أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-6-2016
6638
التاريخ: 19-1-2016
2317
التاريخ: 15-12-2017
2349
التاريخ: 27-12-2021
2138
|
وكما أن الصلاة من ضرورات الدين، كذلك الصداقة فهي ضرورة من ضروراته لأن الله - سبحانه وتعالى ـ لم يخلق الانسان ليبقى وحيداً منعزلاً عن إخوانه في الدين، وعن نظرائه من بني البشر. وكما الماء ضرورة من ضرورات الحياة، إذ لا غنى للإنسان عنه في أي فصل من فصول السنة، وكذلك الصداقة هي ضرورة حياتية في زمن الصراع والحرب، وفي زمن الصلح والسّلام، فكما أنه مطلوب منا أن نصادق في زمن الصلح والسلام، كذلك مطلوب منا أن نصادق في زمن الصراع والحرب، اذ الصديق حاجة ماسة في كل الظروف، ولأن الصداقة تستثمر المبادئ، وتغذي الأخلاق.
إختيار الأصدقاء
ولما كانت الصداقة شيئاً عظيماً في الحياة، وضرورة من ضرورات الدين، فالمطلوب إعطاء أهمية كبيرة لاختيار الأصدقاء، إذ ليس من الحكمة والعقل في شيء ان نجعل اختيارنا لهم لمحض الصدفة، ونختار ما هب ودب من الأصدقاء وبلا حساب، وليس من الحكمة ايضاً أن يعمد الواحد منا الى الوحدة، وعدم اتخاذ الأصدقاء لأن السعادة الحقيقة لا تكمن في الوحدة والعزلة، وإنما تكمن في أن يتخذ أصدقاء له، فالمرء كثير بإخوانه ـ كما تقول الأحاديث الشريفة ـ، والإخوان هم وسائط وأيادي وسلالم للمجد والنجاح والسعادة.
وعن عاقبة التفريط في اختيار الاصدقاء، يروي أحد الشباب قصته فيقول: أرسلني والدي للدراسة الجامعية في إحدى البلدان، وكنت محافظاً، وفي ذلك البلد تعرفت على مجموعة من الطلاب من نفس بلدي، وكانوا بعيدين عن الدين وقيمه، إذ كانوا يشربون الخمور، وفي يوم من الأيام دعوني للذهاب معهم إلى أحد النوادي الليلية، فذهبت معهم، وفي ليلة أخرى دعوني الى حفل فذهبت، وطلبوا مني أن أشرب الخمر فشربت، وبعد فترة من الزمن أصبحت كواحد منهم، وهكذا كانت نتيجة مصادقتي لقرناء السوء، وإهمالي لموضوع اختيار الأصدقاء.
وإذ أن اختيار الأصدقاء على درجة كبيرة من الأهمية، فهذا الأمر يدعو إلى التمييز بين من هم خليقون بالمصادقة، ومن هم ليسوا كذلك فمن هم الجديرون بالمصادقة؟ ومن هم غير الجديرين بها، ومن لا تصح معهم؟
الجديرون بالمصادقة
هل حدث لك أن وقعت نظراتك على طير قدم له الحب؟، الكل منا قد شاهد الطيور ـ ومنها الحمام - كيف تختار الحب الجيد وتترك الرديء، وتلتقط الأول وتترك الآخر، وهكذا يجب أن يكون الانسان في اختياره للأصدقاء الجديرين بالصداقة، وترك من هم ليسوا كذلك؟.
وقد يسأل السائل: إذا كان بنو البشر هم شركاء في الخلقة، فما الداعي للتمييز في المصادقة بين الحسن والسيء؟ وما الحكمة في ذلك؟ وهل من الصحيح أن نصادق هذا ونترك ذاك؟ والحقيقة أن اختيار الاصدقاء الصالحين يبنى على أمور ثلاثة:
1ـ أن الأصدقاء الصالحين يشكلون البيئة الصالحة للتعامل في الحياة، ولخدمة المبادئ والقيم، والسيئون ليسوا كذلك.
2ـ إن تلافي مصادقة غير الخليقين يشكل ضغطاً عليهم لكي يتركوا السوء والرذيلة، ويعودوا الى الصلاح والفضيلة.
3ـ إن قضية المصادقة ليست مجرد لقاء اجتماعي، بل هي قضية تأثير وتأثر، وما من شك أن مصادقة أهل الفضيلة هو تكريس للفضيلة نفسها، ومصادقة أهل الرذيلة تشجيع لنمو الرذيلة في الإجتماع، وبالنتيجة سوء المصير في الدار الآخرة.
يقول تعالى: {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27) يَا وَيْلَتَا لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا} [الفرقان: 27، 28].
والجديرون بالمصادقة هم:
1ـ العلماء.
2ـ العقلاء.
3ـ الحكماء.
4ـ المتدينون.
5ـ المتقون.
6ـ الزاهدون.
7ـ الحلماء.
8ـ الخيرون.
9ـ الفضلاء.
10- الأخلاقيون.
11- الصادقون.
12- الأوفياء.
13- الصالحون.
14ـ أهل الحق والصواب.
15- المصلون.
16- الأزكياء.
17ـ من إذا صحبته زانك.
18- من إذا خدمته صانك.
19ـ من إذا قلت حقاً صدق قولك.
20ـ من إذا صلت شد صولك.
21ـ من إذا مددت يدك بفضل مدها.
22- من إذا بدت عنك ثلمة سدها.
23ـ من إذا رأى منك حسنة عدها.
24ـ من إذا سألته أعطاك.
25ـ من إذا سكت عنه ابتداك.
26ـ من إذا نزلت إحدى الملمات به ساءك ذلك.
27ـ من كثر وفاقه.
28ـ من قل شقاقه.
29- الداعون إلى الدار الآخرة.
30ـ من يرغب فيك وإليك.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|