الحدث القادح، أو العنصر القادح، هو العنصر الذي يسمح بالوصول إلى العقدة الدرامية الرئيسية الأولى التي تكسر «روتين» البطل وتجعله يحصل على هدف. وعندها ينتقل الفيلم إلى الفصل الثاني. يسمح لك هذا النظام ذو الزمنين (الحدث القادح والعقدة الدرامية الرئيسية الأولى)، بوصفك كاتب سيناريو، بالوصول إلى الانقلاب الذي ستعانيه حياة بطل الفيلم بصورة منطقية أكثر. إذ يمكن للمتفرج، في غياب العنصر القادح، أن يستشعر وجود اصطناع في بنية القصة.

نتعرف في فيلم "Misery "لروب راينر على بول شيلدون وهو كاتب تحقق رواياته أفضل المبيعات. تحاصره عاصفة ثلجية فيما كان في رحلة في الجبال ويتعرض لحادث خطير فتستقبله آني ويلكس، وهي ممرضة سابقة، يتبين أنها من أشد المعجبين بأعماله فتحتجزه وترغمه على تأليف كتاب جديد. هنا يكون حادث السيارة العنصر القادح فيما تتمثل العقدة الدرامية الرئيسية الأولى في جنون آني ويلكس واحتجازها للكاتب لأن ذلك هو ما يصنع هدفين واضحين لبول: تأليف الكتاب من أجل آني ويلكس ومن ثم الفرار.

والحدث القادح في فيلم  “one flew over the cuckoos nest” لميلوس فورمان هو اللحظة التي يقرر فيها ماكمورفي الدخول بشكل طوعي إلى مصحة للأمراض النفسية للإفلات من السجن. بيد أن هذا العنصر القادح يحصل قبل بداية الفيلم لأن المرة الأولى التي يظهر فيها ماكمورفي على الشاشة هي اللحظة التي يصل فيها إلى المصحة. يجد ماكمورفي الذي يعد عنصراً شديد الإزعاج نفسه في مؤسسة تخضع لإدارة صارمة على يد كبيرة الممرضات، الآنسة راتشيد. ويصبح اللقاء الذي يجمع هاتين الشخصيتين بمثابة العقدة الدرامية الرئيسية الأولى لأنه صار لماكمورفي هدف واضح: إثارة الفتنة في المصحة كي يحصل لنزلائه على فسحة من الحرية. ففي أحد المشاهد، يطلب ماكمورفي من الآنسة راتشيد أن تخفض صوت الموسيقى في القاعة لكنها ترفض. فيقول للمرضى، وقد أثار سلوكها استياءه: «سوف أثير غضبها إلى حد الجنون، في أسبوع واحد» في إفصاح عن هدفه بأكثر الطرق وضوحاً.

يلاحظ في الأمثلة السابقة أن العنصر القادح ولد بإرادة بطل (أو أبطال) الفيلم: فماكمورفي التحق بالمصحة النفسية طوعاً، فيما ينطلق بول شيلدون في رحلته في الجبال على الرغم من أن عدة أشخاص نصحوه بعدم الذهاب بسبب العاصفة. وفي كل تلك الحالات يشعر البطل بالندم بصورة أو بأخرى على القرار الذي اتخذه. وهكذا تودي بهم خصالهم الشخصية، من ثقة بالنفس أو تمرد على الآخرين، إلى المأساة فيما يمكن اعتباره عقبة داخلية.

لكن العنصر القادح يحصل في حالات أخرى بمحض الصدفة أو نتيجة لسوء طالع بطل (أبطال) الفيلم. جيف، في فيلم "Window Rear "صحفي يقعده حادث في كرسي متحرك. وفي مسعى منه لتمضية الوقت، يبدأ بمراقبة جيرانه باستخدام زوج من المناظير المقربة. وفي يوم من الأيام، يرى، أو يخيل إليه أنه يرى، جريمة قتل في المبنى المقابل. إن الحدث القادح هنا هو، بالطبع، حادثة العمل التي تعرض لها جيف: فمن دونها، لم يكن له أن يقضي الوقت في منزله ولم يكن له أن يكتشف شيئاً. أما العقدة الدرامية الرئيسية الأولى فهي اللحظة التي يشهد فيها جيف على جريمة القتل. فقد صار لديه هدف الآن هو القبض على القاتل.