الموقع بالنسبة لدول الجوار الجغرافي والعالمين العربي والإسلامي:

يتضح من العنوان أن هذا الموقع يرتبط بعلاقة حدود الدولة أو إقليم الدراسة عبر حدودها البرية أو البحرية بالدول الأخرى المتحاددة أو المتشاطئة معها ومن متطلبات الجغرافية السياسية نرى أن كلما قل عدد الدول المتجاورة كلما قل الاحتكاك وتضارب المصالح وبالتالي قلت المشاكل الحدودية والعكس صحيح سواء أكان ذلك في التجاور البري أو البحري – وبشكل عام تعتبر منطقة الدراسة مثالية في هذا الجانب حيث لا تتجاور ألا مع دولتين عربيتين هما الأردن والعراق وهما ظهيران عربيان لا تتوقع أن تنطلق منها مشاكل كبيرة للمنطقة.

ويعتبر طول الحدود البرية عامل خطر يهدد الدول المتجاورة وتتأثر الدول المجاورة بأحجام بعضها وعدد سكانها سواء أكانت مكتظة أم مخللة الكثافة وكذلك قوتها أو ضعفها. وقد يؤدي تجاور الدول الى التعاون بعضها بين بعض وبدوره يؤدي الى القوة أو التقدم الاقتصادي وقد يحدث العكس أي تجاور الدول الكبيرة الاستيلاء على الدول صغيرة المجاورة. وأهم ما يحويه الموقع هو علاقات الدول المكانية المتجاورة عبر خطوط الحدود . كثير الحدود  دائما مشكلات الدفاع والهجوم والمراكز الاستراتيجية والعلاقات الاقتصادية بين الجيران ، ومن ثم فان الحدود دائمة التغيير مع نمو سيادة الدولة أو ضياعها مثل بولنده وفرنسا وألمانيا المشتركة.

وقد تعرضت منطقة الدراسة في التأريخ الحديث الى نوعين من الضغوط بسبب موقع الجوار أو القرب الجغرافي من المنطقة أولها تعرض بعض جزر الخليج العربي (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى ) للاحتلال الإيراني في عام 1973 ودخول العراق الكويت عام 1990 – 1991 وهي أمور ترتبط بشكل أو بأخر بالستراتيجية الأمريكية في هذه المنطقة. وترى الباحثة أن أهمية أي موقع تتوقف على الزمن والظرف وهو في تغيير مستمر على ضوء تغير موازين القوى العالمية الإقليمية والتطور التقني بما منها موقع منطقة الدراسة. ولا يمكن إهمال أهمية موقع منطقة الدراسة تجاه أو ضمن العالمين العربي والاسلامي، فشبه الجزيرة العربية تشكل الجناح الجنوبي الشرقي للوطن العربي وتحتل 23.5% من مساحته الشاسعة وهي بذلك تشكل، بكل اعتباراتها الجغرافية والستراتيجية التي تمت الاشارة اليها. كما تشكل المنطقة جزءاً هاماً وحيوياً من المحيط الاوسع وهو المحيط الاسلامي الذي يمثل شبه الجزيرة العربية فيه منبع الرسالة الاسلامية وأهم مراكزها الحضارية والتي أصبحت مثار اهتمام كل القوى الاسلامية، وهذا ما بعث إلى جيشان مشاعر الارتباط بهذا الجزء الحيوي من العالم والعالم العربي الاسلامي على حد سواء. فمنطقة الدراسة تقع وسط هذا العالم الاسلامي الذي اصبح يشكل أحد المسارات الحضارية المؤثرة في السياسة الدولية والذي يعرف الآن، بحوار الحضارات أو عند الآخرين بصراع الحضارات. بمعنى آخر، ان منطقة الدراسة تشكل أحد أقطاب هذا التوجه في حوار أو صراع الحضارات وهذا ما يكسبها أهمية خاصة أو متميزة في نظر كل القوى الاقليمية أو الدولية، الصديقة أو المعادية على حد سواء.