أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-3-2021
1966
التاريخ: 17-1-2021
1456
التاريخ: 23-3-2021
2099
التاريخ: 14-3-2021
2136
|
[حلف خزاعة لعبد المطلب]
وكان سبب حلف خزاعة لعبد المطلب أن نفرا من خزاعة قالوا فيما بينهم: والله ما رأينا في هذا الورى [1] أحدا أحسن وجها ولا أتم خلقا ولا أعظم حلما من عبد المطلب/ وقد ظلمه عمه حتى استنصر أخواله، وقد ولدناه كما ولده بنو النجار فلو أنا بذلنا له نصرتنا وحالفناه [2] ! فأجمع رأيهم على ذلك فأتوا عبد المطلب فقالوا: يا أبا الحارث! إن كان بنو النجار ولدوك فقد ولدناك ونحن بعد وأنت متجاورون في الدار فهلم فلنحالفك! فأجابهم فأقبل بديل [3] أبو ورقاء بن بديل العدوي و [4] سفيان بن عمرو، وأبو بشر القميري [5] وهاجر ابن عمير بن عبد العزى القميري [6] وهاجر بن عبد مناف بن ضاطر [7] وعبد العزى ابن قطن [8] المصطلقي وخلف بن أسعد الملحي وعمرو بن مالك بن مؤمل الحبتري [9] في جماعة من قومهم، فدخلوا دار الندوة [10] فكتبوا بينهم كتابا، وأقبل عبد المطلب في سبعة نفر من بني المطلب والأرقم بن نضلة بن هاشم وكان من رجال قريش والضحاك وعمرو ابنا صيفي بن هاشم ولم يحضره أحد من بني عبد شمس ولا نوفل لليد التي منهم، وعلقوا الكتاب في الكعبة، فقال هاجر حين بعثوا عبد المطلب: والله لئن قلتم ذلك لقد رأيت رؤيا بيثرب ليكونن لولده شأن! قالوا: وما رأيت؟ قال: رأيت كأن بني عبد المطلب يمشون فوق رؤس نخل يثرب ويطرحون التمر إلى الناس، فليكونن لهم شأن وليكونن ذلك من يثرب، قال هاجر فقلت: والله ما لعبد المطلب إلا غلام يقال له الحارث! قال: فحالفوه [11] ، وتزوج عبد المطلب يومئذ لبنى بنت هاجر بن ضاطر فولدت له أبا لهب، وتزوج ممنعة [12] بنت عمرو بن مالك بن مؤمل الحبتري فولدت له الغيداق [13] ، قال: وكتبوا كتابا كتبه لهم أبو قيس بن عبد مناف بن زهرة، وكان بنو زهرة يكرمون عبد المطلب لصهره فكان الكتاب:
هذا ما تحالف عليه عبد المطلب ورجالات [14] بني عمرو من خزاعة ومن معهم من أسلم ومالك، تحالفوا على التناصر والمؤاساة حلفا جامعا غير مفرق الأشياخ على الأشياخ والأصاغر على الأكابر والشاهد على الغائب، تعاهدوا وتعاقدوا ما شرقت الشمس [15] على ثبير [16] ، وما حن بفلاة بعير، وما قام [17] الأخشبان [18] وما عمر بمكة إنسان [19] ، حلف أبد [20] لطول أمد، يزيده طلوع الشمس شدا وظلم الليل مدا، عقده عبد المطلب بن هاشم ورجال بني عمرو، فصاروا يدا دون بني النضر، فعلى [21] عبد المطلب [النصرة-] [22] لهم على كل طالب وتر في بر أو بحر أو سهل أو وعر، وعلى بني عمرو النصرة لعبد المطلب وولده على جميع العرب [في] الشرق أو الغرب [23] أو الحزن أو السهب [24] ، وجعلوا الله على ذلك كفيلا وكفى بالله حميلا [25] ، ثم علقوا الكتاب في الكعبة، فقال عبد المطلب: (الطويل)
سأوصي زبيرا إن توافت منيتي ... بإمساك ما بيني وبين بني عمرو
وأن يحفظ الحلف الذي سن [26] شيخه [27] ... ولا يلحدن [28] فيه بظلم ولا غدر
هم حفظوا الإل [29] القديم وحالفوا ... أباك فكانوا دون قومك من فهر
٨٨
قال: وأوصى عبد المطلب إلى ابنه [30] الزبير، وأوصى الزبير إلى أبي طالب وأوصى أبو طالب إلى العباس، وفي تصديق ذلك [31] قول عمرو بن سالم [32] للنبي صلى الله عليه وآله حين أغارت عليهم بنو بكر [33] فقتلوا من قتلوا من خزاعة: (الرجز)
لا همّ إني ناشد محمدا ... حلف أبينا وأبيه الأتلدا [34]
إنا ولدناه فكان ولدا [35] ... ثمّت أسلمنا ولم ننزع يدا
قال أبو سعيد: أنشدنا أبو بكر تمام هذه القصيدة، قال: حدثنا به عبد الكريم بن الهيثمي بن زياد باسناده في حديث طويل: (الرجز)
إن قريشا أخلفتك الموعدا ... ونقضوا ميثاقك المؤكدا
وزعموا أن لست تدعو لهدى [36] ... وجعلوا لي بكداء [37] مرصدا
وهم أذل وأقل عددا ... وهم أتونا [38] بالوتير [39] هجّدا
فقتلونا ركعا وسجدا ... فانصر رسول الله نصرا أيدا [40]
وادع عباد الله يأتوا مددا ... فيهم رسول الله قد تجردا
أبيض مثل البدر يسمو [41] صعدا [42] ... في فيلق كالبحر يأتي [43] مزبدا
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: نصرت يا عمرو بن سالم. ومما يصدق حلف بني هاشم وخزاعة قول شيبان بن جابر السلمي وأقبل إلى [44] المقوم بن عبد المطلب يحالفه [45] فقال [46] : (الطويل)
أحالفكم حلفا شديدا عقوده ... كحلف بني عمرو أباك بن هاشم
على النصر ما دامت بنجد وثيمة [47] ... وما سجعت قمرية بالكراتم [48]
هم منعوا الشيخ المنافيّ بعد ما ... رأى حمة الإزميل فوق البراجم [49]
________________
[1] في الأصل: الواري.
[2] في أنساب الأشراف 1/ 71 بعد حالفناه: انتفعنا به وبقومه وانتفع بنا.
[3] في أنساب الأشراف 1/ 71: ورقاء بن عبد العزى: أحد بني مازن بن عدي بن عمرو بن لحي.
[4] في الأصل «ابن» بدل «و» .
[5] في الأصل: القمري، وقمير كزبير.
[6] في الأصل: القمري.
[7] في الأصل: الضاطري، والتصحيح من سيرة ابن هشام ص 70 ونسب قريش ص 18 وأنساب الأشراف 1/ 71.
[8] في أنساب الأشراف 1/ 71: قطم، وهو خطأ.
[9] حبتر كجعفر بطن من خزاعة.
[10] في الأصل: دار ندوة.
[11] في الأصل: فخالفوه- بالخاء.
[12] في الأصل: الممتعة- بالتاء المثناة، والتصحيح من طبقات ابن سعد 1/ 93 وأنساب الأشراف 1/ 71.
[13] اسمه مصعب.
[14] في أنساب الأشراف 1/ 71: ورجالة، وهو خطأ، والرجالات بمعنى الزعماء.
[15] في الأصل وأنساب الأشراف 1/ 72: شمس.
[16] ثبير كقدير: جبل من أعظم جبال مكة.
[17] في الأصل: أقام.
[18] الأخشبان جبلان بمكة: أبو قبيس والأحمر، وقيل أبو قبيس وقعيقعان- معجم البلدان 1/ 150.
[19] في الأصل: حلفا أبدا، والتصحيح من أنساب الأشراف 1/ 73.
[20] في الأصل: على.
[21] ليست الزيادة في الأصل والمحل يقتضيها.
[22] ليست الزيادة في الأصل.
[23] في الأصل وأنساب الأشراف 1/ 72: في شرق أو غرب.
[24] في الأصل وأنساب الأشراف 1/ 72: أو حزن أو سهب، والسهب كزحف الفلاة.
[25] الحميل كجميل: الكفيل لكونه حاملا للحق مع من عليه الحق، وفي الحاشية رقم 3 من أنساب الأشراف 1/ 72: الحميل المعتمد عليه وهو خطأ.
[26] في الأصل: بين.
[27] في الأصل: شنحه، والشطر الأول في أنساب الأشراف 1/ 72: وأن يحفظ العهد الوكيد بجهده.
[28] في الأصل: يلحدا.
[29] في الأصل: الأول، والتصحيح من طبقات ابن سعد 1/ 86 وأنساب الأشراف 1/ 72، والإل بكسر الهمزة وتشديد اللام: العهد.
[30] في الأصل: ابن.
[31] أي الحلف.
[32] هو عمرو بن سالم بن حصيرة الخزاعي.
[33] يعني بني بكر بن عبد مناة بن كنانة.
[34] الشطر الثاني في معجم البلدان 8/ 398: حلف أبيه وأبينا الأتلدا.
[35] الشطر الأول في سيرة ابن هشام ص 806: قد كنتم ولدا وكنا والدا، وفي حسن الصحابة 1/ 316: ووالدا كنا وكنت الولدا.
[36] في الأصل: الحدا، وفي سيرة ابن هشام ص 806:
وزعموا أن لست أدعو أحدا.
وفي معجم البلدان 8/ 398:
ونقضوا ميثاقك المؤكدا ... وزعموا أن لست أدعو أحدا
[37] في الأصل: بكراء وكداء كسماء: ثنية بأعلى مكة- معجم البلدان 2/ 334 و 7/ 225.
والشطر الثاني في سيرة ابن هشام ص 806 وحسن الصحابة 1/ 316: وهم أذل وأقل عددا.
[38] في المنتقى للفاكهي ص 49: وبيتونا.
[39] الوتير كدبير اسم ماء لخزاعة بأسفل مكة- معجم البلدان 8/ 398.
[40] في سيرة ابن هشام ص 806: اعتدا، وهو خطأ. والبيت في حسن الصحابة 1/ 316:
قد قتلونا بالصعيد هجدا ... نتلو القرآن ركعا وسجدا.
[41] في حسن الصحابة 1/ 316: ينمو.
[42] في الأصل: سعدا.
[43] في حسن الصحابة 1/ 316: يجري، وكذا في سيرة ابن هشام ص 806.
[44] في الأصل: أبي- بالباء الموحدة.
[45] في الأصل: لحالفه.
[46] في الأصل: وقال.
[47] في الأصل: وثمة.
[48] في الأصل: الكرائم، وعلى هامش ديوان حسان بن ثابت طبعة هرشفلد ص 57: الكراتم بالتاء، وكذا على هامش المنمق ص 67، والكراتم: ماء أو منزل لخزاعة.
[49] انظر حواشي ص 67 لشرح ألفاظ هذا البيت.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|