المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
زراعة الثوم
2024-11-22
تكاثر وطرق زراعة الثوم
2024-11-22
تخزين الثوم
2024-11-22
تأثير العوامل الجوية على زراعة الثوم
2024-11-22
Alternative models
2024-11-22
Lexical Phonology and its predecessor
2024-11-22

إعلان الحرب
12-10-2017
فن الحوار مع الطفل (كيف تحاور طفلك بشكل ايجابي؟)
22-10-2019
قـوائـم وسـلـوك التـكاليـف فـي مـجـال التـخطيـط
2023-10-01
الأستيلاء على طليلطة
2024-01-15
هاشم البحراني (ت/ 1107هـ)
20-6-2016
Systems of simultaneous trigonometric equations
12-2-2017


لا تُبخس تقدير سلطة الحب  
  
2818   12:47 صباحاً   التاريخ: 26-12-2020
المؤلف : د. ريتشارد كارلسون و د. كريستين كارلسون
الكتاب أو المصدر : لا تهتم بصغائر الامور في العلاقات الزوجية
الجزء والصفحة : ص258-261
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /

منذ أعوام ، بينما كنت في ندوة عن العلاقات الإنسانية قام أحد الحاضرين وسأل المتحدث ((ما الذي يدفعني إلى التعامل بحب مع زوجتي رغم أنها لا تتعامل معي بتلك الكيفية؟)) أجاب المتحدث بأسلوب لبق وودود ((لأنك في حاجة الى أن تتدرب على ذلك)).

كان وقع كلماته علي قوياً ، فلقد علقت بذاكرتي منذ ذلك الحين. لقد كانت نصيحته ولا تزال  في مكانها الصحيح . وفي واقع الأمر ، أعتقد انه ليس هناك شخص واحد في غنى عن التدرب على التعامل بحب ، فهل تختلف معي في ذلك ، هل سبق وان عرفت رجلا متمرسا في فن التعامل بحب وود؟ إذا كان هذا الشخص موجوداً فإنني أول من يرغب في مقابلته.

نحن جميعاً في حاجة الى التدرب على الحب غير المشروط نستطيع جميعاً ان نحد من ظاهرة اتخاذ موقف مدافع ، من الانانية وسرعة الانفعال ونسعى لاكتساب قدر أكبر من الانصات الى الاخرين ومن الود في المعاملة واللياقة والكرم. لا بد أن تتدرب على التعامل مع زوجتك بتلك الصفات ، وألا يكون ذلك استجابة طبيعية للحب والتأييد اللذين تظهرهما لك ، ولكن يكون نهجا تتبعه معها وان بدر منها غير ذلك. بمعنى آخر ، من السهل على الشخص ان يكون ودوداً ومحبا عندما تكون امراته كذلك ، ولكن الأمر يختلف تماماً اذا كانت على النقيض.

بإمكان سلطة الحب ان تغير مجرى حياتك للأبد ، اذا احسنت استغلالها. اذا تجاوبت مع قرينتك بحب وليس بتبرم ، اذا كان الحب ، وليس الرغبة في الانتصار للنفس هو سمة تعاملك معها ، اذا اتسع قلبك دائما لشريكة حياتك ، وان لم يتواجد عامل مشجع على ذلك فستكتشف حينئذ ما للحب من سلطة وستعلم انه اكثر الوسائل فاعلية لتأكيد دوام واثراء علاقتك .

إن نظم الكلمات عن الاستغلال الأمثل لسلطة الحب هو أيسر من وضعها في حيز التنفيذ إلا أن الأمر ليس بالغ الصعوبة كما نتصور ، فالمطلوب منك هو أن تتحلى بالإصرار وتلتزم بالتدريب الكافي ، عندما تلتمس الاهتمام والحب في تصرفات زوجتك فلتسعد بذلك ولتكن شاكراً ، عندما تحس منها الجفاء فاعلم ان هذا هو الوقت المناسب لكي يتدخل القلب. ابذل أقصى جهدك لكي تكون متفهما ومحبا بلا حدود مع التغاضي عن اختلاف اسلوبها في المعاملة. كن متسامحا وانصت اليها جيدا واحتفظ بروح الدعابة وقف دائما بجوارها .

إن من أكثر الأشياء غرابة وروعة على مستوى جميع العلاقات هي تلك الصلة الوثيقة التي تنشأ بين الزوجين فيشعر كل منهما بداخل نفس الآخر عندما يمتلئ قلبك بالغضب تصاب علاقتك الزوجية بالاضطراب ، عندما تكون كثير المطالب وحاد الطباع تلجأ زوجتك الى تجنبك عندما تنشغل بعيوب الطرف الآخر وغيرها من الأفكار السلبية فسيشعر بذلك بطريقة او بأخرى وسيلتزم بالتحفظ والبقاء على بعد. بهذا الشكل لن تكون العلاقة بينكما على النحو المنشود ولن يتم التقارب بينكما .

على الجانب الآخر، عندما يمتلئ قلبك بالحب فستشعر شريكة حياتك ، في أغلب الحالات بذلك ! ستسقط عنها اسلحتها الدفاعية وسيمتلئ قلبها بالحب من جديد وعاطفة اقوى مما كانت. إذا بدر من زوجتك خطأ ما فتجاوز عنه وكن محباً فسيكون لذلك أثر أقوى من تراجعها عن الخطأ بسرعة من ردود الأفعال العنيفة.

إذا نجحت في إشاعة جو من الحب لا تؤثر فيه الأخطاء البسيطة ، فستحل معظم مشاكلك بسرعة وبتلقائية. إني لا أطلب منك بذلك أن تغرس رأسك في الرمال أو تتقبل التصرفات البذيئة، ولكن أن تتجاوز صغائر الأمور ليتسع قلبك دائماً لشريكة حياتك.

عندما تشعر بالحنق أو الضيق من الطرف الآخر في المرة القادمة ، اتبع استراتيجية مختلفة في التعامل مع الموقف. لا تسر مع التيار السائد على مستوى العالم بالإصرار على ان تكون الخطوة الايجابية الاولى صادرة عن الطرف الاخر ، ولكن كن مستعداً للتعامل بحب رغم كل شيء وستندهش من السرعة والصورة الجوهرية التي تتحسن بها الامور. لا تبخس مطلقاً تقدير سلطة الحب.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.