العوامل البشرية المؤثرة في قوة الدولة- الأقليات - الأقلية السلالية |
1981
02:44 صباحاً
التاريخ: 2-1-2022
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-9-2021
3593
التاريخ: 7-5-2022
1491
التاريخ: 21-1-2022
1518
التاريخ: 18-9-2021
1761
|
الأقلية السلالية
وهذا نمط آخر من أنماط الأقليات المتنوعة ويبني الأمر الذي يضع قطاعا من الناس، الذين يتضمنهم التركيب الهيكلي للكيان البشري في اطار الأقلية، على فروقات سلالية ذلك أن هذه الفروقات تمثل الأساس الذي يمزق الكيان البشري الى قسمين وينتمي القسم الذي يتضمن الأقلية الى مجموعة سلالية أخرى، غير المجموعة السلالية التي تنحدر منها الأغلبية, وتكون هذه الفروقات مدعاة لعدم الانسجام وعدم التجانس. ومن ثم يتفاقم الأمر، فيما لو ترتب على ذلك استعلاء من الأغلبية على الأقلية، ويؤدي هذا الاستعلاء بالقطع الى تجميع الأقلية وتضافرها. على اعتبار انه من قبيل المواجهة للخطر، الذي يتهدد مصالحها ووجودها من جانب الأغلبية، أو على اعتبار أنه من قبيل المواجهة للانتقاص من حقوق، يجب ان تكون مكفولة لكل الشركاء في الكيان البشري كله.
وقد يعمق هذه الفروقات، وما يصحبها من استعلاء وتفرقة، الاختلاف في المستوى الحضاري، بين الأغلبية والأقلية. ذلك أن الاستعلاء يكون في مثل هذه الحالة مصحوبا بالتفوق، الذي يحققه المستوى الحضاري المرتفع الذي تستند اليه الاغلبية. وقد يترتب على ذلك نفور ونقصان في حجم الولاء الذي تحس به الأقلية، وتتحول الأقلية عندئذ إلى معول يسعى الى هدم الكيان المادي للوحدة السياسية.
ونستطيع أن نلتقط المثل من السودان، حيث تعير مشكلة جلوب السودان عن الوجه القبيح لإحساس الجماعات المتزلجة بأحاسيس الأقلية، وباستعلام تمارسه الأغلبية القوقازية، ويصلع ذلك كله مرة تؤكد الفصل وعدم الترابط بين الأغلبية والاقلية، وتعبر عن تمزق في توليفة الكيان البشري من الداخل، وتقلص في حجم الولاء لحو الكيان البشري والكيان المادي للدولة السودانية.
وثمة مثل أخر تعبر عن مشكلة الانفصال، التي نادت به بيافرا في نيجيريا ذلك أن الناس فيها عاشوا فترة في اطار الإحساس بأحاسيس الأقلية، ومن نغم تقلص الولاء نحو نيجيريا واحتوائها لهم كمواطنين، حتى تلاشي هذا الولاء مع اعلان الانفصال وحمل السلاح دفاعا عنه, ومع ذلك فإنه ليس من الضروري ان تتسبب الأقلية السلالية في اثارة مشكلة أو في تفجير الموقف بل قد يتحول الأمر كله الى انطواء وتقوقع الأقلية السلالية، أو قد تستدير بظهرها للأغلبية، ومملأ الجفوة الهوة الكبيرة التي تفصل فيما بينهما. وهذا وإن لم يكن التقوقع والانطواء يثير المتاعب، إلا أنه لا يخلو من اثر خطير، يترتب على عدم الترابط أو عدم التكامل بين الكيان البشري كله والوحدة السياسية.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|