أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-1-2018
2351
التاريخ: 16-10-2020
2875
التاريخ: 2023-03-02
1132
التاريخ: 7-6-2018
1773
|
تعد إحدى النقاط المريرة الثابتة في العلاقات الزوجية هي الشكوى بأن (شريك الحياة لم يستمع إليّ بالفعل) وعندما تسأل أي فرد من حولك ، يصبح واضحاً أن لا أحد يشعر أن شريك حياته ليس خبيراً في الاستماع إليه.
أن تصبح مستمعاً من الدرجة الأولى يؤدي إلى أمرين ، أولهما ، والأكثر وضوحاً أنه سيعود بالنفع على شريك الحياة حيث إنك تظهر له اهتمامك بما يقول منذ اللحظة الأولى ، فإنها أفضل طريقة وربما الأكثر فعالية التي تبين بها اهتمامك وتفهمك له. فقد تقول دائماً: (إنني مهتم بك) لكن إذا كان انتباهك موجهاً في مكان آخر ، هي التي في الواقع تمثل لك أهمية أكبر.
أيضاً أن تكون مستمعاً جيداً تؤكد حقيقة اهتمامك بمشاعر شريك الحياة واعترافك وتقديرك لآرائه. فعندما يشعر أحد ما أن أحداً يستمع إليه ، فذلك يضيف الى شعوره بأن له مكانه خاصة بدلاً من شعوره بالاستخفاف به. تشجع مهارات الاستماع الجيدة الشخص الذي يتحدث عن الفضفضة والرغبة في تبادل المشاعر ، ودائماً ما يعمل على التقارب بين الطرفين ، كما أنها تشجع على الاستماع المتبادل الأمر الذي يخلق جواً من الوصل الحميم والصادق. ومما لا شك فيه ، أن وجودك مع شخص يستمع إليك يعمل على الاسترخاء والإقبال على الحياة ، وبشكل صريح ، أن تتواجد مع شخص لا يقوم بذلك فإنه يمثل عائقاً لك.
توجد فائدة أخرى ، وربما لا نعلم بها ، لمهارات الاستماع البارع لكي تكون على وعي بها أيضاً. فالاستماع الفعال القوي يحد من جنوحك الى المغالاة في رد الفعل ، أو استيائك من الأمور البسيطة ؛ حيث حينما تستمع الى شريك الحياة بعناية وبود ، ففي معظم الحالات سيمنعك ذلك من الإسراع في تكوين رأي أو إصدار أي رد فعل بشكل معتاد عليه ، وهو الأمر الذي يحدث عندما تظن أنك بالفعل تعرف ماذا سيقول شريك الحياة ، أو عندما تجنح بعقلك قليلاً.
عندما توفر الوقت والمجهود للاستماع فستسمع (وتشعر) بأشياء مختلفة عما كنت ستسمعها إذا كنت تنتظر دورك للحديث ، أو تعير انتباهاً جزئياً فقط لما يقال. وستصبح أكثر تعاطفاً لأنك تسمع وتشعر بالألم والإحباط الذي يعايشه شريك الحياة في بعض الأحيان ، وسترى البراءة من جانبه وبالتالي تظل متفاهماً معه. ومن ناحية أخرى ، فستكون قادراً أيضاً أن تشاطر شريك الحياة فرحه لأنك ستسمع بحماس وإثارة والتي تكون غائبة تماماً بدون الاستماع الرائع.
هناك فرق شاسع بين الاستماع بدرجة كافية والاستماع من الدرجة الأولى ، وهو غالباً كالفرق بين علاقة زوجته ضعيفة أو تبدو على ما يرام الى حد ما واخرى تكون حقا رائعة للغاية. غالباً ما يحتمل الاستماع العادي ولكنه لا يشجع الروح المعنوية للاستمرار فإنها الحاجة التي تجعلك ترغب في ان يستمع اليك شخص ما ؛ تلك هي الحاجة البشرية العميقة التي بدونها نشعر ان هناك شيئاً نفتقده. من ناحية أخرى ، عندما يشعر أحد انه يتم الاستماع اليه ، وطالما انه حقيقي فانه يشعر بالإشباع لهذه الحاجة وان لا شيء يفتقر اليه ، كما لو انه ليس هناك مكان آخر يود أن يتواجد به أكثر من أن يكون معك.
الطريقة الوحيدة لأن تصبح مستمعاً محترفاً هي الطريقة التقليدية ، ألا وهي كثير من الممارسة نقصد بالاستماع من الدرجة الأولى أن تكون أكثر قدرة على إعادة ما قد سمعته في التو. بما في ذلك أن تكون واعياً بالفعل لما تتم مناقشته. كما تتمتع أيضاً بالصبر والتعاطف معه. فهذا يعني ان تحاول أولاً استيعاب ما يقال – بدون إصدار حكم عليه وتتأكد أن شريك الحياة قد انتهى من حديثه – قبل أن تتسرع وتأخذ دورك في الحديث.
هناك خبر جيد وهو أنه بإمكان اي انسان ان يصبح مستمعاً أفضل عن طريق أن يكون لديه الرغبة الحقيقية لأن يقوم بذلك ، فكل ما تحتاج أن تقوم به هو أن تلاحظ هو كم هو مغرٍ أن تدخل ، وتقاطع في الحديث ، أو طرح بعض الاستفسارات قبل أن ينتهي الشخص المتحدث من حديثه وقبل أن تستوعب ماذا يحاول أن يقول ، فإنك من المحتمل ستمسك نفسك مرات عديدة قبل أن تسيطر عليك هذه العادة . وسيصبح الأمر أسهل مع كل يوم يمر عليك فلكي تقضي على المشكلة في المهد ، وكلما أصبحت مهتما بالاستماع كما تهتم بالحديث ، فإنك بذلك ستمهد الطريق لتعامل نادر من الاحترام المتبادل وعلاقة زواج سعيدة أساسها الاستماع من الدرجة الأولى. ماذا يمكن أن يكون أفضل من ذلك؟!.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|