المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

أحمد بن معافى.
18-9-2020
من مصادر مستدرك الوسائل / كتاب (التمحيص).
2024-01-16
خصائص الدعاية الانتخابية
2024-08-24
ضرورة الإصلاحات في النُظم التربوية
24-4-2017
قطع السعف ( تقليم النخيل)
14-1-2016
الرواتب التقاعدية
10-4-2016


المجتمع والمواطنة  
  
2067   02:14 صباحاً   التاريخ: 18-12-2021
المؤلف : الاستاذ فاضل الكعبي
الكتاب أو المصدر : الطفل بين التربية والثقافة
الجزء والصفحة : ص318 ـ 322
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-6-2016 2261
التاريخ: 19-4-2016 11646
التاريخ: 7/11/2022 3041
التاريخ: 25-7-2016 2359

نعني بالمجتمع هنا، مجموعة الأفراد والمؤسسات الحكومية والاهلية بكافة مسمياتها واتجاهاتها واشتغالاتها ومفاهيمها والتي منها على وجه الخصوص المؤسسة الاسرية، ويهمنا ان نشير هنا إلى أبرز مؤسسات المجتمع التي يتطلب منها ان تقوم بدور مؤثر وفعال في اعانة الأسرة والمدرسة على تعليم المواطنة لأبناء المجتمع من الأطفال.

من هذه المؤسسات بشكل عام، المؤسسات الاعلامية والمؤسسات الثقافية والمؤسسات الدينية والمؤسسات الصحية والمؤسسات التعليمية والمؤسسات الاجتماعية وغيرها.

ويفترض بهذه المؤسسات جميعها ان تؤدي ما عليها من مسؤولية ووظائف تجاه تعليم المواطنة واشاعة مفاهيمها في أوساط المجتمع بشكل عام وفي محيط الأطفال بشكل خاص، فالمؤسسات الاعلامية والتي تتمثل فيها الصحف والمجلات والقنوات الاذاعية والتلفزيونية ومجمل وسائل الاتصال الاخرى، لها عظيم الدور في إشاعة مفاهيم المواطنة وقيمتها ، إذ ما قامت بهذا الدور على اكمل وجه من خلال نشر وتـقـديـم الخطط والبرامج واقتراح المهارات التي توسع من استعدادات الطفل وتنشطها لاستقبال كل ما من شأنه التوسع والتطور في تعليم المواطنة، والتدريب على ممارستها والتقيد في محدداتها وصفاتها في السلوك العام.

والمؤسسات الاعلامية ببرامجها الواسعة وخططها المهمة وتأثيرها الكبير خير من يعين الأسرة والمدرسة على توسيع وتطور مديات التعليم والتدريب على المواطنة وبلوغ النتائج المتقدمة في هذا الاتجاه.

اما المؤسسات الثقافية والتي تنبثق عنها خطط التطور الثقافي وانتاج الابداع الأدبي والفني والفكري في مختلف الاتجاهات، إلى جانب الانتاج المعد في التنوع في شكل الكتاب المطبوع وغيره، فهي الأخرى تمثل الداعمة القوية لجهود الأسرة والمدرسة في مجال تعليم المجتمع مختلف الاتجاهات المعرفية والثقافية والعلمية ومنها اتجاهات المواطنة.

اما المؤسسات التعليمية المتنوعة كالجامعات والمعاهد ومراكز البحث العلمي وغيرها، فهي الأخرى لها دور كبير في تهيئة الكوادر والخبرات العلمية التي تتطلبها المدارس بكافة مراحلها بشكل متواصل، فهذه المؤسسات معنية بشكل دقيق بوضع المناهج، واقتراح الخطط والوسائل والافكار التي تعمق قيم التربية الوطنية وتؤسس لقواعد المواطنة الصالحة.

اما المؤسسات المتنوعة الأخرى كالمؤسسات الدينية والمؤسسات الصحية والمؤسسات الاجتماعية وغيرها فهي مؤسسات ساندة وداعمة ومؤثرة وفاعلة ضمن مجالها في اشاعة وتعميق قيم المواطنة لدى الافراد، ولها ما للمؤسسات الأخرى من وظائف ومسؤوليات ومؤثرات في تعليم المجتمع على المواطنة لا مجال لحصرها هنا.

والمهم في مجمل مؤسسات المجتمع، إذا أراد هذا المجتمع ان يعمق ويطور من تعليمه لأفراده عامة، لأطفاله خاصة على المواطنة، ان يسعى إلى تطوير وعي المجتمع وانقاذه من افات الجهل، ومنها افة الامية، وان يشيع مفاهيم واساليب ومهارات وادوات القراءة في كافة مفاصل المجتمع، لأن القراءة هي التي توسع من وعي المجتمع وتمده بالمعرفة المطلوبة لمحاربة الجهل والامية.

لذا فان المجتمع الذي تشيع فيه الامية اقل تعلماً من غيره، ذلك ان معرفة القراءة والكتابة تتيح لصاحبها ان يتصل بغيره فيقرأ ما يكتبون من مكتشفات وعلوم وتكنولوجيا وأفكار، فالقراءة والكتابة هي الأدوات الأساسية لاتصال أفكار الناس بعضها ببعضها الآخر اتصالاً يترتب عليه نمو الطرفين الكاتب والقارئ، ومعنى هذا ان المجتمع الذي تشيع فيه القدرة على القراءة والكتابة تشيع فيه العوامل الفعالة في نمو المعرفة ونمو دواعي التنمية الشاملة (1).

وعلى هذا الاساس، يتطلب من المجتمع، لكي ينهض بمسؤولياته تجاه المواطنة، ان تعمل كل مؤسساته وافراده على توسيع دوائر التعليم والتعلم والتدريب، لأن في ذلك التطور المعرفي والتوسع العلمي الذي ينشده المجتمع ويسعى له في مجمل اهدافه الحاضرة والمستقبلية، وفي مجمل اتجاهاته في التعليم، ومنها اتجاه التعليم على المواطنة.

لقد كان التعليم وسيبقى رافداً اساسياً من روافد النماء والتطور والتقدم لكل المجتمعات ولو أردنا دراسة واقع هذه المجتمعات سنقف على حقيقة ذلك بكل وضوح حيث سنجد ان التعليم في هذه المجتمعات هو شغلها الشاغل لأنها تجد فيه اسباب التطور والنماء المتواصل، والقوة التي تمد ديمومتها بالعطاء الخلاق.

ومن هذه المجتمعات - على سبيل المثال ـ مجتمع اليابان، صاحب المشاريع العملاقة والتكنولوجيا الصناعية الهائلة في العالم، (إذ ان اليابان، تؤمن بالتعليم إيماناً راسخاً، فكل اجهزة المجتمع تتعلم وتعلم، حيث تقوم المصانع بالإنتاج المعروف في مجال السيارات ومجال الاذاعة والتلفزيون ومجال الساعات وادوات التصوير وكل ما يحتاجه الإنسان الحديث، ولأغلب هذه المصانع برامج تعليمية فتجد مصنعا للساعات أو لأدوات التصوير وبه ورش للتدريب ومدارس للتعليم، وبهذا تضمن تجديد أفكار العاملين فيها وتدريبهم وتضمن كذلك تدريب وتعليم الراغبين من المواطنين غير العاملين فيها، وبلغت ضخامة بعض مؤسسات التعليم في بعض المصانع ان أصبح فيها ادوات تعليمية كبيرة، ولبعض هذه المصانع مجالس عليا للتعليم، وهذا بالطبع إلى جانب مجالس البحوث العلمية وإلى جانب ما تنشره هذه المجالس من مجلات وكتب ومطبوعات لها قيمتها التعليمية (2) .

فما أحوجنا إلى هذا التعليم وسعته، في مجتمع متعلم قائم على العلم والتعليم، وديدنه تربية وتعليم افراده على المواطنة الحقة، التي من خلالها يتم اعداد الإنسان، المواطن، الصالح، المتقدم، فلا يمكن ان نصل إلى الدرجة الطموحة من التعليم والتعلم في المجتمع، الا بإشاعة مبادئ التعليم واسسه ومستلزماته في المجتمع، وتهيئة الجميع إلى هذا التعليم، على ان تتهيأ استعدادات المجتمع بأفراده كافة، وخاصة من النشء الجديد على التعليم، وعلى ان يكون جوهر هذا التعليم ومفتاح دخوله إلى العلوم والمهارات والمعارف المختلفة، هو التعليم على المواطنة، وهذا التعليم لا يقوم بصورة صحيحة، وعلى أسس سليمة، ما لم تتظافر جهود وقدرات الأسرة والمدرسة والمجتمع في هذا الاتجاه. على ان يسبق ذلك، وكخطوة أولى في المسار الصحيح، الاهتمام الجدي والواسع بثقافة الأطفال وإشاعة مفاهيمها ومستلزماتها وعناصرها، وزيادة الوعي بمتطلباتها ومحدداتها وخصائصها، لكي يسهل أمامنا الطريق نحو تربية وتعليم مبادئ وقيم واصول ومتطلبات المواطنة الحقة للأطفال.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) القوصي، عبد العزيز (1985) أولادنا بين التعليم والتعلم ـ مطبعة النهضة المصرية ـ القاهرة ـ الطبعة الأولى، ص60.

(2) المرجع نفسه، ص69. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.