المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27



معجزات الامام الجواد (عليه السلام)  
  
6903   04:15 مساءً   التاريخ: 21-05-2015
المؤلف : ابي الحسن علي بن عيسى الأربلي
الكتاب أو المصدر : كشف الغمة في معرفة الائمة
الجزء والصفحة : ج3,ص507-511.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن علي الجواد / مناقب الإمام محمد الجواد (عليه السّلام) /

لما توجه أبوجعفر (عليه السلام) من بغداد منصرفا من عند المأمون ومعه أم الفضل قاصدا بها المدينة صار إلى شارع باب الكوفة ومعه الناس يشيعونه فانتهى إلى دار المسيب عند مغيب الشمس فنزل ودخل المسجد وكان في صحنه نبقة لم تحمل بعد فدعا بكوز فيه ماء فتوضأ في أصل النبقة وقام فصلى بالناس صلاة المغرب فقرأ في الأولى الحمد وإذ جاء نصر الله والفتح وقرأ في الثانية الحمد وقل هوالله أحد وقنت قبل ركوعه فيها وصلى الثالثة وتشهد وسلم ثم جلس هنيئة يذكر الله تعالى وقام من غير أن يعقب فصلى النوافل أربع ركعات وعقب بعدها وسجد سجدتي الشكر فلما انتهى إلى النبقة رآها الناس وقد حملت حملا حسنا فتعجبوا من ذلك وأكلوا منها فوجدوه نبقا حلواء لا عجم له وودعوه ومضى (عليه السلام) من وقته إلى المدينة فلم يزل بها إلى أن أشخصه المعتصم في أول سنة عشرين ومائتين إلى بغداد فأقام بها حتى توفي في آخر ذي القعدة من هذه السنة ودفن في ظهر جده أبي الحسن موسى (عليه السلام) .

وعن علي بن خالد قال كنت بالعسكر فبلغني أن هناك رجلا محبوسا أتي به من الشام مكبولا وقالوا إنه تنبأ قال فأتيت الباب ودفعت شيئا للبوابين حتى وصلت إليه فإذا رجل له فهم وعقل فقلت له يا هذا ما قضيتك قال إني كنت رجلا بالشام أعبد الله في الموضع الذي يقال إنه نصب فيه رأس الحسين (عليه السلام) فبينا أنا ذات ليلة في موضعي مقبل على المحراب أذكر الله تعالى إذ رأيت شخصا بين يدي فنظرت إليه فقال لي قم فقمت معه فمشى بي قليلا فإذا أنا في مسجد الكوفة فقال لي تعرف هذا المسجد فقلت نعم هذا مسجد الكوفة قال فصلى وصليت معه ثم انصرف وانصرفت معه ومشى قليلا فإذا نحن بمسجد الرسول (صلى الله عليه واله) فسلم على رسول الله (صلى الله عليه واله) وصلى وصليت معه ثم خرج وخرجت معه فمشى قليلا وإذا نحن بمكة فطاف بالبيت وطفت معه ثم خرج فمشى قليلا فإذا أنا بموضعي الذي كنت فيه أعبد الله بالشام وغاب الشخص عني فبقيت متعجبا حولا مما رأيت ؛ فلما كان في العام المقبل رأيت ذلك الشخص فاستبشرت به فدعاني فأجبته ففعل كما فعل في العام الماضي فلما أراد مفارقتي بالشام قلت له سألتك بالحق الذي أقدرك على ما رأيت منك إلا أخبرتني من أنت فقال أنا محمد بن علي بن موسى بن جعفر فحدثت من كان يصير إلي بخبره فرقي ذلك إلى محمد بن عبد الملك الزيات فبعث إلي من أخذني وكبلني في الحديد وحملني إلى العراق وحبست كما ترى وادعي علي المحال فقلت له فأرفع عنك قصة إلى محمد بن عبد الملك الزيات وشرحت أمره قال افعل فكتبت عنه قصة إلى محمد بن عبد الملك الزيات وشرحت أمره فيها ودفعتها إلى محمد فوقع في ظهرها قل للذي أخرجك من الشام في ليلة إلى الكوفة ومنها إلى المدينة ومنها إلى مكة ومنها إلى الشام أن يخرجك من حبسك هذا قال علي بن خالد فغمني ذلك من أمره ورققت له وانصرفت محروما عليه فلما كان من الغد باكرت الحبس لأعلمه بالحال وآمره بالصبر والعزاء فوجدت الجند وأصحاب الحرس وصاحب السجن وخلقا عظيما من الناس يهرجون فسألت عن حالهم فقيل إن محمول من الشام المتنبئ افتقد البارحة من الحبس فلا ندري أ خسفت الأرض أو اختطفته الطير وكان هذا الرجل أعني علي بن خالد زيديا فقال بالإمامة لما رأى ذلك وحسن اعتقاده .

وعن محمد بن علي الهاشمي قال دخلت على أبي جعفر محمد بن علي (عليه السلام) صبيحة عرسه ببنت المأمون وكنت تناولت من الليل دواء فأول من دخل عليه في صبيحته أنا وقد أصابني العطش وكرهت أن أدعُ بالماء فنظر أبوجعفر (عليه السلام) في وجهي وقال أراك عطشان قلت أجل قال يا غلام اسقنا ماء فقلت في نفسي الساعة يأتونه بماء مسموم واغتممت لذلك فأقبل الغلام ومعه الماء فتبسم في وجهي ثم قال يا غلام ناولني الماء فتناول فشرب ثم ناولني وتبسم فشربت وأطلت عنده فعطشت فدعا بالماء ففعل كما فعل في المرة الأولى وشرب ثم ناولني وتبسم قال محمد بن حمزة فقال لي محمد بن علي الهاشمي والله إني لأظن أن أبا جعفر يعلم ما في النفوس كما تقول الرافضة .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.