المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



علي بن يقطين  
  
4736   05:38 مساءً   التاريخ: 18-05-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج2,ص320-322.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام موسى بن جعفر الكاظم / قضايا عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-05-2015 3465
التاريخ: 18-05-2015 4737
التاريخ: 15-05-2015 3676
التاريخ: 15-05-2015 3485

كوفي الأصل بغدادي المسكن، ثقة جليل القدر من أجلّاء الأصحاب، وجيها عند الامام موسى الكاظم (عليه السلام) ، و كان أبوه يقطين من الدعاة للعباسيين، و وقع في محنة عظيمة أيام مروان الحمار لأنّ مروان طلبه ففرّ من وطنه و اختفى، و ولد علي ابنه بالكوفة سنة 124هـ و فرّت زوجة يقطين أيضا مع ولديها علي و عبيد أولاد يقطين من خوف مروان إلى المدينة، و ما زالوا مختفين حتى قتل مروان و استولى العباسيون على الحكم فخرج يقطين و جاءت زوجته مع أولاده إلى الكوفة وطنهم و صار يقطين من أعوان السفاح و المنصور و مع هذا كان شيعيّا و قائلا بالامامة و هكذا أبناؤه، و في بعض الاحيان كان يحمل الأموال إلى الامام الصادق (عليه السلام) ، فوشي به عند المنصور و المهدي لكنّ اللّه نجّاه من كيدهم، و بقي يقطين بعد ولادة ابنه علي تسع سنين و توفي سنة 185 هـ.

و أما علي ابنه فله عند الامام موسى بن جعفر (عليه السلام) منزلة عظيمة و قد ضمن الامام له الجنة، ففي روايات عديدة انّ الامام كان يقول : ضمنت لعليّ بن يقطين ألّا تمسّه النار، و روي عن داود الرقي انّه قال : دخلت على أبي الحسن (عليه السلام) يوم النحر، فقال مبتدئا : ما عرض في قلبي أحد و أنا على الموقف الّا علي بن يقطين، فانّه ما زال معي و ما فارقني حتى أفضت .

و روي أيضا انّهم أحصوا لعليّ بن يقطين سنة في الموقف مائة و خمسين ملبّيا و هؤلاء هم الذين أحسن إليهم علي بن يقطين و وصلهم بالأموال و الهدايا ؛ و روي أيضا انّ عليّا و عبيدا ابني يقطين أدخلا على أبي عبد اللّه (عليه السلام) فقال: قربوا منّي صاحب الذؤابتين و كان عليّا فقرب منه فضمّه إليه و دعا له بخير.

و الأحاديث في فضله كثيرة و لمّا قال لابي الحسن (عليه السلام) يشكو حاله : أ ما ترى حالي و ما أنا فيه؟ فقال: يا عليّ انّ للّه تعالى أولياء مع اولياء الظلمة ليدفع بهم عن أوليائه و أنت منهم يا عليّ‏ .

وراسله الكاظم (عليه السلام) في ترك عمل السلطان فلم يأذن له و قال: لا تفعل فانّ لنا بك أنسا و لإخوانك بك عزّا و عسى أن يجبر اللّه بك كسرا و يكسر بك نائرة المخالفين عن أوليائه.

يا علي كفّارة أعمالكم الإحسان إلى إخوانكم، اضمن لي واحدة و أضمن لك ثلاثا: اضمن لي أن لا تلقي أحدا من أوليائنا الّا قضيت حاجته و اكرمته و أضمن لك أن لا يظلّك سقف سجن أبدا و لا ينالك حدّ سيف أبدا و لا يدخل الفقر بيتك أبدا، يا علي من سرّ مؤمنا فباللّه بدأ و بالنبيّ (صلى الله عليه واله) ثنّى و بنا ثلّث‏ .

روى العلامة المجلسي في البحار عن كتاب عيون المعجزات عن محمد بن علي الصوفي قال : استأذن ابراهيم الجمال (رضى اللّه عنه) على أبي الحسن علي بن يقطين الوزير فحجبه، فحجّ علي بن يقطين في تلك السنة فاستأذن بالمدينة على مولانا موسى بن جعفر (عليه السلام) فحجبه فرآه ثاني يومه فقال علي بن يقطين: يا سيّدي ما ذنبي؟

فقال: حجبتك لانّك حجبت أخاك ابراهيم الجمّال و قد أبى اللّه أن يشكر سعيك، أو يغفر لك ابراهيم الجمال، فقلت: سيّدي و مولاي من لي بإبراهيم الجمّال في هذا الوقت و أنا بالمدينة وهو بالكوفة؟ فقال: إذا كان الليل فامض إلى البقيع وحدك من غير أن يعلم بك أحد من أصحابك و غلمانك و اركب نجيبا هناك مسرّجا.

قال: فوافى البقيع و ركب النجيب و لم يلبث أن أناخه على باب ابراهيم الجمّال بالكوفة فقرع الباب و قال: أنا علي بن يقطين، فقال ابراهيم الجمّال من داخل الدار: و ما يعمل عليّ بن يقطين الوزير ببابي؟ فقال علي بن يقطين: يا هذا انّ أمري عظيم، و آلى عليه أن يأذن له، فلمّا دخل قال: يا ابراهيم انّ المولى (عليه السلام) أبى أن يقبلني أو تغفر لي، قال: يغفر اللّه لك، فآلى عليّ بن يقطين على ابراهيم الجمّال أن يطأ خدّه ؛ فامتنع ابراهيم من ذلك فآلى عليه ثانيا ففعل، فلم يزل ابراهيم يطأ خدّه و عليّ بن يقطين‏ يقول: اللهم اشهد ثم انصرف و ركب النجيب و أناخه من ليلته بباب المولى موسى بن جعفر (عليه السلام) بالمدينة، فأذن له و دخل عليه، فقبله ؛ يعلم من هذا الحديث اهمّية حقوق المؤمنين، و روي عن عبد اللّه بن يحيى الكاهلي انّه قال: كنت عند أبي ابراهيم (عليه السلام) إذا أقبل علي بن يقطين فالتفت أبو الحسن (عليه السلام) إلى أصحابه فقال: من سرّه أن يرى رجلا من أصحاب رسول اللّه (صلى الله عليه واله)فلينظر إلى هذا المقبل، فقال له رجل من القوم: هو اذن من أهل الجنة؟ فقال أبو الحسن (عليه السلام) : أما أنا فأشهد انّه من أهل الجنّة .

 و في ترجمة عبد اللّه بن يحيى الكاهلي كفالة علي بن يقطين له و لعياله بأمر الامام موسى الكاظم (عليه السلام) و توفي علي بن يقطين في زمن الامام موسى الكاظم (عليه السلام) في سنة 180 هـ و كان الامام محبوسا، و قيل انّه توفي سنة 182هـ.

و روي عن يعقوب بن يقطين انّه قال: سمعت أبا الحسن الخراساني يقول: أما انّ علي بن يقطين مضى و صاحبه عنه راض يعني أبا الحسن (عليه السلام) .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.