أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-06-2015
9355
التاريخ: 14-06-2015
2060
التاريخ: 12-06-2015
2291
التاريخ: 14-06-2015
1963
|
قال تعالى : {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا
مَعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (24) فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ
نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (25) قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ
وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ
تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [آل عمران : 24 - 26]
{ذلِكَ} أي
توليهم وعنادهم لما يعرفونه من الحق اغترارا منهم {بِأَنَّهُمْ قالُوا} أي
بسبب انهم زعموا في اعتقادهم الفاسد بأن عذابهم على مخالفة الحق هين قصيرة مدته لا
ينبغي أن يصدهم عن المحافظة على جامعة أهوائهم وعصبيتهم القومية {لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ} ولا نعذب بها {إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُوداتٍ} قليلة {وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ} الذي يجب أن يدينوا به فخالفوه الى أهواء
العصبية وضلالها {ما كانُوا
يَفْتَرُونَ} بقولهم
لن تمسنا النار إلا أياما معدودات فكفروا بدين الحق ورسول اللّه وكتابه وضلوا
وأضلوا { َكَيْفَ} حالهم {إِذا جَمَعْناهُمْ} في
الحشر بعد موتهم {لِيَوْمٍ لا
رَيْبَ فِيهِ} وهو يوم
القيامة {وَوُفِّيَتْ
كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ} أي جوزيت
بجزائه وافيا أي تاما {وَهُمْ} أي اهل المحشر {لا يُظْلَمُونَ} بنقص
الثواب او بالعقاب. يا رسول اللّه لا تأس من تمرد اهل الكتاب على دين الحق
ومظاهرتهم للمشركين على الكفر فإن اللّه يظهرك عليهم ويعزك ويذلهم ويجعل لك السلطة
على اظهار دينه {قُلِ
اللَّهُمَ} معناه يا اللّه وكأن
الميم المشددة المفتوحة في آخر الكلمة عوض عن حرف النداء فإنهما لا يجتمعان. وشذ
قول الراجز «أقول يا اللهم يا اللهما» {مالِكَ الْمُلْكِ} الملك
بضم الميم وسكون اللام هو التسلط والسلطنة. واللّه مالكه وبيده أمره وهو الخالق
لما تكون عليه السلطنة ولمن يكون سلطانا. له ملك السموات والأرض {تُؤْتِي الْمُلْكَ} والسلطنة
الموقتة {مَنْ تَشاءُ} من الناس أن تؤتيه. وإيتاء اللّه للملك يكون على وجهين
«أولهما» هو الإيتاء الخاص للممتاز من عباده بالصلاح والأهلية
لتكميل البشر وإصلاحهم في المعارف الدينية، والأخلاق الفاضلة، وحسن الاجتماع،
والحصول على المستقبل الصالح السعيد. وهذا هو ملك الرسل والأنبياء وأئمة الحق «وثانيها» إيتائه لا بهذا النحو بل بحسب سير التقدير في العالم
واقتضاء الأسباب التي قدرها اللّه في هذا الكون نعمة في الحياة الدنيا محددا لذلك
بحدود الأخلاق الكريمة والواجبات العقلية والشرعية والنهي عن محرماتها كما أنعم
على الإنسان بالقوى ليتمتع بها في الواجب والندب والمباح. فيستقيم على الجادة من
يستقيم ويحظى من ذلك بالكمال، وحسن الجزاء. ويضل بسوء اختياره من يضل فيخسر حظه
ويستوجب ما يستوجب. ولكل من إيتاء الملك والقدرة والقوى اثر وغاية تحصل عن حسن
اختيار الإنسان او سوئه. ففي سورة النمل في شأن سليمان النبي في تواضعه للّه
الناشئ من عصمته الاختيارية قوله في مسألة عرش بلقيس {فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي
لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ
لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ} [النمل : 40] وفي سورة يونس {وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً
وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ} [يونس : 88] الآية اي وكانت عاقبتهم ان يضلوا عن
سبيلك بسوء اختيارهم. وفصل الكلام بقوله «ربنا» لإيضاح ان المراد من اللام هي
العاقبة لا التعليل وفي سورة البقرة {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ
اللَّهُ الْمُلْكَ} [البقرة
: 258] ومما ينبغي التنبيه عليه ان الشيخ في التبيان قال ان الهاء في آتاه اللّه
الملك كناية عن المحاج لإبراهيم ونسب عودها الى ابراهيم الى القيل. ثم قال في {تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ} ما ملخصه لا يجوز ان يعطي اللّه الملك الفاسق
لقوله تعالى {لا يَنالُ
عَهْدِي الظَّالِمِينَْ} فكأنه نظر
في هذه الآية الى الوجه الاول من وجهي إيتاء الملك وفي آية البقرة الى الوجه
الثاني ولعل صورة هذا التدافع نشأت من اختصار التبيان ولذا لم يقع مثله في مجمع
البيان وفي تفسير البرهان عن الكافي باسناده عن عبد الأعلى وعن تفسير العياشي عن داود بن فرقد جميعا عن الصادق (عليه السلام).
رواية تنزل على نظر السائل الى الوجه الاول من إيتاء
الملك الذي ينبغي ان يسير من رسول اللّه الى الائمة من اهل بيته وعترته احد
الثقلين {وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ
تَشاءُ} ان تنزعه منه بموته او
بتحويله الى آخر {وَتُعِزُّ
مَنْ تَشاءُ} ان
تجعله عزيزا {وَتُذِلُّ
مَنْ تَشاءُ} ان
تجعله ذليلا بان تجعل كلا من الفريقين بحسب سير التقدير الجاري بحكمتك في نظام
العالم بتسبيبك للأسباب وتصيره في حالة تعد عزا او اخرى تعد ذلا وقد تجعل كلا
منهما كذلك بارادة خاصة من النصر والمعونة او الخذلان والاهانة {بِيَدِكَ الْخَيْرُ} اقتصر
على ذكر الخير لان المقام مقام تعليم بالدعاء بالخير والنصر وتعريض بالبشرى بهما {إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} ولك من مظاهر القدرة وعجائب التصرف بالكون ما
يبهر العقول.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|