المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

قصة مالك بن قيس
2-7-2017
الأوزون (Ozone)
2023-12-25
تكاثر التفاح
2023-05-05
أقوام في وادي الرافدين
15-9-2016
التصريف اليومي
6-1-2016
تصنيف المرئيات الفضائية Image Classification - خطوات التصنيف عبر الحاسوب وذلك بتطبيق التصنيف الرياضي والإحصائي
4-7-2022


مرجعية التنشئة الاجتماعية  
  
1814   03:26 مساءً   التاريخ: 29-12-2021
المؤلف : الاستاذ فاضل الكعبي
الكتاب أو المصدر : الطفل بين التربية والثقافة
الجزء والصفحة : ص157 ـ 159
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية العلمية والفكرية والثقافية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-1-2016 2484
التاريخ: 11-2-2017 14621
التاريخ: 10/12/2022 1531
التاريخ: 15486

ان استمرار ثقافة المجتمع وديموميتها، والمحافظة على مضمونها، وخصوصيتها، ومكتسباتها، مرهون بأفراد المجتمع نفسه، وذلك بالحفاظ على مرجعيات هذه الثقافة وتراثها، والانطلاق دائماً إلى إبراز مكانتها، وتعزيز قيمها ونشاطها الحضاري والمادي والفكري، بين الثقافات الإنسانية الأخرى، وذلك عبر المجهودات الشخصية والجماعية الايجابية، وما تنجزه من إنجازات إبداعية واضحة تعمل على تطوير ثقافة المجتمع، ومدها بعناصر التجدد والتطور والقوة.. التي تعبر عن قيمها وحيويتها وقدرتها على الاستمرار والتطور.

والمهم في هذا الاتجاه ان يعي أفراد المجتمع الأسس العلمية التي دفعت ثقافتهم إلى الوجود، ويعملوا على توسيع مساحة الإدراك والوعي بهذه الأسس، بوصفها قواعد إنسانية لتشكيل الثقافة، وتكوين مرجعياتها الأصيلة في الوجود النظري والمادي للحياة.. والسعي الحثيث إلى استلهام معانيها القيمة في ثقافة الحاضر وتطوير هذه الثقافة لتتصل بثقافة المستقبل..

وعلى هذا الأساس ندرك تمام الإدراك، ان للثقافة مرجعياتها العديدة، التي شكلت وجودها الفكري والمادي والاجتماعي الذي تشكل من مكونات مركبة عديدة ينمو في كنفها الوجود الإنساني حيث يعمل هذا الوجود على تعزيز هذه الثقافة وضمان استمرارها والحرص على وجودها الفاعل في نظام الحياة، كونها تعكس القبول والامتثال لما هو حسن وخير في السلوك الإنساني، والسير وفق ذلك، ورفض كل ما يعكس هذا الاتجاه.. وقد تعارف المجتمع على نوع من الضبط الاجتماعي الذي يضبط أفعال الفرد وسلوكه داخل المجتمع.. وسعى إلى تكريس هذا الضبط، من خلال بعض التقاليد والأعراف والمبادئ التي تحكم هذا الضبط وتديمه ليصبح فيما بعد (نظاماً اجتماعياً) عاماً يسير أفراد المجتمع.

وبتطور المجتمع واتساع قواعده الاجتماعية واتجاهاته الفكرية، والعقائدية والعلمية دخل هذا النظام في المنظور العلمي ليشاع مفهومه وأدواته ووسائله وتقاليده في آلية التعامل بين الأفراد داخل الأسرة، وفي المجتمع، وقد عرفت هذه الآلية بمفهوم (التنشئة الاجتماعية) التي كانت أساساً لنظرة الإنسان إلى نفسه من الداخل وإلى الآخرين وسلوكهم، وإلى وجود المكون الاجتماعي المناسب للمجتمع، فكانت (التنشئة الاجتماعية) الطريقة المثلى لتحقيق هذه الغاية، التي شاعت من خلالها معاني الثقافة  ورموزها، قبل ان تتعارف المجتمعات على حقيقة مفهوم الثقافة، وقبل أن يتوسع مفهوم (التنشئة الاجتماعية) بعملياتها الواسعة التي نشهدها اليوم ..

وربَّ سائل يسأل: أيهما سبقت الأخرى إلى الوجود، التنشئة الاجتماعية أم الثقافة؟ وكيف كانت البداية لكل منهما؟ وما هي العوامل التي أدت إلى تمايزهما، وإلى تفاعلهما معاً لتحقيق غايات مشتركة هدفها الكمال الإنساني؟..

من الثابت في التحولات التاريخية للإنسان عبر مراحله المتعددة، ان التنشئة الاجتماعية طريقة تربوية وتنموية سابقة للثقافة في إطارها التنظيمي وليس في إطارها الجوهري والقيمي، فالجوهري والقيمي للثقافة معاني لها دلالاتها في جوهر الحياة، ولكنها لم تعرف كثقافة وإنما عرفت كتنشئة اجتماعية في بادئ الأمر.. (ففي المجتمعات الأولية (البدائية) التي عرفتها المجتمعات الإنسانية، كانت عملية تربية الطفل وتنشئته اجتماعياً مهمة المجتمع بأسره. . فالتربية في جوهرها تدريب آلي على معتقدات الزمرة الاجتماعية وعاداتها وأعمالها، ولا يتولى هذه المهمة بالتالي أي مؤسسة تربوية خاصة.. لكن مع تبدل طبيعة الحياة الاجتماعية وتعقدها نتيجة للتغير الجذري الذي أصاب بنية المجتمعات ونمط إنتاجها وتطور الحركة العلمية، وما رافق ذلك من تحولات سياسية واقتصادية وفكرية واجتماعية وتربوية، فرض وجود أدوات ومؤسسات وقنوات متعددة للقيام بمهمة التربية والتطبيع الاجتماعي)(۱).

وقد جاء ذلك تدريجياً، مرحلة مرحلة ففي بادئ الأمر عرف كطريقة للتهذيب، الذي يهدف إلى تهذيب أفعال الإنسان وأخلاقه وسلوكه ونشاطه ليكون متوافقاً مع عادات وتقاليد وأنظمة المجتمع..

وإذا نظرنا إلى هذا الهدف وغاياته نجد انه يلتقي مع نفس الأهداف والغايات التي تسعى لها التنشئة الاجتماعية، وكذلك يلتقي مع أهداف وغايات الثقافة.. حيث كان التهذيب الأسلوب البارز في عمليات التربية والتنشئة، وهو القاعدة العريضة التي ينطلق منها المجتمع في عمليات التنشئة الاجتماعية لأطفاله..

وعلى هذا الأساس كان ينظر للتهذيب بمنظار واسع، ويؤخذ به في العمليات الكلية لطريقة الحياة في المجتمع، قبل ان تتطور هذه الحياة، وتتعدد طرقها في الجوانب الفكرية والاجتماعية، ويصبح لكل منها مفهومه الخاص، الذي يميزه عن غيره في واقع الحياة .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ شوكت أشتي، ص ٣٤. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.