المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

Amicable Triple
9-11-2020
الطاقة والنقل
27-5-2019
التبرج هتك لأحكام القرآن
24-11-2021
تورشيلو، بورانو ومورانو
22-10-2016
Calyampudi Radhakrishna Rao
17-1-2018
عصمة يونس (عليه السلام) وذهابه مغضباً
29-09-2015


لمن الاختيار: الابناء أم الاباء؟  
  
2388   12:37 صباحاً   التاريخ: 26-12-2020
المؤلف : سماحة آية اللّه العظمى مكارم الشيرازي
الكتاب أو المصدر : المشاكل الجنسية للشباب
الجزء والصفحة : ص 57 -65
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مقبلون على الزواج /

هذا هو انتخابي وهذا انتخاب أبي واُمّي!

ما أكثر نظائر هذه القصة التي قد نشرت في الصحف:

فتاة في سن الثامنة عشرة من عمرها، كانت ترتدي ثياب العرس، وقبل أن يتم عقدها بلحظات، خلعت ثياب عرسها وارتدت زي الرجال ثمّ ألقت بنفسها من نافذة الغرفة إلى فناء الدار وهربت من البيت من دون أن يشعر بها أحد وبعد ذلك أوصلت نفسها إلى أحد الحمامات وفي الحمام قطعّت شريان يدها مما سبّب لها نزيفاً دموياً شديداً كانت عاقبته أن اُغمي عليها فاضطر عمّال الحمام إلى نقلها الى أحد المستشفيات ثم إنقاذها من مخالب الموت المحتّم، وبعد أن استعادت حالتها الطبيعية سألها حاكم التحقيق عن سبب انتحارها فقالت:

كنت أدرس حتى العام الماضي في إحدى المدارس الثانوية، وكنت قد تعرّفت على شاب أنيق لائق ولشدّة أواصر العلاقة بيننا وازدياد ثقتي به أصبح خطيباً لي، وفي ذات يوم عندما كنت أُطالع الجريدة اليومية فوجئت بصورته كمجرم اُلقي القبض عليه من قِبل المسؤولين نتيجة سرقة مجوهرات، فاتصلت بمنزله هاتفياً - مع أني لم أكن أُصدّق الخبر - ففهمت بعد التحقيق بأنّ القضية واقعة حقيقية وانه كان يمارس السرقة بمعية عصابة، وكل ما يملكه الآن هو ملك للآخرين!

مع هذا لم أكتف بهذا التحقيق بل اتصلت بالشركة التي كان يدّعي بأنه يشتغل فيها كمهندس ذي مسؤولية كبيرة فعلمت بأنّ كلامه كان كذباً وخداعاً وأنّ مسؤولي هذه الشركة لا يعرفون مثل هذا الشخص أبداً.

وقبل شهر طلب يدي رجل في سن الأربعين ولم يمض زمن طويل على وفاة زوجته وهو من أصدقاء أبي الأثرياء، ولما لم أكن أرغب بمثل هذا الزواج فقد بيّنت رأيي مراراً وتكراراً ولكن «لقد أسمعت لو ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تنادي» فقد أصرّ أبي على هذا الزواج، وعلى حين غفلة وجدت نفسي أمام أمر واقعي، آنذاك لم يكن أمامي سوى الفرار ثم الإنتحار».

هناك نظريتان متضادتان في موضوع الزواج :

الأولى : أنّ الزواج يجب أن يكون خاضع لرأي الآباء والاُمّهات واختيارهم.

الثانية : أن تفوّض هذه المسألة المهمة للشباب أنفسهم وليس لأي أحد شأن في ذلك.

ولكل من هاتين النظريتين أصحاب ومؤيدون، وقبل أن نجد الرأي والطريق الصحيح يجب أولا أن نتعرّف على أدلّة أصحابهما.

جماعة من الشباب يقولون :

«هل أن الآباء والاُمهات يريدون أن ينتخبوا زوجة لأنفسهم حتى أن رضاهم يكون شرطاً أساسياً؟!

الشخص بنفسه يجب أن ينتخب شريكة حياته.

إنّ الفتاة التي قد تكون في نظر آبائنا واُمهاتنا مَلَكاً من الملائكة، قد تبدو لنا أسوأ من الشيطان إذا لم تكن لدينا رغبة فيها.

تظهر تحقيقات علماء الإجتماع والقضاة، بأنّ أكثر وقائع الزواج التي تنتهي بالطلاق هي وقائع الزواج التي تقع في سن مبكّرة، والتي يكون ملاكها رضا الأب والاُم.

إنّ سبب فرر أو انتحار الكثير من البنات والأولاد - الذي نقرأه في الجرائد دائماً - هو اشتباه أوليائهم وإلاّ فإنّ الإنسان العاقل لا يقدم على الفرار أو الإنتحار بدون سبب.

إذا فرضنا أنّ الشباب كانوا في وقت ما صمّاً عمياً غير قادرين على تشخيص مصالحهم، ففي عصرنا الحاضر ليسوا كذلك فهم أصبحوا يعرفون كلّ شيء قبل بلوغهم.

إنّ تفكير الآباء والاُمّهات - أساساً - لا يوافق روح العصر ولهذا لا يستطيعون فهم احتياجات الفتاة والولد العصريين.

والخلاصة أنّ الآباء والاُمّهات يجب أن لا يتدخلوا في هذه المسألة الحياتية ويجب أن يتركوا الميدان مفتوحاً لأبنائهم.

أمّا الآباء والاُمهات فيقولون:

الإنسان في بداية شبابه خال من التجربة حتى لو كان عالماً وفيلسوفاً مثل افلاطون أو ابن سينا، وبعبارة اُخرى، إنّ الشاب باعتبار عدم تجربته للأمور يكون سليم القلب، وعلى هذا الأساس، فانه يأخذ الاُمور بظاهرها، ولهذا فانه ينخدع بسرعة بالمظاهر الخارجية الجذّابة بدون أن يعلم أن هناك شياطين تختفي خلف تلك المظاهر الخارجية الخلاّبة.

نجد كثيراً من الأفراد لأجل أن يوقعوا الأولاد والبنات في مصيدة العشق يحفظون عبارات جميلة جذّابة وجملا ساحرة عذبة، وبالإستفادة من قوّتهم وفنونهم الشيطانية وباستعمال هذه العبارات يسرقون قلب الطرف المقابل ويوقعونه في حبال شراكهم، وبعد أن يتزوّج الطرفان ويتم كلّ شيء يتبيّن خلاف ذلك.

مهما كان الشباب أذكياء ومجرّبين فانهم محتاجون إلى مرشد ودليل في هذا الطريق الذي يقطعونه لأوّل مرّة، فيجب أن يسألوا عنه سالكيه، خوفاً من أن يضلّوا فيه.

هل أنّ الآباء والاُمّهات أعداء لأبنائهم حتى لا يريدون مصلحتهم ،إنّ أبناءهم أعز عليهم من أنفسهم ويحبونهم أكثر مما يحبّون أنفسهم ولذلك فانهم يفدونهم بأرواحهم، ولو فرضنا أنّ الآباء لا يعرفون شيئاً وليس لديهم اطّلاع وثقافة أليس أنهم ذاقوا طعم الحياة وجرّبوها؟ ذاقوا مرّها وحلوها، فهم يعرفون خصوصيّات الحياة الزوجية ومزاياها ويستطيعون أن يميّزوا بين الواقعيات وبين الأوهام والخيالات.

ومع غض النظر عن ذلك فإنّ عزل الإبن أبويه - اللذين لهما حق التربية عليه واللذين ضحّيا بتمام قدرتهما وقوّتهما في سبيل إسعاده - عن هذا الموضوع الحسّاس الذي يؤثر في حياتهما تأثيراً شديداً يُعتبر أمراً قبيحاً وبعيداً عن الأخلاق جداً.

إنّ انتخاب الإبن لشريك حياته بدون رضا أبويه وإن نسيانه لديونهما عليه لا يتّفق مع أي أصل إنساني أو قيمة حضارية.

نحن نعتقد بعدم صحة وواقعية أي من النظريتين السابقتين، فلا الآباء والاُمّهات لهم الحق في أن يحمّلوا أبناءهم عقيدتهم الخاصة في انتخاب الزوجة، ولا من صالح الشباب اختيار الزوجة بأنفسهم فقط.

بل الصحيح هو أن يتشاور الأبناء والآباء حول هذه المسألة الحياتية ويتبادلوا النظر فيها حتى يوصلوها إلى الهدف المطلوب.

الآباء والاُمّهات يجب أن ينتبهوا إلى هذه الحقيقة وهي أنّ مسألة انتخاب الزوج أو الزوجة ليست كلها استدلالا وجدالا بل العنصر الرئيسي فيها هو الذوق، وأي ذوق؟ ذوق الأفراد أنفسهم، ومن الطبيعي أن الأفراد متفاوتون في هذه المسألة كثيراً حتى الأخوين.

من النادر جداً أن يدوم الزواج المفروض طويلا، ومع بقائه مدّة طويلة فانه ينتهي بالفراق حتماً.

المسألة المهمة والخطرة جداً هو أن ينظر الآباء والاُمّهات إلى مصالحهم الشخصية عند انتخاب زوجة لابنهم. إنّ مثل هؤلاء الأفراد منحرفون عن الحقيقة وضالّون عن جادّة الصواب، ثمّ من جهة اُخرى يجب أن لا ينسى الشباب بأنّ الحب والعشق في هذا الوقت - وقت الشباب - يسدل ستاراً أمام العين بحيث يجعلها تغفل عن مشاهدة العيوب ولا ترى إلاّ المحاسن.

يجب على الآباء والاُمّهات والأصدقاء المخلصين أن يساعدوا الشباب في هذا الإنتخاب بأفكارهم القيّمة والصحيحة.

إضافة إلى ذلك فإنّ الشباب مهما كانوا أقوياء ومنعاء فانّهم لا يستغنون عن مساعدة الآباء والأصدقاء في طوفانات حوادث الحياة.

إنّ الشباب إذا عزلوا آبائهم واُمّهاتهم عن هذا الأمر فإنّهم لا يستطيعون أن يعتمدوا عليهم في حلّ مشاكل حياتهم القادمة، ولا أن يركنوا اليهم مع العلم بأنّ الإعتماد عليهم ضروري بالنسبة لهم، وعلى هذا فيجب على الشباب أن يقنعوا آباءهم قدر المُستطاع.

إنّ الإسلام قد نظر في قوانينه إلى هذه المساعي المشتركة بين الطرفين وخاصة في موضوع البنت البكر حيث اشترط رضاها أولا ثمّ موافقة وليّها.

أما موارد الزواج التي ينظر فيها إلى المصالح الشخصية للأب أو الإبن فهي خارجة عن روح القانون الإسلامي. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.