المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تقدير البيروكسيدات Determination of Peroxides
2024-06-26
تحضير معقد [NiII(ala)2].3H2O Bis(L-alanino)nickel (II) trihydrate
2024-06-26
تحضير معقد [CuII(ala)2] Bis-(L-alanino) copper(II)
2024-06-26
العربة والسيارة
2024-06-26
الالكترون المتميئ (e-aq) The Hydrated Electron
2024-06-26
كرايانوتوكسين Grayanotoxins (مبيدات حشرية كيموحيوية غير تجارية)
2024-06-26

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


سَلمُ بن عمرو بن حمّاد  
  
3710   05:53 مساءاً   التاريخ: 25-06-2015
المؤلف : ياقوت الحموي
الكتاب أو المصدر : معجم الأدباء (إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب)
الجزء والصفحة : ج3، ص388-391
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-12-2015 3362
التاريخ: 9-04-2015 2634
التاريخ: 23-3-2016 1968
التاريخ: 30-12-2015 4502

مولى بني تيم بن مرة، شاعر مطبوع من شعراء الدولة العباسية، كان منقطعا إلى البرامكة وكان يلقب بالخاسر، لأن أباه خلف له مالا فأنفقه على الأدب فقال له بعض أهله: إنك الخاسر الصفقة فلقب بذلك. ثم مدح الرشيد فأمر له بمائة ألف درهم وقال له: كذب بهذا المال من لقبك بالخاسر، فجاءهم بها وقال: هذا ما أنفقته على الأدب ثم ربحت الأدب، فأنا سلم الرابح لا سلم الخاسر. وقيل في تلقيبه بهذا غير ما ذكر. وكان سلم تلميذا لبشار بن برد وصديقا لأبي العتاهية، فلما قال بشار قصيدته التي يقول فيها: [البسيط]

 (من راقب الناس لم يظفر بحاجته ... وفاز بالطيبات الفاتك اللهج)

 قال سلم أبياتا أدخل فيها معنى هذا البيت: [مخلع البسيط]

 (من راقب الناس مات غما ... وفاز باللذة الجسور)

فبلغ بيته بشارا فغضب وقال: سار والله بيت سلم وخمل بيتنا. وكان الأمر كذلك، لهج الناس ببيت سلم ولم ينشد بيت بشار أحد فكان ذلك سببا للنفور بينهما، فكان سلم بعد ذلك يقدم أبا العتاهية ويقول: هو أشعر الجن والإنس إلى أن قال أبو العتاهية يخاطب سلما: [الوافر]

 (تعالى الله يا سلم بن عمرو ... أذل الحرص أعناق الرجال)

 (هب الدنيا تصير إليك عفوا ... أليس مصير ذلك للزوال)

فلما بلغ ذلك سلما غضب على أبي العتاهية وقال: ويلي على الجرار ابن الفاعلة الزنديق، زعم أني حريص وقد كنز البدر وهو لا يزال يطلب وأنا في ثوبي هذين لا أملك غيرهما ثم كتب إليه: [السريع]

 

 (ما أقبح التزهيد من واعظ ... يزهّد الناس ولا يزهد)

 (لو كان في تزهيده صادقا ... أضحى وأمسى بيته المسجد)

 (ورفض الدنيا ولم يلقها ... ولم يكن يسعى ويسترفد)

 (فخاف أن تنفد أرزاقه ... والرزق عند الله لا ينفد)

 (الرزق مقسوم على من ترى ... يناله الأبيض والأسود)

 (كل يوفّى رزقه كاملا ... من كف عن جهد ومن يجهد)

 وذكر من اقتدار سلم الخاسر على الشعر أنه اخترع شعرا على حرف واحد ولم يسبق إلى مثل ذلك لأن أقل شعر العرب على حرفين نحو قول دريد بن الصمة: [مجزوء الرجز]

 (يا ليتني فيها جَذَع ... أخب فيها وأقع)

فقال سلم الخاسر لأمير المؤمنين موسى الهادي شعرا على ضرب واحد منه: [مجزوء الرجز]

 (موسى المطر غيث بكر ... ثم انهمر لما اغتفر)

 (ثم غفر لما قدر ... ثم اقتصر عدل السير)

 (باقي الأثر خير البشر ... فرع مضر بَدرٌ بَدَرْ)

 (لمن نظر هو الوزر ... لمن حضر والمفتخر)

ولما بويع الهادي بالخلافة وهو بجرجان دخل عليه سلم الخاسر وأنشده: [السريع]

 (لما أتت خير بني هاشم ... خلافة الله بجرجان)

 (شمر للحزم سرابيله ... برأي لا غمر ولا وان)

 (لم يدخل الشورى على رأيه ... والحزم لا يمضيه رأيان)

وقال لهارون الرشيد حين ولي الخلافة: [الطويل]

(بهارون قرَّ الملك في مستقره ... وأشرقت الدنيا وأينع نورها)

 (وليس لأيام المكارم غاية ... تتم بها إلا وأنت أميرها)

 وقال في يحيى بن خالد بن برمك: [مجزوء الكامل]

 (وفتى خلا من ماله ... ومن المروءة غير خال)

 (وإذا وأى لك موعدا ... كان الفعال مع المقال)

 (لله درك من فتى ... كافيك من كرم الخلال)

 (أعطاك قبل سؤاله ... فكفاك مكروه السؤال) 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.