أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-5-2017
17615
التاريخ: 22-8-2020
2126
التاريخ: 24-3-2021
2333
التاريخ: 16-2-2022
2490
|
إن الحضانة في الاساس مرتبطة بالرضاعة ، وبما ان المرأة تمتلك القدرة على القيام بأمور الطفل ، فان حياة الطفل ترتبط بها منذ ان اصبح رحمها المكان الانسب لنطفته ، وهو خير بيت يحمي الجنين فيه وينمو بعد خلقته وعلى اثرها جاءت الرضاعة التي هي جزء لا يتجزأ من الحمل والانجاب ، ويبقى حليبها هو الغذاء الافضل للطفل كما اعترف العلم الحديث بذلك ، ووردت احاديث من الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) واهل بيته (عليهم السلام) في هذا الاتجاه ايضا ، ومن هنا فان حرمان الطفل من امه ظلم لا يغتفر ، وله اثار سلبية تظهر في الكبر ، ولقد اكتشف العلماء حديثا ان الكثير ممن يبتلى بضغط الدم ناتج من حرمانه حليب الام ، كما ذكروا بان افراغ الحليب من ثدي الام يحول دون اصابة الثدي بالسرطان ، بالإضافة الى مص الطفل لثدي امه هو الاخر يقلل من نسبة اصابة الثدي بالسرطان ، الى غيرها من اثار وفوائد للطرفين . ومن المعلوم ان الرضاعة امدها سنتان بلا خلاف حيث قال تعالى: {حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا} [الأحقاف: 15] . ورغم ان الرضاعة حق من حقوق الطفل الا ان الام لها الحق في اخذ الاجرة على ذلك من زوجها (1) ان لم تتبرع بذلك ، حيث ان المسؤولية تقع على الاب. ولا خلاف بان الام احق بحضانة الطفل من غيرها ان شاءت ، وكانت مأمونة على الطفل من عقيدتها وسلوكها ، ولم تتزوج ، واقل الحضانة سنتان ، واكثرها سبع سنين على خلاف في ذلك ، وربما قالوا حتى البلوغ او التمييز ، واما بعد ذلك فيأتي دور الاب في تحمل مسؤولياته (2) .
ولا تنافي بين كون الام احق بالحضانة وبين ان لها الحق في ان تقبض الاجر على حضانتها للطفل ، وذلك حفضا على حقوقها المادية والمعنوية ، وحقوق الطفل ايضا ، وهذا دليل اخر على أن الاسلام قد حافظ على الطفل والام ولم يترك جانبا من جوانب المسالة الا وبينها ورعاها. فالطفل في هذه الفترة بحاجة الى الحنان والعطف اللذان مصدرهما الام ، دون الاب ، واما بعد ذلك فان الطفل بحاجة الى مراقبة وتربية ورعاية ، فالأب اقدر على ذلك من الام ، وما يحاك ضد الاسلام حول رعاية الطفل وحرمان الام منه محض افتراء .
___________________________
(1) في دراسة حول القوانين وحقوق المرأة والتي انتشرت في اواخر الثمانينيات من القرن الماضي من خلال مؤتمر المرأة العالمي ، كشفت البحوث آنذاك ان الشريعة الاسلامية كقانون اعطت المرأة من الحقوق ما لم يوجد في اي من القوانين الوضعية حتى تلك التي تصدرها الدول الداعية الى تحرير المرأة . ومما اشارت اليه الدراسة هو ان الاسلام اعطى للمراة حق الاجرة عن ارضاع الطفل ، وترك لها ان تتبرع بذلك ، راجع اليونسيف ــ حقوق ألمرأة ــ المعدة .
(2) راجع الفقه الاستدلالي : 7/742 ، منهاج الصالحين : 2/315 .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|