إن نمط التحضر في الدولة يمكن تشكيله بطريقة مناسبة ، عندما تكون الدولة في دور تكوين التصنيع، مما يستدعي ضرورة التنسيق بين سياستي التصنيع والتحضر، وذلك لتفادي كثير من المشكلات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والستراتيجية، منها على سبيل الذكر مشكلات الإسكان وخدمات المجتمع وهجرة العاملين ، ويمكن أن تلعب المستوطنة الصناعية دوراً مهماً في كل من التنمية الصناعية والاقتصادية والتخطيط الحضري والإقليمي وتصلح لأن تكون جسراً يرتبط بين سياستي التصنيع والتحضر.

وهكذا يمكن عد المستوطنات الصناعية جزءاً من خطة التخطيط الحضري والإقليمي وجزءاً من خطة التنمية الصناعية. ويمكن توضيح هذه العلاقة في شكل (1) الذي يبين طبيعة العلاقة المتداخلة والمترابطة بين المستوطنات الصناعية وخطة القطاع الصناعي من ناحية وبين هذه المستوطنات وتخطيط استعمالات الأرض من ناحية أخرى ، وبالتالي فهناك سياستان أساسيتين إحداهما تتعلق بالتنمية الصناعية والأخرى بتخطيط التنمية الحضرية والإقليمية وسوف نناقش إسهامات المستوطنة الصناعية في أهداف كلا السياستين :