أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-4-2016
5033
التاريخ: 22/11/2022
1497
التاريخ: 9-10-2021
1905
التاريخ: 19-4-2016
2220
|
ان القوة الابداعية تتجلى في الإنسان منذ نشأته الأولى، حيث يشهد التاريخ الإبداع والتغيير والتعدد والتجديد في العادات والآداب والسلوك والوسائل، وليس كل عادة هي ممدوحة ومطلوبة او هي حسنة وجميلة ، ولذا على الواعي في تجربته الاجتماعية أن يفتش عن الضوابط والمقاييس التي تفرّق بين الرديء منها والحسن وبين الصالح منها والعقيم.
ومن هذه الضوابط والمقاييس :
1ـ العقل.
2- الشرع المقدس.
3- الفطرة السليمة.
4- اجماع العقلاء.
وكما يوجد لدى الإنسان القوة الإبداعية ، كذلك لديه حالة التقليد والتأثر بالغير ، ولذا نراه يتشرّب العادات والآداب لدى الآخرين فتكون هي الجديدة عنده وان كانت قديمة لديهم ، وقد تكون مورداً لإبداعه وتطويره.
ان التقليد وغيره من الامور الغرائزية الفطرية جعلها الدين محلا لعنايته ليؤكدها ويضع لها الحدود والضوابط حتى تبقى في دائرة الهداية للإنسان إلى مصالحه.
ولذا نرى الشرع المقدس تدخّل في منع التقليد للأهل في مسألة الشرك بالله تعالى حيث قال تعالى : {وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا} [لقمان: 15].
وفي مورد الآداب التي يتّبعها الأبناء وقد اشتهرت في زمانهم دون زمان أهلهم ، مَنَعَ الشرع من اكراه الأبناء على ترك تلك الآداب كما في قول الإمام علي (عليه السلام): (لا تقسروا أولادكم على آدابكم فانهم مخلوقون لزمان غير زمانكم)(1).
فان الآداب الجديدة التي لا تعارض المسلّمات والضوابط المتقدمة لا مانع منها ومن اتّباعها، لان لكل زمان آدابه وسُنَنَه وعاداته وهي قابلة للتجديد والتغيير والتطوير.
ومن هنا نرى ان التعامل مع الجديد منه ما هو ممنوع كما في التقليد في أصول الدين والمعارف الحقة وما يرجع إلى تكوين الفكرة العامة عن الكون والوجود ؛ لأنه تعطيل للعقل حيث ان العقل هو الحاكم في هذه الموارد وله أدلته القاطعة.
وكذلك ما يرجع إلى العادات السيئة والتي تشكل الضرر على الفرد والمجتمع مثل تعلم فنون السرقة او مهنة التزوير والتلاعب بالقوانين وفن السحر والشعبذة والغناء المحرم، والاستفادة من الإنترنت والسيديات وغيرهما في مجالات المشاهد المريبة والتي شكّلت اكبر وسيلة لإفساد الناس وبالأخص الشباب، إلى غير ذلك.
واما ما يرجع إلى كل جديد ومتطور يصب في مصلحة الفرد والمجتمع ووسائل الحياة مما لا محذور عليه ولا يخالف الضوابط المتقدمة فهو مسموح به وغير ممنوع، بل قد يكون واجبا كفائيا كما في الأخذ بتعاليم الطب والهندسة وكل ما يرتبط بالتكنولوجيا وبالثورة الصناعية الكبرى والتي ترجع خيراتها على صالح الإنسانية ومشروع العدالة في الأرض.
ان من الجديد (موديلات) الألبسة والاستفادة من (الستالايت) و(الإنترنت)، وهذا الجديد غزى بيوتنا وسيطر على شبابنا وفتياتنا ، ولذا يجب التنبّه منه ، لأنه ذو حدّين ، فتارة هو ضمن الضوابط الأخلاقية والشرعية ، وهذا نتعاطى معه كإبداع ومساعدٍ على انجاح التجربة الاجتماعية، وكم هو جميل ان يرى الله الجمال والاتزان على عباده؟ وكم هي النعمة على الإنسان في ان يقدر الفرد ومن أي مكان ان يتعرف على شتى العلوم والخبرات والمعارف من خلال جهاز بين يديه؟!.
واخرى يكون الجديد وسيلة لفساد الفرد والمجتمع، كما في (الموديلات ووسائل الزينة) التي أظهرت المرأة اشبه بالعارية في الطرق والمنتديات، وكما في محطات الفساد في (الإنترنت) و(الستالايت) والتي لها القدرة على قتل القيم الإنسانية – من حشمة وحياء وعفة - في نفوس الشباب والفتيات بواسطة الخلاعة والاباحية، وفتح المجال للحب والغزل بلا حدود.
وعليه فليتقِ الله كل غيور من موقعه المناسب ليدفع هذه الحملة الشرسة ضد أجيالنا، وكل فعالية لها قدرة التأثير والتوجيه (دولة، مؤسسة، مدرسة، أهل، مدرّس، رجل الوعظ والارشاد،...) فهي مدانة أمام التاريخ ان لم تنهض كقوة ممانعة للفساد وبشتى الوسائل.
وهذا الكلام عينه نقوله لمن يشاهد شاشات (التلفزة) او يتواصل مع الاخرين عبر جهاز الخليوي وغيره، لأنها أيضاً من الوسائل التي تستعمل في الحلال والمسموح وتستعمل أيضاً في وجوه لا يرضاها الشرع المقدس ولا ضمير الإنسان الواعي والحريص، وهذه لا تقل خطراً على القيم والإنسانية عن الاختلاط مع الجنس الآخر بلا ضوابط وبلا حدود مما أورثنا كثيرا من المعاناة في طريق اصلاح الإنسان والمجتمع.
______________________
1ـ قصار الجمل ،ج1، ص10.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
قسم التربية والتعليم يكرّم الطلبة الأوائل في المراحل المنتهية
|
|
|