أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-07-05
1861
التاريخ: 24-11-2014
2893
التاريخ: 2023-10-18
1086
التاريخ: 22-04-2015
2517
|
قال تعالى : {التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} [التوبة : 112]
1ـ فهم يغسلون قلوبهم وأرواحهم من رين الذنوب بماء التوبة : (التائبون).
2 ـ وهم يطهرون أنفسهم في نفحات الدعاء والمناجاة مع ربّهم : (العابدون).
3 ـ وهم يحمدون ويشكرون كل نعم الله المادية والمعنوية : (الحامدون).
4 ـ وهم يتنقلون من مكان عبادة إِلى آخر : (السائحون).
وبهذا الترتيب فإنّ برامج تربية النفس عند هؤلاء لا تنحصر في العبادة ، أو في إطار محدود ، بل إن كان مكان هو محل عبدة لله وجهاد للنفس وتربية لها بالنسبة لهؤلاء ، وكل مكان يوجد فيه درس وعبرة لهؤلاء فإنّهم سيقصدونه.
(سائح) في الأصل مأخوذ من (سيح) ، و(سياحة) والتي تعني الجريان والاستمرار.
وهناك بحث بين المفسّرين فيما هو المقصود من السائح في الآية ، وأي نوع من الجريان والاستمرار والسياحة هو؟ فالبعض يرى ـ كما قلنا أعلاه ـ إن السير في تربية النفس وجهادها إِنّما يكون في أماكن العبادة ، ففي حديث عن النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) : «سياحة أُمّتي في المساجد»(1).
والبعض الآخر يقول : إِنّ السائح يعني الصائم ، لأنّ الصوم عمل مستمر طوال اليوم ، وفي حديث آخر عن النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : «إِن السّائحين هم الصّائمون»(2).
والبعض الآخر من المفسّرين يرى أن السياحة تعني التنقل والتجوال في الأرض لمشاهدة آثار عظمة الله ، ومعرفة المجتمعات البشرية ، والتعرف على عادات وتقاليد وعلوم الأقوام التي تحيي فكر الإِنسان وتنميه وتطوره.
وفريق آخر من المفسّرين يرى أن السياحة تعني التوجه إِلى ميدان الجهاد ومحاربة الأعداء ، ويستشهدون بالحديث النبوي : «إِنّ سياحة أُمّتي الجهاد في سبيل الله»(3).
وأخيراً فإنّ البعض يرى أنّها سير العقل والفكر في المسائل العلمية المختلفة المرتبطة بعالم الوجود والتفكر فيها ، ومعرفة عوامل السعادة والإِنتصار ، وأسباب الهزيمة والفشل.
إِلاّ أنّ أخذ الأوصاف ـ التي ذكرت قبل السياحة وبعدها ـ بنظر الإِعتبار يرجح المعنى الأوّل ، ويجعله الأنسب من بين المعاني الأُخرى ، وإن كانت كل هذه المعاني ممكنة في هذه الكلمة ، لأنّها جمعت في مفهوم السير والسياحة.
5 ـ وهم يركعون مقابل عظمة الله : (الراكعون).
6 ـ ويضعون جباههم على التراب أمام خالقهم ويسجدون له : (الساجدون).
7 ـ وهم يدعون الناس لعمل الخير : (الآمرون بالمعروف).
8 ـ ولم يقتنعوا بهذه الدّعوة للخير ، بل حاربوا كل منكر وفساد : (والناهون عن المنكر).
9 ـ وبعد أدائهم وظيفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، يقومون بأداء آخر وأهم واجب اجتماعي ، أي حفظ الحدود الإلهية وإجراء قوانين الله ، وإقامة الحق والعدالة : (والحافظون لحدود الله).
وبعد ذكر هذه الصفات التسع فإنّ الله يرغّب ـ مرّة أُخرى ـ أمثال هؤلاء المؤمنين المخلصين الذين هم ثمرة منهج الإيمان والعمل ، ويقول للنبي(صلى الله عليه وآله وسلم) : (وبشر المؤمنين). ولما لم يذكر متعلق البشارة ، وبتعبير آخر : إنّ البشارة لما جاءت مطلقة فإنّها تعطي مفهوماً أوسع يدخل ضمنه كل خير وسعادة ، أي بشر هؤلاء بكل خير سعادة وفخر.
وينبغي الإلتفات إلى أن الصفات الست الأُولى ترتبط بجانب جهاد النفس وتربيتها ، والصفة السّابعة والثّامنة ترتبطان بالواجبات الاجتماعية الحساسة ، وتشيران إلى تطهير محيط المجتمع من السلبيات ، والصفة الأخيرة تتحدث عن المسؤوليات المختلفة المتعددة المرتبطة بتشكيل الحكومة الصالحة ، والمشاركة الجدية في المسائل السياسية الإيجابية.
____________________
1- تفسير الميزان ، ذيل الآية محل البحث ؛ومستدرك الوسائل ، ج7 ، ص507.
2- تفسير نور الثقلين ، وكثير من التفاسير الاخرى ؛ذيل الآية مورد البحث ؛ ومستدرك الوسائل ، ج16 ، ص54 .
3- تفسير الميزان ، وتفسير المنار ، ذيل الآية مورد البحث ؛ ووسائل الشيعة ، ج15 ، ص17 .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|