أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-8-2016
3852
التاريخ: 2-8-2016
3658
التاريخ: 2-8-2016
3225
التاريخ: 19-05-2015
3891
|
روى ابن بابويه بسند معتبر عن هرثمة بن أعين انّه قال: كنت ليلة بين يدي المأمون حتى مضى من الليل أربع ساعات، ثم أذن لي في الانصراف؛ فانصرفت، فلمّا مضى من الليل نصفه قرع قارع الباب، فأجابه بعض غلماني، فقال له: قل لهرثمة أجب سيدك، قال: فقمت مسرعا و أخذت عليّ اثوابي و اسرعت إلى سيدي الرضا (عليه السلام) فدخل الغلام بين يدي و دخلت وراءه، فاذا أنا بسيدي (عليه السلام) في صحن داره جالس فقال لي: يا هرثمة، فقلت: لبيك يا مولاي، فقال لي: اجلس، فجلست، فقال لي: اسمع و عه يا هرثمة هذا أوان رحيلي إلى اللّه تعالى و لحوقي بجدي و آبائي (عليهم السلام)، و قد بلغ الكتاب أجله و قد عزم هذا الطاغي على سمّي في عنب و رمان مفروك.
فاما العنب فانه يغمس السلك في السم و يجذبه بالخيط بالعنب، و اما الرمان فانه يطرح السم في كف بعض غلمانه و يفرك الرمان بيده ليتلطخ حبة في ذلك السم، و إنّه سيدعوني في اليوم المقبل و يقرب إليّ الرمان و العنب و يسألني أكلها، فآكلها، ثم ينفذ الحكم و يحضر القضاء، فاذا أنا متّ فسيقول أنا أغسله بيدي؛ فاذا قال ذلك فقل له عني بينك و بينه، إنّه قال لي: لا تتعرض لغسلي و لا لتكفيني و لا لدفني، فانك ان فعلت ذلك عاجلك من العذاب ما أخر عنك، و حلّ بك أليم ما تحذر فانه سينتهي .
قال: فقلت نعم يا سيدي، قال: فاذا خلّى بينك و بين غسلي حتى ترى فيجلس في علو من ابنيته مشرفا على موضع غسلي لينظر، فلا تتعرض يا هرثمة لشيء من غسلي حتى ترى فسطاطا ابيض قد ضرب في جانب الدار، فاذا رأيت ذلك فاحملني في أثوابي التي أنا فيها فضعني من وراء الفسطاط و قف من ورائه و يكون من معك دونك، و لا تكشف عني الفسطاط حتى تراني، فتهلك، فانه سيشرف عليك و يقول لك: يا هرثمة أ ليس زعمتم ان الامام لا يغسله الّا امام مثله، فمن يغسل أبا الحسن علي بن موسى و ابنه محمّد بالمدينة من بلاد الحجاز و نحن بطوس .
فاذا قال ذلك فأجبه و قل له: إنّا نقول ان الامام لا يجب ان يغسله الا امام مثله، فان تعدى متعد فغسل الامام لم تبطل امامة الامام لتعدي غاسله و لا بطلت امامة الامام الذي بعده بأن غلب على غسل أبيه، و لو ترك أبو الحسن علي بن موسى الرضا (عليه السلام) بالمدينة لغسله ابنه محمّد ظاهرا مكشوفا و لا يغسله الآن أيضا الا هو من حيث يخفى، فاذا ارتفع الفسطاط فسوف تراني مدرجا في أكفاني فضعني على نعشي و احملني، فاذا أراد ان يحفر قبري؛ فانه سيجعل قبر أبيه هارون الرشيد قبلة لقبري و لا يكون ذلك أبدا فاذا ضربت المعاول ينب عن الارض و لم يحفر لهم منها شيء و لا مثل قلامة ظفر، فاذا اجتهدوا في ذلك و صعب عليهم فقل له عني اني امرتك ان تضرب معولا واحدا في قبلة قبر أبيه هارون الرشيد، فاذا ضربت نفذ في الارض إلى قبر محفور و ضريح قائم، فاذا انفرج القبر فلا تنزلني إليه حتى يفور من ضريحه الماء الابيض فيمتلى منه ذلك القبر حتى يصير الماء مساويا مع وجه الأرض ثم يضطرب فيه حوت بطوله؛ فاذا اضطرب فلا تنزلني إلى القبر الّا إذا غاب الحوت و أغار الماء، فانزلني في ذلك القبر و الحدني في ذلك الضريح و لا تتركهم يأتوا بتراب يلقونه عليّ، فان القبر ينطبق من نفسه و يمتلى، قال: قلت: نعم يا سيدي .
ثم قال لي: احفظ ما عهدت إليك و اعمل به و لا تخالف، قلت: أعوذ باللّه ان أخالف لك أمرا يا سيدي، قال هرثمة: ثم خرجت باكيا حزينا، فلم أزل كالحبة على المقلاة لا يعلم ما في نفسي الّا اللّه تعالى، ثم دعاني المأمون، فدخلت إليه، فلم أزل قائما إلى ضحى النهار، ثم قال المأمون: امض يا هرثمة إلى أبي الحسن (عليه السلام) فأقرأه مني السلام و قل له: تصير إلينا أو نصير إليك؟ فان قال لك: بل نصير إليه، فاسأله عني أن يقدم ذلك، قال: فجئته، فلمّا اطّلعت عليه، قال لي: يا هرثمة أ ليس قد حفظت ما أوصيتك به، قلت: بلى، قال: قدموا إليّ نعلي، فقد علمت ما أرسلك به .
قال: فقدمت نعليه و مشى إليه؛ فلمّا دخل المجلس قام إليه المأمون قائما، فعانقه و قبّل ما بين عينيه و أجلسه إلى جانبه على سريره و أقبل عليه يحادثه ساعة من النهار طويلة، ثم قال لبعض غلمانه: يؤتى بعنب و رمان .
قال هرثمة: فلمّا سمعت ذلك لم استطع الصبر و رأيت النفضة قد عرضت في بدني، فكرهت ان يتبين ذلك فيّ، فتراجعت القهقرى حتى خرجت، فرميت نفسي في موضع من الدار، فلمّا قرب زوال الشمس أحسست بسيدي قد خرج من عنده و رجع إلى داره، ثم رأيت الأمر قد خرج من عند المأمون باحضار الاطباء و المترفقين، فقلت: ما هذا؟ فقيل لي: علة عرضت لأبي الحسن علي بن موسى الرضا (عليه السلام) و كان الناس في شك و كنت على يقين لما أعرف منه، قال: فما كان من الثلث الثاني من الليل، علا الصياح و سمعت الصيحة من الدار، فاسرعت فيمن أسرع، فاذا نحن بالمأمون مكشوف الرأس، محلل الأزرار، قائما على قدميه، ينتحب و يبكي.
قال: فوقفت فيمن وقف و أنا اتنفس الصعداء، ثم أصبحنا، فجلس المأمون للتعزية؛ ثم قام فمشى إلى الموضع الذي فيه سيدنا (عليه السلام) ؛ فقال: اصلحوا لنا موضعا، فاني أريد أن أغسله فدنوت منه؛ فقلت له ما قاله سيدي بسبب الغسل و التكفين و الدفن؛ فقال لي: لست أعرض لذلك، ثم قال: شأنك يا هرثمة .
قال: فلم أزل قائما حتى رأيت الفسطاط قد ضرب، فوقفت من ظاهره و كل من في الدار دوني و أنا اسمع التكبير و التهليل و التسبيح و تردد الأواني وصب الماء و تضوّع الطيب الذي لم أشم أطيب منه، قال: فاذا أنا بالمأمون قد أشرف على بعض أعالي داره، فصاح: يا هرثمة أ ليس زعمتم ان الامام لا يغسله الا امام مثله؟ فأين محمد بن علي ابنه عنه؟ و هو بمدينة رسول اللّه (صلى الله عليه واله) و هذا بطوس خراسان؟! قال: فقلت له: يا أمير المؤمنين إنّا نقول: ان الامام لا يجب ان يغسله الا امام مثله، فان تعدى متعد فغسّل الامام لم تبطل امامة الامام لتعدى غاسله و لا تبطل امامة الامام الذي بعده بأن غلب على غسل أبيه، و لو ترك أبو الحسن عليّ بن موسى الرضا (عليه السلام) بالمدينة لغسله ابنه محمد ظاهرا و لا يغسله الآن أيضا الا من حيث يخفى .
قال: فسكت عنّي، ثم ارتفع الفسطاط فاذا أنا بسيدي (عليه السلام) مدرج في اكفانه، فوضعته على نعشه، ثم حملناه، فصلّى عليه المأمون و جميع من حضر؛ ثم جئنا إلى موضع القبر؛ فوجدتهم يضربون المعاول دون قبر هارون ليجعلوه قبلة لقبره، و المعاول تنبو عنه حتى ما يحفر ذرة من تراب الارض، فقال لي: ويحك يا هرثمة أ ما ترى الأرض كيف تمتنع من حفر قبر له؟ فقلت له: يا أمير المؤمنين إنّه قد أمرني ان أضرب معولا واحدا في قبلة قبر أمير المؤمنين أبيك الرشيد و لا أضرب غيره.
قال: فاذا ضربت يا هرثمة يكون ما ذا؟ قلت: انّه أخبر انّه لا يجوز ان يكون قبر ابيك قبلة لقبره، فاذا أنا ضربت هذا المعول الواحد نفذ إلى قبر محفور من غير يد تحفره و بان ضريح في وسطه، قال المأمون: سبحان اللّه ما أعجب هذا الكلام؟! و لا أعجب من أمر أبي الحسن (عليه السلام) ؛ فاضرب يا هرثمة حتى نرى، قال هرثمة: فأخذت المعول بيدي فضربت به في قبلة قبر هارون الرشيد، قال: فنفذ إلى قبر محفور من غير يد تحفره و بان ضريح في وسطه و الناس ينظرون إليه، فقال: انزله إليه يا هرثمة، فقلت: يا أمير المؤمنين ان سيدي أمرني ان لا أنزل إليه حتى ينفجر من ارض هذا القبر ماء أبيض فيمتلئ منه القبر حتى يكون الماء مع وجه الأرض، ثم يضطرب فيه حوت بطول القبر، فاذا غاب الحوت و غار الماء وضعته على جانب القبر و خليت بينه و بين ملحده، فقال: فافعل يا هرثمة ما امرت به .
قال هرثمة: فانتظرت ظهور الماء و الحوت، فظهر ثم غاب و غار الماء و الناس ينظرون؛ ثم جعلت النعش إلى جانب قبره فغطّي قبره بثوب أبيض لم أبسطه، ثم أنزل به إلى قبره بغير يدي و لا يد أحد ممن حضر، فأشار المأمون إلى الناس: ان هاتوا التراب بأيديكم و اطرحوه فيه، فقلت: لا نفعل يا أمير المؤمنين، قال: فقال ويحك! فمن يملؤه ؟ فقلت: قد أمرني ان لا يطرح عليه التراب، و أخبرني ان القبر يمتلئ من ذات نفسه ثم ينطبق و يتربع على وجه الأرض، فأشار المأمون إلى الناس: ان كفوا .
قال: فرموا ما في أيديهم من التراب، ثم امتلأ القبر و انطبق و تربع على وجه الأرض، فانصرف المأمون و انصرفت، فدعاني المأمون و خلاني، ثم قال لي: أسألك باللّه يا هرثمة لمّا صدقتني عن أبي الحسن (قدّس اللّه روحه) بما سمعته منه؛ قال: فقلت قد أخبرت يا أمير المؤمنين بما قال لي، فقال باللّه الّا ما صدقتني عمّا أخبرك به غير هذا الذي قلت لي، قال: فقلت: يا أمير المؤمنين فعمّا تسألني، فقال لي: يا هرثمة هل أسرّ إليك شيئا غير هذا؟ قلت: نعم؛ قال: ما هو؟ قلت: خبر العنب و الرمان.
قال: فأقبل المأمون يتلوّن ألوانا يصفر مرة و يحمر اخرى، و يسود اخرى ثم تمدد مغشيا عليه، فسمعته في غشيته و هو يهجر و يقول: ويل للمأمون من اللّه، ويل له من رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)، و ويل له من عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) ، ويل للمأمون من فاطمة الزهراء (عليها السّلام)، ويل للمأمون من الحسن و الحسين، ويل للمأمون من علي بن الحسين، ويل للمأمون من محمّد بن علي، ويل للمأمون من جعفر بن محمّد؛ ويل له من موسى بن جعفر، ويل للمأمون من علي بن موسى الرضا (عليه السلام) ، هذا و اللّه هو الخسران المبين، يقول هذا القول و يكرره، فلمّا رأيته قد أطال ذلك و ليت عنه، و جلست في بعض نواحي الدار.
قال: فجلس و دعاني، فدخلت عليه و هو جالس كالسكران، فقال: و اللّه ما أنت عليّ أعزّ منه و لا جميع من في الارض و السماء، و اللّه لئن بلغني انّك اعدت مما رأيت و سمعت شيئا ليكوننّ هلاكك فيه، قال: فقلت: يا أمير المؤمنين ان ظهرت على شيء من ذلك مني فأنت في حل من دمي، قال: لا و اللّه و تعطيني عهدا و ميثاقا على كتمان هذا و ترك اعادته، فأخذ عليّ العهد و الميثاق و أكده عليّ .
قال: فلمّا وليت عنه صفق بيديه و قال: { يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا } [النساء: 108] و كان للرضا(عليه السلام) من الولد محمد الامام (عليه السلام) ، و كان يقول له الرضا (عليه السلام) : الصادق، و الصابر، و الفاضل، و قرة أعين المؤمنين، و غيظ الملحدين .
روى القطب الراوندي عن الحسن بن عباد- و كان كاتب الرضا (عليه السلام) انّه قال: دخلت عليه و قد عزم المأمون بالمسير إلى بغداد، فقال: يا بن عبّاد ما ندخل العراق و لا نراه، قال: فبكيت و قلت: فأيستني أن آتي أهلي و ولدي، قال (عليه السلام) : امّا أنت فستدخلها و إنمّا عنيت نفسي.
فاعتلّ و توفّي بقرية من قرى طوس، و قد كان تقدّم في وصيّته أن يحفر قبره ممّا يلي الحائط بينه و بين قبر هارون ثلاثة أذرع، و قد كانوا حفروا الموضع لهارون، فكسرت المعاول و المساحي فتركوه و حفروا حيث أمكن الحفر.
فقال: احفروا ذلك المكان فانّه سيلين عليكم و تجدون صورة سمكة من نحاس و عليها كتابة بالعبرانية، فاذا حفرتم لحدي فعمّقوه و ردّوها فيه ممّا يلي رجلي، فحفرنا ذلك المكان و كانت المحافر تقع في الرمل اللّين، و وجدنا السمكة مكتوب عليها بالعبرانية: هذه روضة عليّ بن موسى الرضا و تلك حفرة هارون الجبّار و لقد تمّ ما نقلناه عن كتاب جلاء العيون للمجلسي (رحمه اللّه) .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|