أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-12-2022
1447
التاريخ: 26-10-2019
2051
التاريخ: 17-12-2020
2067
التاريخ: 23-5-2021
2438
|
يعتبر جوزيف بوليتزر رمزا لعصر الصحافة الجديدة ٠ كان هو نفسه مهاجرا قضى فترة تدريب على الصحافة كمحرر قبل تأسيس جريدة بوست ديسباتش في سانت لويس سنة ١٨٧٨ . وفي السنوات الخمس التالية جعل منها الجريدة الطليعية في المدينة وذلك بتقديم ما يريده القراء . وأسس صفحة انتاجية هجومية شرسة . والتزم بالدقة ، والبحث الدؤوب عن الحقيقة ، وشمول التغطية للأخبار المحلية ، وجودة الصياغة ، ومن بين أشهر تعليقاته الصادرة لطاقم العاملين قوله " الدقة ! الدقة ! الدقة !! او قول آخر هو " الإيجاز " والتركيز الذكي وليس الغبي " وهناك أمر آخر يبين اهتمامه بالجانب الخفيف من الأخبار ذلك أنه كان يذكر محرريه بالبحث عن الأخبار ذات المعنى ، والأخبار " الأصلية ، والمتميزة ، والدرامية ، والمحركة للخيال ، والمثيرة للعواطف ، والمنقطعة النظير ، والغريبة ، والطريفة ، والمرحة ، والشاذة ، والتي تدفع الناس للحديث عنها " .
وفي سنة ١٨٨٣ ترك بوليتزر جريدة بوست ديسباتش كتذكار له في سانت لويس وغزا مدينة نيويورك بشراء جريدة ورلد المتوقفة عن الصدور ، فوصلت الجريدة إلى رقم قياسي في التوزيع تجاوز ٢٥٠ ألف نسخة ، وبذلك تفوقت على جريدة هيرالد الأولى في حجم الإعلانات ، وأصبحت حديث الناس في كافة أنحاء البلاد .
ويتدرج نجاح بوليتزر تحت حقيقة أنه لم ينس الوظيفة الأساسية للصحافة وهي الأخبار ، ينما كان يغازل القراء الجدد بتقديم المادة الترفيهية والعاطفية . وكان يقدم لجمهوره ما يساوي الأموال التي يدفعها في صورة التكافؤ ، وحجم تغطية الأخبار ذات المعنى التي كان يعرضها بشكل يشيع البهجة . واستغل الأموال في توظيف طاقم متمكن من الصحفيين ، ولم يتخلف عن استخدام الابتكارات الميكانيكية التي أتاحت للمحررين تصنيف إنتاج أفضل . وربط بين الصفة الشعبية والروح الهجومية في التحرير ، وبين المهارة العظيمة في الترويج ليجعل جماهير القراء تشعر بأن جريدة ورلد هي صديقها . واستخدمت وولد العناوين الضخمة ، والقصص الإنسانية ، والرسومات ، وغير ذلك من الأبواب العاطفية لاجتذاب الجماهير إلى موضوعات الجريدة الجادة ومحتوياتها التحريرية . وأضافت ورلد ملاحق يوم الأحد الشعبية ، والجوانب الترفيهية وذلك عندما غامرت بإدخال الطباعة الملونة في بداية العقد الأخير من القرن التاسع عشر .
ولم يشعر بعض منافسي بوليتزر بالخاصية المميزة لإنتاجه الصحفي وأعلنوا خطأ أن الإثارة وحدها هي التي جعلت من ورلد جريدة ناجحة . وأحد هؤلاء المنافسين هو وليم راندولف هيرست الذي تخلف على جريدة سان فرائسيسكو إجزامينر في سنة ١٨٨٧ ، ثم غزا نيويورك في سنة ١٨٩٥ بشراء جريدة جورنال . وقد أدت حرب التوزيع بين بوليتزر وجريدته ورلد وبين هيرست و جريدته جورنال إلى الوصول بالإثارة إلى منعطف جديد . أما الانتقادات التي سلطت على أحد شخصيات ركن الفكاهة في جريدة تايمز وهو " الولد الأصفر Yellow Kid ، فقد أدى إلى إطلاق لقب مماثل على هذه النوعية من الصحافة هو " الصحافة الصفراء " التي كانت تفاخر بأنها الصديق المقدام لصالح " القارئ العادي " ولكنها حطت من اهتمامه بالأخبار ذات المعنى ، وأعلت من قدرته على امتصاص التهريج وأخبار الإثارة المبالغ فيها . والنتيجة هي الإقلال من مكانة الوظيفة الإخبارية التي وصلت الى ذروة مجدها خلال سنوات الحرب الاسبانية الأمريكية ، وبعد سنوات قليلة انسحبت من المنافسة جريدة ورلد وغيرها من الجرائد الجادة ، تاركة أساليب الصحافة الصفراء لهيرست ومقلديه . وإذا كانت الصحافة الصفراء قد عجزت عن تحمل مسئولية إشعال الحرب ، فإن سياساتها الإخبارية قد ساهمت بكل تأكيد في إشعال حمى الحرب سنة ١٨٩٨ .
وكانت هناك جرائد قيادية بارزة في عصر الصحافة الجديدة منها صن جريدة تشارلز دانا التي تصدر في نيويورك ، وقد رعت العديد من المراسلين أو المحررين بالجرائد الأخرى . وعلى كل حال فإن التغيير المناهض وجريدة صن قاوما التيار العمومي الذى قادته جريدة تايمز . وبدأ إدوارد ويليس سكريبس في تطوير مجموعة جرائده وعلى رأسها جريدة بريس التي تصدر في كليفلاند ، وكانت جرائد هذه المجموعة منخفضة السعر وصغيرة الحجم ، وجيدة الصياغة ، ومتقنة التحرير ، وشديدة الهجوم في كلا صفحتي الأخبار والافتتاحية ، أما جريدة ميلفيل ستون وهي ديلى نيوز التي تصدر في شيكاغو ، وجريدة وليم روكهيل نلسون وتسمى ستار التي تصدر في كانساس سيتي فقد كانتا جريدتين اكثر وضوحا تنتميان إلى طراز جرائد الصحافة الجديدة . أما في الجنوب فقد أصبح هنري و. جريدي معروفا بوصفه أكبر مدير تنفيذي للأخبار بسبب عمله في جريدة كونستيتيوشن التي تصدر في أطلانطا ، وأيضا بسبب مهارته كمراسل .
وكان نلسون هو الذى قال إن الصحفى هو " الضفدع الكبير القابع في الحفرة المملوءة بماء المطر " لأنه في خلال تلك الفترة كان الصحفي هو الوحيد الذي يأتي بمفرده . واشتهر رجال مثل ويل إروين ، ولنكولن ستيفنس ، وجاكوب ريس ، وجوليان رالف ، وريتشارد هاردنج ديفيس ، بسبب مهارتهم الصحفية ومآثرهم ، ووقف خلفهم منفذو الأخبار من أمثال جون أ. كوكويل من جريدة ورلد ، وآموس ج. كلامنجز من جريدة صن ، وآرثر بريسيين من جريدة جورنال . وحتى ذلك التاريخ كانت الجرائد اليومية في العواصم قد خطت خطوات واسعة في تطوير اطقم العمل بها ، حيث يوجد رئيس التحرير ومدير التحرير ، ثم يأتي محرر المدينة مسئولا عن المراسلين المحليين ، وبعد ذلك المحرر الليل ، ومحرر التلغرافات الذي كان يشرف على انسياب الرسائل الإخبارية ، هذا إلى جانب الطاقم المسئول عن الرياضة ، والمحرر المالي ، والمحرر الأدبي ، والناقد الدراس ، ومحررو الافتتاحيات ، وكان هناك محررون لإعادة الصياغة تنحصر مهمتهم في التعامل مع المكالمات التليفونية الواردة من المراسلين الخارجين ، وكان هناك محررون يجلسون إلى المكاتب يقومون بمتابعة وضع الموضوعات بالجريدة وكتابة العناوين ، كما تم استخدام أطقم من السيدات ، وطاقم لتحرير طبعة الأحد مكون من الكتاب ووسامي الرسوم الهزلية والفنانين . وتباري الرجال والنساء في الوصول إلى مركز ضمن أطقم الجريدة . ولم تظهر " عاطفية الصحافة " شديدة الجاذية مثلما كانت عليه بالنسبة لهؤلاء المتلهفين من الصحفيين والصحفيات حتى لو كان معظمهم لم يتلق تدريا مهنيا.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|