أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-2-2022
3431
التاريخ: 19-6-2022
1641
التاريخ: 12/9/2022
1174
التاريخ: 27-6-2016
3260
|
قال الإمام علي (عليه السلام): (من ضعف عن حفظ سرّه لم يقو لسر غيره) (1).
الاسرار هي ما يكتمه المرء في نفسه ويكره إفشاءه والبوح به ونشره وإذاعته.
وكما على المرء أن يكتم أسراره ولا يطلع عليها أحداً، كذلك عليه أن يحفظ أسرار إخوانه المؤمنين وعموم الناس. إن إذاعة سر المؤمن من الأمور المحرمة في الاسلام، بل حتى بالنسبة لغير المؤمن، من خلاف الأخلاق الفاضلة إذاعة سره وإفشائه.
إن من الناس من يحرصون على أسرارهم كل الحرص، ويحفظونها، ولكنهم لا يتعاملون مع أسرار غيرهم بنفس الطريقة، وكأن اسرارهم محترمة وأسرار غيرهم ليست كذلك، أو أن أسرارهم من الدرجة الأولى، وأسرار غيرهم من الدرجة الرابعة، وهذا خطأ فادح، ينم عن روح أنانية، وتحيز للذات.
ومن الناس من يستهين بما يذيعه من أسرار الناس، فلا يرى ما يذيعه من أسرارهم سراً، وكل ما يسمعه منهم ـ بما في ذلك أسرارهم ـ يطلق للسانه الحرية في اذاعته وإفشائه (*) وقد يقدم لما يريد اذاعته من أسرارهم بأنها ليست أسراراً.
وكلنا ـ أو أغلبنا ـ قد سمع امرءاً يقول عن آخر او آخرين ما يكرهون انتشاره: لا أفشي سراً إذا قلت كذا وكذا. مبرراً أن ما يقوله ليس في عداد الاسرار والامور التي يجب ان تُكتم، وهذا خلاف التعامل السليم والحسن مع الناس.
إن التعامل الحسن مع الناس يقتضي حفظ وكتمان اسرارهم وعدم التفريط فيها. فكما أن المرء يحب لنفسه أن تبقى أسراره محفوظة مكتومة، ويكره لها أن تبقى مذاعة مشاعة، كذلك عليه أن يحب للآخرين أن تبقى أسرارهم محفوظة ويكره لهم أن تكون أسرارهم مفشية.
وحفظ أسرار الناس من عوامل التماسك الاجتماعي، والتلاحم في العلاقات الانسانية. ومن هنا فالمجتمعات او التجمعات التي تمتاز بحفظ أسرار الآخرين ـ علاوة على حفظ أسرار النفس ـ تتسم بالقوة والمتانة، بخلاف المجتمعات او التجمعات التي ينتشر فيها إفشاء الأسرار، فهي أشبه بالبنيان الذي انتشرت الشروخ والتصدعات في هيكله وسقوفه وجدرانه، ناهيك عن ان أسرار الآخرين قد يفسد أعمالهم ومشاريعهم المرتبطة بهذه الأسرار، وقد يولّد الضغائن والأحقاد والعداوات ومساءات الظن، الامر الذي يخلف آثاراً سلبية في التعامل فيما بينهم.
ورب سائل يسأل: ما هو المعيار في حفظ الامور التي ترتبط بالناس؟ وهل كل شيء يقولونه، أو يعرفه المرء عنهم يعتبر سراً؟ وكيف يحفظ المرء أسرار الناس، وتكون الإجابة كالتالي:
کما تقدم ذكره أن كل شيء استكتمه الناس، وكل ما يرتبط بهم مما يكرهون انتشاره، هو سر ينبغي للمرء أن يحفظه سواء كان الافشاء في محضرهم او في مغيبهم. مع العلم بأن هناك حالات خاصة يمكن افشاء الاسرار فيها، منها: ظلم الحاكم لرعيته، والممارسات الافسادية واللاإنسانية التي يقوم بها.
أما كيف يحفظ المرء أسرار الناس، فالإنطلاق يجب أن يكون من الذات، بأن يكون قوياً في حفظ أسراره وكتمانها، بأن يجعلها من دمه الذي يجري في أوداجه لا في أوداج غيره، وأن يجعلها محفوظة في صدره الذي هو صندوق اسراره وان لا يودعها عند من ليس اهلا للإيداع، كالحمقى والخائنون والنمامون. ومتى ما قوي الانسان في حفظ اسراره، قوي في حفظ اسرار الناس، وخلاف ذلك صحيح.
وهكذا فإن من أخلاق التعامل مع الناس، حفظ اسرارهم، فلكي يحسن المرء معاملتهم عليه ان يحفظ اسرارهم كما يحفظ اسراره.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الغرر والدرر.
(*) من الاسباب التي تؤدي الى افشاء الأسرار: الثرثرة وسوء استعمال اللسان، العداوة، الحقد، الحسد، الغضب والطيش، روح الانتقام، وبمعالجة هذه الأسباب تحفظ اسرار الشخص الآخر.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|