أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-10-2015
3355
التاريخ: 26-8-2020
1821
التاريخ: 31-10-2017
1264
التاريخ: 19-6-2017
1525
|
الاستلام والعمل في الجهاز العصبي
تشير الدراسات الى ان البنيان التشريحي ومدى تقدم ونمو الاجهزة التي يمتلكها الحيوان عوامل تؤدي دوراً مهماً في التأثير في سلوك الحيوان ، وعلى هذا الاساس تتمايز وتتباين القدرات الجسمية تبعا لانماط السلوك المختلفة.
ان بعضا من السلوكيات العامة يمكن رؤيتها في العديد من المجموعات الحيوانية وان سلوكيات المجموعات المتباينة قد تتأثر بعوامل معينة اعتيادية، فالسلوك هو احدى الطرائق التي قد يتكيف فيها الحيوان للتبدلات او التغيرات البيئية، وان الاساس الفسلجي للسلوك يعتمد على الفعاليات المتعددة للجهاز العصبي في الحيوان فجميع الحركات قد تفسر اخيرا على اساس نمط الفعاليات العصبية ونمط الارتباطات العصبية العضلية التي تدخل في تكوين هذه الانماط.
ان الاستجابة السلوكية هي تكيفات اما من اجل بقاء الفرد او النوع ، وان بعضا من الاستجابات السلوكية قد تؤدي الى موت الفرد ولكنها تزيد من بقاء النوع وادامته ، من خلال استمرارية الصغار ، وان كل نمط سلوكي يجب ان يوظف لكي يمكن الحيوان من العيش مدة كافية لان تجعله يتكاثر ، لذا فان الحيوان يجب ان يتجنب المحيط الذي يجلب له الهلاك والمفترسات والطفيليات فضلا عن التنافس مع افراد نوعه ، فهو يجب ان يحصل على الطاقة والمواد الغذائية وعلى الجنس الآخر في وقت التناسل وقد تكون عليه حماية الصغار وتعليمهم ، وهكذا يمكننا ان نستنتج لنه لا يوجد نوعان من الحيوانات يمكنها انجاز كل ما ذكر بالطريقة نفسها وعلى النمط عينه لان السلوك في الحقيقة متباين كتباين التركيب الحياتي ، وهو ايضا احد الصفات المميزة للنوع على ما هو الحال بالنسبة للحجم واللون والشكل والرائحة ، فالنمط السلوكي اذن مقرر بقابلياته المستلمة Receptors والفاعلة Effectors والجهاز العصبي وكل ذلك مصمم تطويرا.
-1 الفعالية الذاتية Spontaneous activity
ان انماطاً من السلوك قد تحدث ذاتيا ، وتكون مستقلة تماماً من محفز من محيط خارجي او ان المحفز قد يخدم ببساطة لاطلاق منهج عصبي مركزي منمط ومعقد. فمثلا الدودة المسماة Lugworm البحرية التي تعيش في نفق على شكل الحرف U محفور في الطين تبقيه مفتوحا عن طريق حركات عضلية متتالية Rhythmic وهذا لا ينشأ كاستجابة لمحفز محيطي او بيئي ولكنه ينشأ من سلسلة من الفعاليات الموقوتة الذاتية في العقد العصبية المختلفة للدودة. فالدماغ ليس ضرورياً في هذه الفعايات ويمكن ان تلاحظ هذه الفعالية في قطع معزولة من الدودة.
وهناك انواع من السلوك مبرمجة في الجهاز العصبي المركزي ويحتاج فقط الى التحفيز بمحفز خارجي ، فالريح التي تؤثر في مستلزمات خاصة في رأس الجرادة تبدئ محفزات من الدماغ الى العقد العصبية الصدرية وهذه بدورها ترسل محفزات Impulses الى الاعصاب المحركة التي تجهز عضلات الاجنحة مؤدية الى فعل الطيران ، وان نمط المحفزات من العقد العصبية الصدرية تقرر التتابع في عضلات الطيران حتى ان قطعت العضلات جميعها بحيث لا تكون هنالك تغذية راجعة Feed back مما شمى Proprioceptors في الاجنحة فان النمط الاعتيادي العصبي يصدر عن العقد العصبية الصدرية.
ان عددا من الطيور التي تبني اعشاشها على الارض تسترجع او تعيد أية بيضة تتدحرج من عشها بمنقارها إذ تضع نهاية المنقار على النهاية البعيدة من البيضة ثم تدحرجها الى العش من تحريك المنقار من جانب الى آخر لتمتع البيضة من الافلات من المنقار ، واذا ما استبدلت البيضة باسطوانة لا تتارجح فان الحركة من جانب الى آخر للمنقار تتوقف ، واذا ما ازيلت البيضة او الاسطوانة بعد ان بدأت حركة الاستعادة فان المنقا يستمر في الحركة نحو الصدر. ان هذا التصرف هو نمط مثبت يبدأ نتيجة المحفز - منظر البيضة خارج العش - ويستمر بصورة مستقلة ، اما الحركة من جانب الى آخر فانها تكون بسبب المحفز المتمثل بالتغذية الراجعة المتأتية من البيضة المتدحرجة غير المنتظمة وهي ببساطة تحور توجه النمط الاساس.
2 -المحفزات والعلامات Stimuli's & Signs :
ان المستقبلات Receptors عبارة عن مرشحات ضيقة المسالك تمرر مدى ضيقا من الطاقة البيئية وتمرر مستقبلات الانواع المختلفة مديات مختلفة فنحل العسل على سبيل المثال يرى عالما مختلفا عما تراه ، بان عيون النحل حساسة للاشعة فوق البنفسجية Ultraviolet وليس للضوء الاحمر اذ ان تردد عين الانسان هو نحو (50) في الثانية بينما تردد عين النحل (250) / ثانية لذا فان المصباح الذي نراه ، يعطي ضوءا مستقر بالنسبة لنا يقع في تردد او تذبذب 60-50 / ثانية بينما يظهر الضوء نفسه للنحل متذبذبا.
ان الانسان واللبائن المقدمة الاخرى المنحدر من اسلاف شجرية Arboreal اصبحوا معتمدين على حاسة النظر بينما اعتمدت لبائن اخرى على حاسة الشم ، وان أغلب متصيدي اللبائن تستعمل حاسة الشم في الدفاع عن اقليمها للتميز بين الاعداء والاصدقاء ، والتميز بين الذكر والانثى والصغار والبالغين، فاستعمال الفورمونات Pheromones في الاتصالات بين الحيوانات باستعمال حاسة لشم معروفة. ان هذه المادة تفرز من غدد خارجية الافراز تطلق افرازاتها الى المحيط الخارجي وتؤثر في سلوكية الحيوانات الاخرى في النوع نفسه فهذه المادة اذن تستعمل واسطة اتصال او نقل للمعلومات بوساطة حاسم الشم.
ان بعض انواع الفورمونات تعمل بطريقة ما على مستلمات الجهاز العصبي المركزي وتنتج فعالية سلوكية آنية ومثال ذلك حاذب الجنس في العث والفورمون الذي يطلقه النمل للتحذير ولتعين المسار الذي يسلكه. وهناك انواع اخرى من الفورمونات تعمل ببطء وتحفز سلسلة من الاحداث الفسيولوجية في المستلمات التي تؤثر نمو الحيوان وتكوينه ، منها منظم النمو في الجراد ، والضابط للاعداد المتكاثر والجنود في مستعمر الارضة.
وما يقال عن الفورمونات ودورعا في السلوك في الحشرات يمكن ان يقال عن اللبائن فعند وضع أربع اناث فأر أو أكثر في قفص يلاحظ مادة مرتفعة في تكرار الحمل الكاذب ، وعند ازالة الفصوص الشمية فان هذه الظاهرة تختفي ، وعندما توضع اناث أكثر في القفص فان الدورة الحيضية تصبح غير منتظمة ، ولكن عند وضع ذكر في القفص فان رائحته يمكنها ان تحفز الدورة في كل الاناث وتنظمها وتقلل من حدوث التكاثر غير الطبيعي.
ان الصوت من المؤثرات الرئيسة الاخرى في سلوك الفقريات ، فالاصوات في الضفادع لها خصوصية في النوع الواحد وهذا ما يكسبها اهمية كبيرة في جذب الجنس ، كذلك الامر بالنسبة للطيور. وهناك كما هو معلوم اختلافات واضحة في القابلية الحسية للحيوانات وخير مثال على ذلك الخفافيش وطريقة تعيينها موقع الحشرة الا ان نوعا من العث يمكنه تجنب افتراس الخفاش له من خلال سماع الموجات الصوتية عالية الذبذبات للخفاش.
ان الجهاز العصبي المركزي في عدد كثير من الحيوانات يمكنه نبذ المحفزات البيئية ذات الاهمية القليلة. وان قطعا معينة لشبكية عين الضفدع مختصة للتعامل مع اشياء صغيرة محدبة معتمة ، وان المادة الغذائية للضفدع هي الذباب وتتجاوب الضفادع مع الاشياء الصغيرة المعتمة الدائرية المتحركة القريبة أكثر من الكبيرة البعيدة غير الواضحة، ان مثل هذه المحفزات المرئية غالبا ما تخدم المحفز لعمل نمط ثابت من السلوك.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|