أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-07-24
1216
التاريخ: 25-1-2016
7827
التاريخ: 24-4-2022
2298
التاريخ: 9-12-2015
2777
|
مصبا- ذلّ ذلّا من باب
ضرب والاسم الذلّ والذلّة والمذلّة : إذا ضعف وهان ، فهو ذليل ، والجمع أذلّاء
وأذلّة ، ويتعدّى بالهمزة فيقال أذلّة اللّه. وذلّت الدابّة ذلّا : سهلت وانقادت ،
فهي ذلول ، والجمع ذلل ، وذلّلتها في التعدية.
صحا- الذلّ : ضدّ العزّ ، ورجل ذليل : بيّن الذلّ والذلّة
والمذلّة من قوم أذلّاء وأذلّة ، والذلّ : اللين وهو ضدّ الصعوبة ، يقال دابّة
ذلول :
بيّنة الذلّ من ذوات ذلل ، ومنه قولهم- بعض الذلّ أبقى
للأهل والمال.
وأذلّه وذلّله واستذلّه : كلّه بمعنى. وقوله- {وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا} [الإنسان : 14] ، أي سوّيت عنا قيدها ودلّيت ، وتذلّل له : خضع ، وأذلّ
الرجل : صار أصحابه أذلّاء. وقولهم جاء على أذلاله أي على وجهه ، يقال دعه على
أذلاله ، أي على وجهه وحاله ، وامور اللّه جارية على أذلالها أي على مجاريها
وطرقها.
مقا- ذلّ : أصل واحد يدلّ على الخضوع والاستكانة واللين ،
فالذلّ ضدّ العزّ. وهذه مقابلة في التضادّ صحيحة ، تدلّ على الحكمة التي خصّت بها
العرب دون سائر الأمم ، لأنّ العزّ من العزاز ، وهي الأرض الصلبة الشديدة والذلّ
خلاف الصعوبة. ويقال لما وطئ من الطريق ذلّ. وذلّل القطف تذليلا : إذا لان وتدلّى.
ويقال : أجر الأمور على أذلالها ، أي استقامتها أي على الأمر الّذى تنقاد فيه
وتطوع. ومن الباب ذلاذل القميص ، وهو ما يلي الأرض من أسافله ، الواحدة ذلذل.
التهذيب 14/ 406- عن الكسائي : فرس ذلول من الذلّ ورجل
ذلول بيّن الذلّة والذلّ. قال ابن الأعرابى : {أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ } [المائدة : 54] - رحماء رفيقين بالمؤمنين ، {أَعِزَّةٍ عَلَى الْكٰافِرِين}َ- غلاظ شداد. وقال الزجّاج : معنى {أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ}- جانبهم ليّن على
المؤمنين ، ليس انّهم أذلّاء مهانون.
وقوله {أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ} [المائدة : 54] - جانبهم غليظ على الكافرين. وقوله {وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا} [الإنسان : 14] - هذا كقوله- {قطوفها دانية}- كلّما أرادوا أن
يقطفوا منها ذلّل ذلك لهم فدنا منهم قعودا كانوا أو مضطجعين أو قياما. ويقال حائط
ذليل وبيت ذليل أي قصير من الأرض ، ورمح ذليل قصير. ويجمع الذليل من الناس أذلّة
وذلّانا ، ويجمع الذلول ذللا. وقوله {فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا} [النحل : 69] - نعت للسبل ، يقال سبيل ذلول. ويقال إنّ الذلل من
صفات النحل أي ذلّلت لتخرج الشراب من بطونها.
مفر- الذلّ ما كان عن قهر يقال ذلّ يذلّ ذلّا. والذلّ ما
كان بعد تصعّب وشماس من غير قهر يقال ذلّ يذلّ ذلّا. وقوله تعالى-. {وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ} [الإسراء: 24] - أي كن كالمقهور لهما ، وقرئ جَنٰاحَ الذِّلِّ أي
لن وانقد لهما.
يقال الذلّ والقلّ ، والذلّة والقلّة. قال تعالى- {تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ...}
، {وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ...} [البقرة : 61] ، {غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ} [الأعراف : 152].
الفروق 206- الفرق بين التذلّل والذلّ : أنّ التذلّل فعل
الموصوف به وهو إدخال النفس في الذلّ كالتحلّم إدخال النفس في الحلم ، والذليل : المفعول
به الذلّ من قبل غيره في الحقيقة وان كان من جهة اللفظ فاعلا ولهذا يمدح الرجل
بأنّه متذلّل ، ولا يمدح بانّه ذليل ، لأنّ تذلّله لغيره اعترافه له والاعتراف حسن
، ويقال العلماء متذلّلون للّه تعالى ولا يقال أذلّاء له سبحانه.
والفرق بين التواضع والتذلّل : أنّ التذلّل اظهار العجز
عن مقاومة من يتذلّل له ، والتواضع اظهار قدرة من يتواضع له ، سواء كان ذا قدرة
على المتواضع أولا ، ألا ترى أنّه يقال العبد متواضع لخدمه ، ولا يقال : يتذلّل
لهم لأنّ التذلّل اظهار العجز عن مقاومة المتذلّل له وانّه قاهر.
والفرق بين الذلّ والضعة 207- أنّ الضعة لا تكون الّا
بفعل- الإنسان بنفسه ولا يكون بفعل غيره وضيعا ، كما يكون بفعل غيره ذليلا وإذا
غلبه غيره قيل هو ذليل ولم يقل هو وضيع ، ويجوز أن يكون ذليلا لأنّه يستحقّ الذلّ
كالمؤمن يصير في ذلّ الكفر وهو عزيز في المعنى.
الفرق بين الذلّ والخزي : أنّ الخزي ذلّ مع افتضاح.
والفرق بين الذلّ والصغار : انّ الصغار هو الاعتراف
بالذلّ والإقرار به واظهار صغر الإنسان ، وخلافه الكبر ، وهو اظهار عظم الشأن.
والفرق بين الإذلال والإهانة : أنّ إذلال الرجل للرجل هنا
أن يجعله منقادا على الكره أو في حكم المنقاد. والاهانة أن يجعله صغير الأمر لا
يبالى به. والاذلال لا يكون الّا من الأعلى للأدنى ، والاستهانة تكون من النظير
للنظير ، ونقيض الاعزاز الاذلال ، ونقيض الاهانة الإكرام.
والتحقيق
أنّ الأصل الواحد في هذه المادّة : هو الهوان والصغار في
مقابل من هو أعلى منه ، كما أنّ العزّة هو التفوّق والاستعلاء بالنسبة الى غيره
الّذى هو دونه. فهذا أمر حقيقىّ واقعىّ. وقد يكون كلّ منهما ظاهريّا بالتظاهر
والتكلّف وإدخال النفس فيه ، كما في التذلّل والتحلّم والتعزّز ، فانّ التفعّل
يدلّ على قبول التفعيل والاعتراف للتاثّر في قبال التأثير والإيقاع.
ثمّ انّ مفهوم الذلّة امّا متكوّن في النفس فيكون محلّه
وموضوعه هو النفس الإنساني وحقيقة وجوده ، وهذا المعنى يرجع الى قوة النفس وقدرتها
ونورانيّتها و- شدّة روحانيّتها ، ويعبّر عنها بكمال الايمان والمعرفة ، وحصول
اليقين والطمأنينة ، وتحقّق الشهود والبصيرة ، ورفع الكدورة والحجاب والظلمة ، والتعلّق
بالملإ الأعلى ، والانقلاع عن عوالم الناسوت- النفس في وحدته كلّ القوى.
وهذا هو الحقّ والحقيقة الخالصة في مقام الذلّة والعزّة-.
{إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ
فِي الْأَذَلِّينَ} [المجادلة : 20] -. {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ
مِنَ الذُّلِّ} [الإسراء : 111] -. {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ
الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ} [المنافقون : 8].
وامّا متحصّل بالعوارض والأعمال والجهات الخارجيّة :
كالذلّ والحقارة الحاصلة من الفقر أو الجهل أو الضعف أو غيرها-. {وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ} [البقرة : 61] ، . {إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ
رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ} [الأعراف : 152] ، . {جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ } [يونس : 27] - أي تحصل لهم ذلّة في مجتمعهم وبالنسبة الى آخرين في
اثر انحرافهم واعراضهم عن الحقّ وسيّئات أعمالهم.
{وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ
اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ} [آل عمران : 123] - أي في مقابل الأعداء من جهة ضعف في التجهيزات
والقوى بالنسبة اليهم.
{قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ
الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ
وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ} [آل عمران : 26] - الملك
اسم من التملّك ويشمل كلّما يقبل الملكيّة من أي نوع في عالم المادّة أو في ما
وراء تلك العالم ، فالملك والعزّة والذلّة تشمل مفاهيمها ما يتكوّن أوّلا وبالذات
، أو ما يتحصّل بالجهات الخارجيّة.
وقلنا انّ العزّة والذلّة مفهومان نسبيّان ، كلّ بالنسبة
الى آخر ، فيكون الاعزاز والاذلال ناظرين الى إعزاز بالنسبة الى آخرين وإذلال
نسبىّ ، لا الى- إعزاز وإذلال مطلقين.
فلا يبقى اشكال في نسبة الإذلال الى اللّه المتعال وكونه
معزّا ومذلّا : فانّ مرجع الإذلال التكويني الى تكوين مراتب الوجود ، وإيجاد
الذوات المختلفة من جهة انتسابها الى مراتب عالية. ومرجع الاذلال الخارجي الى
عوارض ثانويّة حاصلة من جانبهم ، فالعزيز عزيز بالنسبة الى ما دونه ، والذليل ذليل
بالنسبة الى ما فوقه وان كان عزيزا إذا انتسب الى ما هو أذلّ منه.
وأمّا العزيز المطلق : فهو اللّه المتعال ، إذ لا عزّة
فوقه-. {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ
الذُّلِّ} [الإسراء : 111].
والتذليل : جعل الشيء ذليلا وتحت النفوذ والسلطة-. {وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ...} [يس : 72] ، {وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا} [الإنسان : 14] ، - أي جعلنا الأنعام ذللا لكم وكذلك القطوف-. {إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي...} [البقرة : 71] ، {فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا..} [النحل : 69] ، {جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا...} [الملك : 15] {وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ} [البقرة : 61] - فهم لا يزالون في هوان قبال آخرين وليس لهم
استبداد واستقلال وغناء في أنفسهم.
ويدلّ على كون هذه المادّة في مقابل مادّة العزّة- {وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ...} [آل عمران : 26] ، {أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ...} [المائدة : 54] ، {وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً} [النمل : 34].
ويدلّ على كون المادّة في مقابل الخشوع والخزي والمسكنة
والقتر ومغايرا لها :
آيات-. {مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَى...} [طه: 134] ، {خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ...} [الشورى : 45] ، {وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ...} [يونس : 26] ، {خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ} [القلم : 43] *.- راجع- الخضع ، الخشع ، الخزي.
فظهر أنّ الأصل في المادّة : هو الهوان في مقابل من هو
أعلى منه ، وأمّا مفاهيم الهوان والضعف واللين والعجز على إطلاقها : فليست من
الحقيقة. وأمّا السهولة والاستكانة والخضوع والقصور والانقياد : فمن لوازم الأصل.
ثمّ انّ الذلّ بمناسبة الكسرة يدلّ على لين وانقياد زائد
، وعلى هذا يقال انّه في مقابل الصعوبة- {بَقَرَةٌ لَا ذَلُولٌ ... } [البقرة : 71] - {تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ }*. وبهذه المناسبة لم
تستعمل هذه الصيغة منسوبة الى اللّه المتعال- {ولَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ...} ، {واخْفِضْ لَهُمٰا جَنٰاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ}.- فانّ المورد ليس مقام تحقير وتذليل - راجع العزّ.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|