أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-8-2022
1359
التاريخ: 22-1-2023
974
التاريخ: 11-8-2020
2083
التاريخ: 20-8-2020
3263
|
بعد هذا العرض البسيط يمكن أن نلقي نظرة شاملة على أهمية هذه الوسائل الإعلامية في عصرنا الحالي من خلال تطورها وتقدمها الملحوظ، على اعتبار أن العصر الذي نعيشه الآن، هو بلا ريب عصر الانتقال الحر للأفكار، مثلما هو عصر الانتقال الحر للبضائع، ولا سيما إذا تصرفت الدول بحكمة وأطلقت الاستخدام الافضل للأفكار والرؤى والاختراعات والمبادرات، وفي ذلك قال أحد المفكرين : " انه لا يوجد جيش في العالم يستطيع ان يقف امام فكرة معينة ان اوانها مهما بلغت عدته وعتاده".
والآن في الحقيقة آن أوان ثورة الإتصالات وانتقال المعلومات وتفاعل الأفكار والحضارات وأصبح هذا العصر بحق هو عصر ثورة الاتصالات والمعلومات والأفكار، وبالتالي فإن الشعوب التي لا تعرف أهمية هذه الثورة ولا تتعامل معها بإيجابية ولا تتفاعل معها بعمق سوف تجد نفسها عاجزة عن فهم العصر الذي نعيش فيه وسوف تعزل نفسها عن مسار العالم الذي أصبح أشبه ما يكون بقرية كبيرة .
إن الإعلام بحق أصيح قوة هائلة وأن الصحافة منذ عصر ما قبل ثورة المعلومات لقبت (( بالسلطة الرابعة ))، أما الآن فإن الإعلام بتعدد وسائله من صحافة وإذاعة وتلفزة ومعلومات تتبادلها أجهزة الكومبيوتر والفاكس والهواتف الخلوية إلى سلطة رقابة عامة من جهة، وإلى أداة لتشكيل وصناعة الرأي العام والقوة السياسية التي يخشاها الساسة والقادة على حد سواء من جهة ثانية.
وهكذا استمر اتساع وسائل الإتصال من حيث الكم بصورة مطردة ودون توقف في العشرين من السنوات الأخيرة، وأصبح ملازماً للاتجاهات السكانية والتعليمية والاجتماعية والسياسية، لكن ورغم ذلك لم نزل قاصرين عن تحديد نتائج هذا النمو السريع في الإعلام والتسلية، نظراً لاقترانه بالجهود التي تبذل لاستيعابه من قبل عدد كبير جداً من المستمعين والقراء والمشاهدين، وأن أكثر ما يثير الانتباه هو هذا العدد الضخم من هؤلاء الذين تصلهم وسائل الإعلام حالياً في جميع أنحاء العالم، وهذا التضاؤل أو الانخفاض الحاد في عدد الناس الذين لا تمسهم وسائل الاتصال بالجماهير خلال ربع قرن من الزمن.
ويلاحظ أنه إذا سار التقدم بمعدله الراهن فلن تمر سوى بضع سنوات حتى يكون كل شخص في أي مكان داخل دائرة المستقبلين لوسائل الإعلام، والأكثر دلالة على ذلك هو مدى الاتساع الجغرافي بحيث لم تعد وسائل الإعلام والاتصال بالجماهير امتيازاً مقصورا على سكان المدن، وإن امتداد هذه الوسائل إلى جميع البلدان والى المناطق الريفية الشاسعة لم يدخل المراكز الاقليمية والعواصم القومية إلى دائرتها فحسب، بل امتد أيضاً إلى المناطق النائية من العالم، وأن هذه التغطية الواسعة قد أدت الى حدوث تغيير ضخم آخر في طبيعة الرسائل المنقولة ولا سيما في الراديو والصحافة، حيث أصبحت البرامج الإذاعية التي يعتبر انتشارها هام وضروري، تقدم باللغات المحلية على عكس ما كانت عليه العزلة الجغرافية التي تقف سدا ما بين المئات من الملايين وبين ما يجري من أحداث بعيدة.
إضافة إلى ذلك إن الانتشار المذهل والسريع للتلفزيون في الدول المتقدمة وإطراد نمو تأثيره في العالم الثالث، وما حمل معه من تغييرات اجتماعية متنوعة بأوسع معنى لهذه العبارة، وامتداد قنوات الاتصال المختلفة ولا سيما ما يتصل منها بوسائل الإعلام والاتصال، يزيد من أهمية الوكالات التي تمد الصحف والمذيعين بالأنباء، وغيرهم من المستهلكين المتخصصين ويحفزها على التوسع، وهذا ما يجعل الجمهور يحصل على الأنباء عموماً بطريقة غير مباشرة، لأن وكالات الأنباء تكاد أن تكون المصدر الرئيسي وأحياناً المصدر الوحيد للمعلومات بالنسبة لهذه الوسائل وخاصة اذا كانت بين دول أخرى .
والآن يوجد أكثر من ١٠٠ دولة لكل منها وكالة أنباء قومية خاصة بها، ويوجد خمسة من بينهم تتمتع بدور دولي خاص وواسع النطاق وهذه الوكالات هي:
- وكالة الأنباء الفرنسية.
- وكالة الأنباء الأمريكية الاسيوشيدبرس.
- وكالة الأنباء الأمريكية يونايتدبرس انترناشيونال .
- وكالة الأنباء الإنكليزية رويتر.
- وكالة الأنباء السوفيتية تاس.
وذلك بسبب حجمها وقوة تكنولوجية نظمها في جمع الأنباء، وتوزيعها بلغات عديدة في كافة أنحاء العالم، حيث لكل وكالة منهم مكاتب خاصة في أكثر من ١٠٠ دولة، وكل منهم تستخدم عدة آلاف من الموظفين بصفة دائمة،
هذا بالإضافة لمراسلين مؤقتين يقومون بجمع مئات الألوف من الكلمات كل يوم، وكل منها تقوم بتوزيع ملايين الكلمات على النطاق المحلي والعالمي.
وكل منها تصدر أنباءه على مدار 24 ساعة في اليوم إلى الألوف من الوكالات القومية والصحف المشتركة ومحطات الإذاعة والتلفزيون في أكثر من ١٠٠ دولة، وجميعها يقدم خدمات منتظمة، يومية عادة تكون باللغات (العربية، الانكليزية، الفرنسية، الألمانية، البرتغالية، الروسية، الأسبانية، . . . الخ) وبعضها قد يقدم خدماته بلغات أخرى.
كما وأن هنالك دول أخرى عديدة في أقاليم أخرى من العالم تمتلك وكالات أنباء وطنية، تزداد أهمية، وتحتفظ بمكاتب خاصة بها أو مشتركة مع وكالات أخرى ومراسلين في الخارج لاستقصاء الأنباء وتوزيعها .
هذا وأن مجموع التوزيع اليومي للصحف في العالم يصل إلى ٤٠٠ مليون نسخة بزيادة قدرها 20% عن السنوات العشر الأخيرة، وقد زادت نسبة التوزع بين كل / 1000 / من السكان في المتوسط العالمي من ١٠ إلى ١٣٠ ، وإن أكبر توزيع للصحيفة اليومية لكل ألف من السكان يوجد في السويد واليابان إذ يصل إلى ٦٠٠ تقريبا، ومن الناحية الاقليمية فإن أعلى توزع لكل /١٠٠٠/ من السكان يوجد في دول الكومنلوث المستقلة ((الاتحاد السوفيتي سابقاً )) إن يصل إلى ٣٩٦. وأن أكبر عدد من الصحف اليومية يوجد في أمريكيا الشمالية، في حين أن أقل مستوى للتوزيع يوجد في أفريقيا حيث يصل إلى ١٤ نسخة لكل ألف شخص من السكان، كما أنه توجد هنالك مفارقات ضخمة في حجم ونوعية الصحف حيث أن القراء في الدول الفقيرة يكتفون بصحيفة لا تزيد عن ٤ صفحات ولا تقدم مساحة كافية لتغطية إخبارية عميقة أو للأنباء الخارجية أو لتبادل الرأي.
هذا وما زالت الكتب كما كانت في الماضي مستودعا للمعرفة والقيم والثقافة ولا يمكن الاستعاضة عنها، وهذا ما جعل قرننا هذا يشهد زيادة هائلة ومطردة في إنتاج الكتب ومن الطبيعي أن تكون هذه الزيادة نتيجة للنمو المطلق في أعداد المتعلمين وللتقدم في التعليم، ولظهور الطبعات الشعبية الرخيصة، وللتحسن الذي طرأ على فن الإنتاج والتوزيع، ولانتشار المكتبات الثابتة والمتنقلة إلى الاماكن النائية .
كما ويعد الراديو في جمع أرجاء العالم من أكثر وسائل الإعلام والاتصال بالجماهير أهمية وتواجدا في كل وقت وفي كل مكان، حيث تضاعفت طاقة البث أكثر من ثلاث مرات في الربع الاخير من هذا القرن ففي عام ١٩٥٠ كانت توجد في العالم ٥٠ دولة فقط ليس لديها إمكانات إذاعية منها ٢٣ دولة في أفريقيا، وفي عام ١٩٦٠ تناقص العدد إلى ١٢ دولة منها ٧ في أفريقيا وفي عام ١٩٧٣ فقد أظهر المسح الواقعي العالمي لـ ١٨٧ دولة بأنه هنالك ٣ دول فقط لا تملك امكانات إذاعية هي بوتان وليشنشتاين وسان مارينو ، وفي وقتنا الحاضر لم تبق أية دولة مهما صغرت دون محطة إذاعية خاصة بها .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|