ابعاد تأثير الاقليم الوظيفي في المدينة:

تمثل المدينة واقليمها عنصرين متكاملين متفاعلين يؤثر احدهما في الاخر، فخصائص الاقليم المتمثلة بمصادره الطبيعية وانتاجه الاقتصادي كان له الاثر البالغ على نشاطات المدينة المختلفة التي يمكن توضيحها من خلال الجوانب الآتية:

اولاً: يكون للإقليم الاثر البارز في اقامة المدن سواء كانت مدن سوق ام مدن خدمات صغيرة الحجم تستطيع ان تستوعب انتاج الريف وتقوم هي بالمقابل بتقديم مختلف الخدمات لسكان ذلك الاقليم.

ثانياً: يوفر الاقليم للمدينة مجالات كثيرة، فهو يمثل مجالاً للتوسع الزراعي باعتباره مصدراً للتربة الجيدة، ومصدراً للمياه والمعادن المختلفة والمكان الذي تمارس فيه الفعاليات الاقتصادية.

ثالثاً: يقوم الاقليم بدور مهم يتمثل بتزويد المدينة بما تحتاجه من منتجات ريفية سواء كانت زراعية ام حيوانية والتي يقوم السكان باستهلاكها التي تشمل منتجات الالبان والخضروات والفواكه والحبوب واللحوم، او تلك المواد التي تدخل كمواد خام في الصناعة كالأصواف التي تدخل في صناعة المنسوجات الصوفية، او الجلود التي تدخل في صناعة الحقائب والاحذية.

رابعاً: يستطيع الاقليم (المناطق الريفية المجاورة) ان يوفر مجالاً للتوسع الحضري وذلك من خلال ضم مساحات كبيرة من الاراضي الزراعية القريبة من المدينة وتحويلها الى ارض حضرية، وتشمل عملية الزحف الحضري هذه الكثير من المراكز المعمورة كالقرى والمدن الصغيرة التي يتم ضمها الى المنطقة الحضرية. ويطلق على هذه الظاهرة بالانتشار او التوسع الحضري غير المنظم urban sprawl ويطلق عليها ايضاً مصطلح المدينة المنتشرة او المشتتة Dispersed city.

خامساً: يُعد الاقليم منطقة مهمة لاستقطاب الكثير من الصناعات وبالأخص تلك التي يرتبط موقعها بالقرب من المواد الاولية وذلك للاقتصاد في تكاليف النقل وتوفر الارض الرخيصة، اذ ساهمت هذه العوامل في هجرة بعض الصناعات وتوطنها في مناطق تقع ضمن اقليم المدينة وبالتالي اصبحت مصدراً مهماً لمعيشة سكان الريف وذلك لأنها وفرت فرص عمل لهم.

سادساً: يقوم الاقليم بتزويد المدينة بالسكان عن طريق الهجرة الحاصلة من الريف الى المدينة مما يزيد من ظاهرة التحضر التي تعني بطبيعة الحال زيادة نسبة السكان الحضر أي (سكان المدينة)، كما يعتبر الاقليم ايضاً مصدراً لتزويد المدينة بالأيدي العاملة التي تفد الى المدينة من خلال حركة الانتقال اليومية الحاصلة بين المدينة واقليمها للعمل في الانشطة الاقتصادية المختلفة.

سابعاً: يساهم الاقليم في خلق فرص عمل في المدينة وبالشكل الذي يؤدي الى زيادة عدد السكان في المدينة وتنوع وظائفها وزيادة حجم العمل والانتاج فيها.