تطور الحيوانات الدنيا

تظهر الكائنات الحية جميعها صفات مشتركة ولا سيما عند المستويات الجزيئية والخلوية للتنظيم وهذا ما يشير إلى انحدار المجموعات الحيوانية من سلف مشترك ، إذ ان هناك فرضية مقبولة من الناحية النظرية يمكن من خلالها تثبيت علاقات بين الكائنات الحية جميعها وتميز الأحياء الاولى التي اشتقت وانحدرت منها المجموعات المختلفة للأحياء، وعلينا تتبع الخطوط التطورية بين هذه المجموعات بشكل معكوس (إلى الوراء) وصولا إلى الاشكال الاولى من اكواد الحية وهذا هو هدف الباحثين في موضوع العلاقات التطورية .Phylogeny

نظرا لإنقراض مجموعات كنيرة من الأحياء وانعدام سجل المتحجرات للاثكال الاولى من الحياة فإن الخطوط الاولى للتطور التي يمكن الوصول اليها من خلال قليل من المتحجرات في الحقبة الزمنية الغني سبقت العصر الكامبيري Cambrian والتي يزيد عمرها على نصف بليون سنة، ففي المتحجرات هناك ادلة على وجود الطحالب وحيوانات شبيهة بالبولب وهذا ما يؤيد فكرة وجود الحيوانات متعدد الخلايا Metazoan. والسؤال الذي يفرض نفسه هنا ما سبب قلة المتحجرات في العصر الكامبيري؟

والجواب عن هذا السؤال يمكن تلخيصه بالآتي :- ان الحيوانات الصغيرة ذات الاجسام الناعمة ، لا يمكن حفظها بعد موتها لاسيما ان الحيوانات الاولى على ما يبدو من سجل المتحجرات كانت تعيش في البحار الضحلة حيث تتواجد العوامل المحللة والمفككة، فضلاً عن كون البحار التي نشأت وتطورت فيها الحياة غير حاوية على الاملاح المعدنية بكميات كافية وضرورية لعملية تكوين المتحجرات.

ان علماء الأحياء ما انفكوا يحاولون الاجابة عن عدة استفسارات تتناول قصة التطور المبكر لعالم الاحياء ومن بين هذه الاستفسارات ما يأتي : ما امكانات التطور التي رافقت مجموعات الأحياء الاولى ؟ وما الروابط الممكنة بين المجموعات المتقدمة من الاحياء ؟

وما الخطوات التي صاحبت تطور الأحياء احادية الخلية إلى احياء متعددة الخلايا بسيطة ؟

لقد حاول العلماء الاجابة عن هذه الاستفسارات كلها وغيرها من خلال عدد من الفرضيات التي اقترحت عبر سنوات طوال وتناولوا فيها تفسير منشأ الحيوانات متعددة الخلايا ، إلا ان اغلب هذه الفرضيات كانت بحدود الامكانيات المتاحة مجرد خيال .