أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-4-2021
1987
التاريخ: 2023-04-09
988
التاريخ: 11-9-2021
1951
التاريخ: 2023-04-08
871
|
الملخص هو إيجاز لقصتك ببضعة أسطر. فهو إذن نسخة مطورة عن الفكرة من حيث أن كاتب السيناريو يصف في الملخص المفاصل الدرامية الكبرى في الفيلم. وبذلك تظهر، منذ تلك اللحظة، البنية ثلاثية الفصول، أي بداية الفيلم ووسطه ونهايته (التمهيد، التطوير وحل العقدة). يتراوح الملخص بين أربعة أسطر وصفحة ونصف الصفحة على الأكثر. بيد أنه يمكن، في الأفلام الطويلة ذات البنية شديدة التعقيد، أن يكون الملخص أطول من ذلك، غير أن حالات كهذه تعد نادرة. عليك أن تتذكر أن الملخص هو نص تركيبي يجب أن يخلق في القارئ الرغبة في قراءة الاستمرارية الحوارية. ولذلك ينبغي أن تجعله قصيراً وفعالاً! تظهر في الملخص الشخصيات الرئيسية وتأخذ أسماء كما تظهر أماكن القصة وسياقها الزمني. يمكن للسياق الزمني أن يحمل الكثير من المعلومات المضمرة التي لا حاجة بكاتب السيناريو للعمل على تطويرها. فلو كان فيلمك يحكي قصة حب في باريس في تموز ١٧٨٩ ،فالقارئ سيعرف فوراً أن قصة الحب هذه ستجري في سياق قوي. وبالطريقة نفسها، فإن حصول لقاء بين شاب كاثوليكي وفتاة يهودية في برلين في صيف ١٩٣٨ سيحمل على الفور بعداً إضافياً تراجيدياً متأصلاً في الحقبة التي تدور فيها الرواية. بيد أن اختيار أن تقع أحداث قصتك في هذه الحقبة أو تلك سيكون له أثر مباشر على ميزانية الفيلم وينذر بجعل المنتج يتخلى عن قراءة النص خشية التكاليف التي قد يفرضها هذا الخيار.
يمكن مصادفة نوعين من الملخصات: الملخصات التي يماط اللثام فيها عن الخاتمة أو تلك التي لا تعطي سوى مقدمات القصة كي «تغري» القارئ. كثيراً ما يندفع كتاب السيناريو المبتدئون بتهور إلى كتابة الاستمرارية الحوارية لقصة لا يعرفون سوى لمحات منها. ومع تقدم عملية الكتابة، يشعر كاتب السيناريو أن موضوعه يفلت منه وأن كل مشهد يصبح باباً يغلق في وجهه وسرعان ما يتلاشى الإلهام ويصبح الانسداد تاماً. هذه هي النتيجة المتوقعة لقلة التحضير. فالقاعدة الأولى هي أن يعرف كاتب السيناريو طرفي قصته، البداية والنهاية، كي يكون قادراً على رسم «مسار» أبطاله. فكتابة الملخص تساعد، إذن، على بناء القصة بخطوطها العريضة أي معرفة بدايتها ووسطها ونهايتها. وهكذا يصبح الملخص أداة شديدة الأهمية من أجل المضي في تطوير القصة بالمعنى الدقيق للكلمة.
إن إظهار نهاية القصة من عدمه في الملخص هو خيار ظرفي. فهنالك أفلام ("Sense Sixth The "لـ م. نايت شايمالان أو "Suspects Usual "لبرايان سينغر أو "psycho "لألفرد هتشكوك) مبنية على حصول انعطاف في الموقف النهائي وهو ما يدعى Twist .فإذا كنت راغباً في أن تدع التشويق للقارئ، لا تكشف عن نهاية القصة في ملخصك، بل اكتب جملة ما على شاكلة: «وهكذا، تحقق ما كان يبدو مستحيل الحصول...» وإضافة إلى كونه أداة أساسية في هيكلة السيناريو، فالملخص هو أيضاً الوثيقة التي تقرر المستقبل المالي للفيلم في مواجهة المنتج. كما أنه في الكثير من المهرجانات المحلية والدولية، الباب الذي يسمح بدخول السيناريو إلى أجواء المنافسة. فيما يلي بعض الأمثلة عن ملخصات أفلام طويلة ذات نهايات معروفة وأخرى أكثر غموضاً...
يتوقف كاتب السيناريو، في السيناريوهات التي لم تكشف فيها النهاية، عند استمراريته الحوارية، الفصل الأول من الفيلم (راجع القسم الرابع: «بناء الفيلم»). فهو يتوقف، إذن، عند اللحظة التي ينغمس فيها «البطل» في «المغامرة». وعلى الرغم من أن ملخص سيناريو فيلم "Me By Stand "مفتوح كثيراً، إلا أنه يسمح للقارئ أن يتخيل نوع الفيلم الذي سوف يشاهده وأن يتعرف على أبطاله، مجموعة الأطفال الأربعة. وفي ملخص سيناريو "Fargo ،"نفهم أن البطل الحقيقي للفيلم لن يكون لوندغارد، بل بالأحرى الشرطية التي تقرر أن تمضي في التحقيق حتى منتهاه. أما في الملخصات الأطول، فسنلاحظ أن البنية الكلية للسيناريو، أي البنية ثلاثية الفصول، قد تم الكشف عنها.
لنستعد اثنين من الأمثلة السابقة كي نشير إلى الفصول الثلاثة في كل منهما. ولنبدأ بملخص "Searchers The :"
يذكرنا فيلم «محاربو الساموراي السبعة» بفيلم وسترن كما أنه ينتقل بنا إلى بنى أفلام أكثر قرباً مثل فيلم "Impossible: Mission "لبريان ديبالما أو حتى، وعلى وجه الخصوص، فيلم Eleven s’Ocean لستيفن سودربرغ. يعزى نجاح هذه الأفلام، على تنوعها، إلى امتلاكها بنى سردية مشتركة شديدة القوة ومتجذرة تقريباً في لا وعينا منذ الطفولة، منذ الحكاية الأولى التي قصت علينا، منذ بضعة آلاف من السنين مضت. يمكن، للوهلة الأولى، أن يتشكل لدى المرء انطباع مؤداه أنه لم يعد هنالك من فائدة ترجى من محاولة كتابة فيلم جديد لأن كل ما يمكن فعله قد تم القيام به بالفعل. بيد أنه على الرغم من تشابه البنى، إلا أنه من البديهي أن محتوى الفيلم والشخصيات التي يصنعها الكاتب والمواقف التي يجعلها تغرق فيها. هي ما يميز فيلماً عن آخر. فالنصيحة الأولى التي نقدمها لكتاب السيناريو المبتدئين هي أن لا يخشوا العمل انطلاقاً من بنى معروفة، بل على العكس. فالاستناد إلى قاعدة متينة يجعل الإبداع والجدة وإدهاش المتفرجين أموراً ممكنة.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|