العوامل المؤثرة في النقل:

يعتمد النقل على مجموعة من العوامل المؤثرة التي تتفاعل فيما بينها لتحديد شبكات طرق النقل المختلفة، ووسائل النقل بصورها المتعددة واتجاه حركة النقل واقتصاديات النقل، وهذه العوامل بعضها طبيعي والآخر بشري.

العوامل الطبيعية: Natural factors

- المناخ:Climate

إن للمناخ بعناصره المختلفة تأثيراً كبيراً علي طرق النقل وعلي وسائل النقل المختلفة. ويمكن إدراك ذلك من أثر درجت الحرارة المختلفة شتاءً في شمال سيبريا وكندا حيث تتجمد معظم هذه المناطق شتاءً، كما يبدو تجمد أنهار أوب وينسي ولينا التي تتجه شمالاً، وبالتالي يتعذر الاستفادة من هذه الأنهار كوسيلة نقل مائي أقل تكلفة مما يضطر الدول الباردة إلى البحث عن وسائل نقل أخرى تتلاءم مع ظروف هذه المناطق وعادة تكون أكثر تكلفة، ونفس الشيء بالنسبة لنهر سنت لورنس الذي يتجمد ماؤه شتاءً مما يعوق حرية الملاحة التي تتم عن طريق هذا النهر الذي يربط بين البحيرات العظمى المحيطة للمناطق الصناعية ومناطق الخامات المعدنية وبين المحيط الأطلنطي، وهذا من شأنه الاعتماد علي وسائل النقل الأخرى كالسكك الحديدية والطرق البرية مما يرفع من تكلفة النقل، وبالتالي تكلفة السلع، ونفس الشيء أيضاً بالنسبة لبحر البلطيق.

كما تؤثر الرياح والعواصف عندما تشتد علي حركة النقل المائي، فقد تغرق بعض السفن، وتتأثر حركة الطيران، وعلي طرق السيارات وقضبان السكك الحديدية عندما تكون في مناطق صحراوية، حيث تغطي هذه المناطق بالرمال من جراء العواصف الرملية مما يعوق حركة النقل، وفي نفس الوقت تساعد الرياح في الظروف العادية علي حركة النقل بالسفن الشراعية.

كما تؤثر درجة الحرارة علي حركة الطيران من حيث معدل السرعة الذي يقل معدلها في المناطق الحارة، كما تكون ممراتها أكثر طولاً من مثيلتها في المناطق المعتدلة والباردة.

ويؤثر ارتفاع درجة الحرارة كذلك علي رصف الطرق بالإسفلت حيث يكون معرضاً للانصهار، ولذلك يستخدم أنواع خاصة من الإسفلت الذي يتلاءم وطبيعة هذه المناطق. كما يؤثر ارتفاع درجة الحرارة علي إطارات السيارات وعلي المحركات التي تكون عرضه للتعطل، وقد تتوقف حركة النقل في بعض المناطق الشمالية عندما تتساقط الثلوج وتغطي الطرق وقضبان السكك الحديدية والمطارات والمجاري المائية، وبالتالي تتوقف حركة النقل بكل أشكاله، وقد يؤدي ذلك إلى تجمد البترول داخل الأنابيب مما يتطلب وجود محطات للتسخين لضمان استمرار تدفق البترول داخل الأنابيب، أو أن تكون أكثر عمقاً من مثيلاتها في المناطق الأدفأ، كما أن للضباب أثره علي حركة النقل بصفة خاصة النقل بالسيارات، حيث يصعب المرور وتتوقف الحركة ويمتد ذلك إلى النقل الجوي والمائي.

   والمطر له أثره وخطورته علي حركة النقل, فقد يغطي المطارات والطرق وبالتالي تتعطل حركة النقل الجوي، ومثلها النقل البري سواءً للسيارات أو السكك الحديدية، ويرتبط سقوط الأمطار عادة بالسحب وهذه من شأنها التأثير علي حركة النقل الجوي فقد تدمر الأمطار الجسور وبعض الطرق عندما تشتد وتأخذ شكل سيول كما يحدث كثيراً في سيناء في مصر وفي المملكة العربية السعودية.