الدعم الحكومي 

تقدم العديد من البلدان الدعم المادي للمنتجين أما من خلال دعم أسعار مستلزمات الإنتاج أو بإعفاء الواردات الزراعية من الرسوم الجمركية أو بدعم الإنتاج نفسه أو بإعفاء المزارعين من الضرائب او بتقديم دعم مالي مباشر كنسبة معينة من تكاليف مشاريعهم. وللدعم علاقة كبيرة بالقروض فقد تؤدي سياسات الدعم إلى تحسين مستوى دخل المنتجين ومن ثم تحسين مقدرتهم على التسديد وقد تؤدي عكس ذلك وتضر بمؤسسات الاقراض وخاصة اذا تم النظر إلى العمل الاقراضي وكأنه جزء من سياسة الدعم الحكومية. ومن هنا لابد من التأكيد على اهمية قيام مؤسسات متخصصة ومستقلة عن مؤسسات الإقراض, لتقديم الدعم للمزارعين وذلك حتى لا يُنظر إلى مؤسسات الإقراض على أنها مؤسسات احسان او خدمة اجتماعية ولكن هذا لا ينفي ضرورة ايجاد نوع من التنسيق بين مؤسسات الدعم ومؤسسات الإقراض , من اجل وضع أفضل السياسات للدعم ومن أجل تمكين المؤسسات المُقرِضَة.

تنمية ريادة الأعمال ورأس المال المخاطر 

تتوجه المملكة العربية السعودية نحو دعم مفاهيم رياده الأعمال والتعليم التطبيقي الحديث والانتقال إلى حقبة اقتصاديات المعرفة وإيجاد جمعية علمية متخصصة تعنى برياده الأعمال، ففي أواخر ١٤٢٩ هـ تمت الموافقة على إنشاء جمعية ريادة الأعمال كجمعية علمية في جامعة الملك سعود وتعتبر جمعية ريادة الأعمال أول جمعية مهنية علمية على مستوى العالم العربي، وتسعى إلى تعزيز ثقافة الريادة في المجتمع ونشر الوعي العلمي المنظم حول أهمية ريادة الأعمال، وتعزيز التواصل بين الجامعات والوسط الأكاديمي والمجتمع. وتتضمن أنشطة الجمعية رفع الوعي وتطوير رواد الأعمال وصقل مهاراتهم، وإتاحة الفرصة لرواد الأعمال للاحتكاك المباشر مع المديرين التنفيذيين في شركات تقنية عالمية للاستفادة من التجارب والخبرات اليومية لهؤلاء التنفيذيين في ممارسة الأعمال وبناء العلاقات وتبادل الفرص في مجال الأعمال. كما أطلقت مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية برنامجاً متخصصاً لدعم ريادة الأعمال التقنية في المملكة العربية السعودية.

ويعتبر رأس المال المخاطر أحد أشكال التمويل للمشاريع الريادية في أولى مراحل إنشائها، والتي تتميز بكونها تمتلك فرصة نجاح ونمو عالية، وفي نفس الوقت يتسم الاستثمار بها بمخاطرة عالية. يحصل مستثمرو رأس المال المخاطر على عوائد جراء حصولهم على حصص في المشروع الذي يستثمرون فيه، والذي يمتلك في العادة تقنية جديدة رائدة، أو خطة عمل في الشركات التي تعمل في مجال التقنيات المتقدمة مثل التقنية الحيوية، تقنية المعلومات والبرمجيات. يختلف رأس المال المخاطر اختلافاً جوهرياً عن الائتمان أو القرض لأن المستثمر في رأس المال المُخاطر يستثمر في الشركة ويحصل على حصة فيها، وبذلك فإن عوائده تعتمد بشكل كامل على نمو المشروع وقدرته على تحقيق الأرباح. يحصل المستثمر في رأس المال المخاطر في العادة على عوائده عندما يصل المشروع الريادي إلى مرحلة الخروج (بيع المشروع الريادي) وذلك ببيع حصته من المشروع إلى شخص آخر. عادة ما يكون المستثمرون في رأس المال المخاطر شديدي الانتقائية عند اختيارهم للمشروع الذي يريدون الاستثمار فيه، وبحكم التجربة فإن المستثمر في رأس المال المخاطر يستثمر في مشروع من أصل أربع مائة مشروع يطرح عليه، فهو يستثمر في المشروعات نادرة الوجود، والتي غفل عنها غيره من المستثمرين مثل المشروعات ذات التقنية الرائدة ، أو ذات الفرصة الكامنة أو التي تمتلك طاقم إدارة متميز . من بين هذه المشاريع يميل المستثمر في رأس المال المخاطر إلى الاستثمار في المشاريع التي يتوقع لها فرصة نجاح ونمو كبيرة ، لأنها تمتلك فرصة أكبر في تحقيق العائدات المالية أو في قيمة مالية كبيرة عند مرحلة الخروج خلال الفترة التي يقدرها المستثمر في رأس المال المخاطر، والتي تتراوح بالعادة بين ثلاث إلى سبع سنوات .

إن أحد المهارات الجوهرية لدى المستثمرين في رأس المال المخاطر هي مقدرتهم على تمييز التقنيات الثورية والتي تمتلك فرصة كامنة وقادرة على تحقيق عائدات في مراحل مبكرة عن غيرها ، وكذلك فان أحد المهارات الأساسية هي المهارات الإدارية ، حيث إن المستثمر يجب أن يكون لديه القدرة على المساعدة .