رابعاً : تقنية المعلومات و الاتصالات ICT

إن تقنية المعلومات والاتصالات إحدى أعمدة الاقتصاد المعرفي وهي أفضل طريق لتوليد المعرفة والإبداع في المجتمع ، وإن الاقتصادات الجديدة تنظر إلى تقنية المعلومات و الاتصالات ليس بوصفها محركاً للتغيير فقط، وإنما بوصفها أداة لإطلاق الطاقة الكامنة والمعرفة المجسدة في الناس .

إن هذا القطاع يملك قدرة مضاعفة للتأثير على كل الاقتصاد بالمقارنة مع التصنيع.

وخلال ربع القرن الماضي زاد معدل تولید المعرفة ونشره بشكل كبير، وأحد الأسباب هو النمو السريع في تقنية المعلومات والاتصالات ، وقد مكّن ال ICT الباحثين في مناطق مختلفة أن يعملوا مع بعضهم البعض ، وهذا يُحسّن من إنتاجية الباحثين نتيجة المشاركة والتقدم السريع في البحث والتطوير وتوليد معرفة تقنية جديدة .

إن البنى التحتية لتقنية المعلومات والاتصالات في الاقتصاد تشير إلى إمكانية الوصول والاعتماد وبفعالية على متغيرات المعلومات والاتصالات المتمثلة بالكمبيوتر والتلفزيون والراديو ومجموعة مختلفة من الشبكات مما يؤثر في حركة الاقتصاد وتطوره .
وعرفت مجموعة البنك الدولي الـ ICT بأنه يتألف من مجموعة من الماديات والبرمجيات وشبكات ووسائط وخزن ونقل ومعالجة وتقديم المعلومات بشكل صوت و بیانات و نص و صور .

وقد احتلّت تقنية المعلومات والاتصالات في الدول الصناعية المتقدمة مكانة متعاظمة في أنشطة المجتمع كافة ، وكانت المحرك الرئيس لنموها الاقتصادي، فانعكس تأثيرها إيجابياً على بنية المجتمع في هذه الدول، و غيّر من سلوك أفرادها وأحدث أليات تعامل جديدة لم تكن معروفة سابقاً . وظهر مجتمع من نمط جديد يعتمد اعتماداً متزايداً على المعرفة والتقنية الرقمية .

إن حيازة الدول المتقدمة لتقنية المعلومات والاتصالات وللمهارات التي تتطلبها أعطتها أفضلية اقتصادية واجتماعية كبيرة، وأحدثت فرقاً بينها وبين الدول النامية تسمى الفجوة الرقمية .

ومن تتبع تطورات تقنية المعلومات والاتصالات واستخداماتها في المجالات الحيوية ولاسيما في مجالات الصناعة والخدمات والتجارة يُلاحظ الأثر الإيجابي لهذه التقنية في زيادة الفعالية في الأعمال وفي ارتفاع معدلات الإنتاج وزيادة الارباح . كما تساهم الأستثمارات الموجهة في مجال تقنية المعلومات والاتصالات في تحقيق النمو الاقتصادي وتعزيز الميزة التنافسية في الأسواق التي تعتمد بشكل متزايد على هذه التقنية ، ويساعد استخدام هذه التقنية على تحسين مستوى الأعمال الإدارية وتوفير الخدمات الحكومية والصحية والثقافية ، وعلى وضع أنظمة حكومية شفافة ، فضلاً عن توفير أنواع جديدة من الأعمال وفرص العمل التي تساعد على تقليص الفقر.

قد ازداد النفاذ إلى تقنية المعلومات والاتصالات، ولاسيما خدمات الهاتف في الدول النامية خلال السنوات القليلة الماضية ، كما حققت خدمات الهاتف النقال أو المحمول نمواً كبيراً تخطّی نمو خدمات الهاتف الثابت ، ولاشك أن خدمات الهاتف المحمول توفر منافع عديدة للدول النامية ، خصوصاً فيما يتعلق بخفض تكاليف الإجراءات والمعاملات وتوسيع شبكة التجارة .

ويعود الفضل في توسع البنى الأساسية للاتصالات عالمياً إلى إصلاح وتحرير السوق وفتحها للمنافسة واجتذاب الاستثمارات، وتخفيض التكاليف وتحسين الخدمات للمستخدم .  

وكانت للتطورات التقنية دور كبير في هذا التوسع ولاسيما في مجال التقنية اللاسلكية، التي تساعد على توفير شبكات وخدمات قليلة التكلفة ، وتقديم خدمات الانترنت ذات الحزمة العريضة ، ووصولها إلى المجتمعات الفقيرة والمهمشة، وقد مهدت خصخصة شركات الاتصالات الطريق للاستثمار الأجنبي المباشر في تقنية المعلومات والاتصالات.

إن تقنية المعلومات والاتصالات تتكون من ثلاثة عناصر رئيسة وهي :

1 ـ الحاسبات الالكترونية:  والتي لها دور كبير في الحياة المعاصرة، إذ دخلت أجهزة الحاسب الالكتروني في جميع مرافق الحياة الاقتصادية والاجتماعية .وتتكون هذه الحاسبات من:

- برمجيات : وهي البرامج الخاصة التي تُصمَم لأداء مهام ووظائف محددة .

- أجهزة : وتتمثل بالتطورات التقنية السريعة في تطوير الحاسبات وانتاج اجيال جديدة منها .

- معلومات : للحاسبات الالكترونية قدرة كبيرة على خزن ومعالجة واسترجاع المعلومات.

2- اتصالات : يتكون الاتصال من ثلاثة أجزاء رئيسة هي :  

- برمجيات الاتصالات .
- أجهزة الاتصالات .

- المعلومات .

3. القدرة على الاستخدام : وهناك ثلاثة متغيرات لهذا العنصر

- الأفراد .

- تطبيقات .

ـ إجراءات .