أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-2-2021
2176
التاريخ: 3-2-2022
2295
التاريخ: 2024-06-01
694
التاريخ: 29-12-2022
1864
|
إن الورع على أقسام :
الأول : ورع التائبين وهو ما يخرج المكلف به عن الفسق ويوجب قبول شهادته.
الثاني : ورع الصالحين ، وهو ما يخرج المكلف به عن الشبهات .
الثالث : ورع المتقين ، وهو ترك الحلال الذي يتخوف انجراره إلى الحرام ، وفي الحديث عن نبينا الأعظم (صلى الله عليه واله) يكون الرجل من المتقين حتى يدع ما لا بأس به مخافة أن يكون فيه بأس " ، مثل أن يترك الكلام مع الغير مخافة الوقع في شبهة الحرام.
الرابع : ورع الصديقين ، وهو الإعراض عن غير الله تعالى خوفاً من ضياع ساعة من العمر فيما لا فائدة فيه .
رزقنا الله تعالى رشحة من رشحاته .
ولكل من هذه الأقسام مراتب ودرجات.
كما أن الفرح كذلك ، خصوصاً عنده جلت عظتمه ، ولكن رحمته سبقت كل شيء وفضله عم.
وذيل الرواية من باب ذكر أكمل الأفراد وأجل المصاديق، وبهذا المعنى وردت روايات أخرى ، ففي بعضها أن رسول الله (صلى الله عليه واله) من النبيين وعلي (عليه السلام) من الصديقين ، والشهداء الحسن والحسين (عليه السلام) ، والصالحون حمزة ، وحسن أولئك رفيقاً سائر الأئمة (عليه السلام) ، وفي بعضها : والصالحون هم الكل من المؤمنين .
وفي بعضها : الصالحون ابنتي فاطمة (عليه السلام) وأولادها ، فلا منافاة بينها لما تقدم .
وفي الكافي عن الصادق (عليه السلام) : " المؤمن مؤمنان ، مؤمن وفي الله وشروطه التي اشترطها عليه ، فذلك مع النبيين والصديقين والشهداء الصالحين وحسن أولئك رفيقا ، وذلك ممن يشفع ولا يشفع له ؛ وذلك ممن لا تصيبه أهوال الدنيا ولا أهوال الآخرة.
ومؤمن زلت به قدم ، فذلك كخامة الزرع كيف ما كفأته الريح انكفأ ، وذلك يصيبه أهوال الدنيا وأهوال الآخرة ، ويشفع له ، وهو على خيرا ".
أقول : لعل المراد من أهوال الدنيا أهوال البرزخ ، وإلا فقد ورد :
" أنه كلما زيد في إيمان المؤمن ، زيد في بلائه " ، وقد ورد : " أنه هل كتب البلاء إلا على المؤمن ".
أو أن المراد بأهوال الدنيا ما يوجب ضعف عقيدته والتشكيك في دينه.
وكيف كان ، فإن التقسيم الوارد فيها حب مراتب الإيمان ، فإن أجل مراتبه وأكمله ما ورد في المؤمن الذي وفى الله تعالى بشروطه ، كما في الرواية، وفي هذا المعنى ورد قوله تعالى : {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} [يونس: 62، 63]
وقد وردت روايات كثيرة عن الأئمة الهداة (عليه السلام) : " المؤمن يشفع يوم القيامة " ؛ لأن للإيمان الحقيقي الواقعي آثارا ، منها أنه تعالى يخول إلى المؤمن صحائف الخلق في يوم المعاد ، فيشفع فيهم حسب إرادته عز وجل .
والخامة : ألفها منقلبة عن واو وهي الغصنة اللينة من الزرع ، وفي الحديث : " مثل المؤمن مثل الخامة يفيئها الرياح ".
وفي أمالي الشيخ بإسناده إلى علي (عليه السلام) قال : " جاء رجل من الأنصار إلى النبي (صلى الله عليه واله) فقال : يا رسول الله ، ما أستطيع فراقك ، وإني لأدخل منزلي فأذكرك فأترك ضيعتي واقبل حتى أنظر إليك حباً لك ، فذكرت إذا كان يوم القيامة وادخلت الجة فرفث في أعلى عليين ، فكيف لي بك يا نبي الله ؟!
فنزل قوله تعالى : {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} [النساء : 69] ، فدعا النبي (صلى الله عليه واله) الرجل فقراها عليه وبشره بذاك ".
أقول : وقريب منها ما في الدر المنثور وأسباب النزول للواحدي وغيرهما باختلاف يسير لا يضر بأصل المعنى ، فإن الحب الواقعي الذي يوجب اتباع المحبوب في كل ما يريده ، يستلزم عدم الفراق بينهما في العوالم كلها ، فعن نبينا الأعظم (صلى الله عليه واله) : " المرء مع من احب ".
وعن سيد العرفاء علي (عليه السلام) في دعائه الملكوتي : " فهبني يا إلهي .. صبرت على عذابك ، فكيف اصبر على فرافك " ، فتكون الآية المباركة من باب التطبيق.
وفي صحيح مسلم وسنن النسائي وغيرهما ، عن ربيعة بن كعب الأسلمي قال : " كنت أبيت عند النبي (صلى الله عليه واله) فآتيه بوضوئه وحاجته.
فقال (صلى الله عليه واله) : سل ، فقلت : يا رسول الله أسألك مرافقتك في الجنة.
قال : أو غير ذلك ؟
قلت : هو ذاك ، قال : فأعني على نفسك بكثرة السجود".
أقول : السجود لله تعالى مع شرائطه له آثار وضعية وثواب عظيم ،منها ما ذكره النبي (صلى الله عليه واله) ، فالرواية من باب التطبيق.
أخرج ابن جرير عن الربع قال : " إن اصحاب النبي (صلى الله عليه واله) قالوا : قد علمنا أن النبي (صلى الله عليه واله) له فضل على من آمن به في درجات الجنة ممن تبعه وصدقه ، فكيف لهم إذا اجتمعوا في الجنة أن يرى بعضهم بعضاً ؟
فأنزل الله تعالى هذه الآية في ذلك ، فقال له النبي (صلى الله عليه واله) : إن العليين ينحدرون إلى من هو أسفل منهم فيجتمعون في رياضها ، فيذكرون ما أنعم الله عليهم ويثنون عليه ".
أقول: على فرض صحة الرواية ، انحدار العليين لأجل ذكر نعم الله تعالى وبيانهم لغيرهم والثناء عليه تعالى ، أو لأجل اشتهائهم فتحصل المعاشرة والمصاحبة قهرا ، والرواية من باب التطبيق ، وأما صعود من هو أسفل إلى العليين في الجنة فلا يتحقق ؛ لأن لكل مؤمن درجة وشأنا ولياقة ، وذلك لا ينافي قوله تعالى : {وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ} [فصلت : 31] ، فإن ذلك لا يتجاوز حدود اللياقة والأهلية إلا إذا شاء الله تعالى.
العياشي عن عبد الله بن جندب ، عن الرضا (عليه السلام) ، قال : " حق على الله أن يجعل وليناً رفيقاً للنبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ".
أقول : المراد من صدر الرواية أنه تعالى ألزم على نفسه حسب إرادته أن يجعل المؤمن الواقعي رفيقاً لتلك الطوائف في الجنة ، وذلك من باب ترقب المسبب على السبب ، والرواية من باب ذكر أجلى المصاديق وأكملها.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|