أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-28
247
التاريخ: 6-03-2015
1725
التاريخ: 2023-04-05
1232
التاريخ: 6-03-2015
1553
|
وقع الخلاف في تعيين المعنى المقصود من التفسير بالرأي على أقوال :
1- تفسير ما لا يدرك إلّا ببيان النبيّ صلّى اللّه عليه وآله : وهذا القول قال به الطبري؛ حيث إنّه - بعد نقل الأخبار الناهية عن التفسير بالرأي في تفسيره - قال :
«و هذه الأخبار شاهدة لنا على صحة ما قلنا ، من أنّ ما كان من تأويل آي القرآن الذي لا يدرك علمه إلّا بنصّ بيان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله أو بنصبه الدلالة عليه ، فغير جائز لأحد القيل فيه برأيه ، بل القائل في ذلك برأيه - وإن أصاب الحقّ فيه - فمخطئ فيما كان من فعله بقيله فيه برأيه ؛ لأنّ إصابته ليست إصابة موقن أنّه محقّ ، وإنّما هو إصابة خارص وظانّ. والقائل في دين اللّه بالظن ، قائل على اللّه ما لم يعلم. وقد حرّم اللّه (جلّ ثناؤه) ذلك في كتابه على عباده ، فقال تعالى : {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [الأعراف : 33] .
فالقائل في تأويل كتاب اللّه- الذي لا يدرك علمه إلّا ببيان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله الذي جعل اللّه إليه بيانه- قائل بما لا يعلم ، وإن وافق قيله ذلك في تأويله ما أراد اللّه به من معناه؛ لأنّ القائل فيه بغير علم قائل على اللّه ما لم يعلم به» (1).
2- الاستقلال بالرأي في تفسير الآيات من غير مراجعة إلى الأئمّة المعصومين عليهم السلام. هذا الوجه احتمله السيد الخوئي بقوله :
«يحتمل أنّ معنى التفسير بالرأي الاستقلال في الفتوى ، من غير مراجعة الأئمّة عليهم السلام ، مع أنهم قرناء الكتاب في وجوب التمسك ، ولزوم الانتهاء إليهم. فاذا عمل الإنسان بالعموم أو الإطلاق الوارد في الكتاب ولم يأخذ التخصيص أو التقييد الوارد عن الأئمّة عليهم السلام ، كان هذا من التفسير بالرأي» (2).
3- الاستقلال والاستبداد بالرأي ؛ بأن يتّكل المفسّر في تفسير القرآن على رأيه؛ إما لميله وهواه إليه ، أو لغروره بفهمه ورأيه واستغناه عن الاستمداد بالنقل وبمذاق الشارع ، وبالنصوص الواردة في تفسير الآيات. هذا المعنى قد احتمله جماعة منهم القرطبي ويظهر ذلك من الفيض(3).
وإنّ للعلامة الطباطبائي (4) كلاما في ذلك : حاصله :
أنّ التفسير بالرأي المنهي عنه هو الاستقلال بالرأي في تفسير القرآن ، من غير استمداد من الغير ، وذلك الغير هو الكتاب ، لا السنة؛ لمنافاته لما ورد في النصوص من الأمر بالرجوع إلى القرآن وعرض الأخبار عليه.
... فتحصّل ممّا بيّناه أنّ التفسير بالرأي جاء في كلمات فحول العلماء والمحققين بأربعة معان.
وهاهنا أربعة وجوه أخرى في معنى التفسير بالرأي أحدها : ما قاله ابن وليد ووجّه به ما ورد في النصوص ، من منع ضرب القرآن بعضه ببعض.
وثلاثة وجوه اخرى احتمله الشيخ الأعظم الأنصاري ، سيأتي ذكر هذه الوجوه وبيانها في خلال المباحث الآتية في هذا الكتاب.
وممّا ينبغي أن يعلم في هذا المجال أنّ التفسير بالاجتهاد المتداول في الفقه ليس من قبيل التفسير بالرأي ، بل إنّما هو الأخذ بالقواعد الأدبية العربية التي نزل بها القرآن ومن قبيل الأخذ بالظواهر.
(2) البيان في تفسير القرآن : ص 287.
(3) تفسير القرطبي : ج 1 ، ص 33- 34 وتفسير الصافي : ج 1 ، ص 34.
(4) تفسير الميزان : ج 3 ، ص 76- 77.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|