والأرياف المختلفة الأحجام، التي تتركز فيها معظم النشاطات الاقتصادية في النهاية.

وفي المنظومة الاقتصادية ترتبط المزارع والمناجم والمصانع والمتاجر ومكاتب الإدارة بحركة المواد الخام، والمنتجات نصف المصنعة، والمنتجات النهائية، والسكان والرسائل والمعلومات وغيرها من الأنواع التي تدخل حركة النقل والمواصلات.

وعلى الرغم من قدم فكرة المنظومة، إلا أن استخداماتها ظلت محدودة، ولذلك يمكن اعتبارها فكرة جديدة من الناحية التطبيقية، إذ إنها تمثل طريقة هامة من طرق التحليل الإقليمية.

وتجدر الإشارة منذ البداية، إلى أن أول من صاغ نظرية المنظومات العامة هو العالم البيولوجي (لودفيج فان برتلنفلي  Bertalanfly Ludwig)، وعرضها في مقالاته التي نشرها فيما بين (١٩٤٩-١٩٥٢ ) بغرض البحث عن طرق بحث علمية جديدة, وتشمل المنظومة ثلاثة أمور أساسية: العناصر، والخصائص، والعلاقات بين العناصر أو الخصائص. وإذا كانت العناصر تشمل الأشياء المادية، فإن الخصائص تشكل العدد والحجم والوزن واللون والحرارة... إلخ.