كيف يمكن التوفيق بين قول أمير المؤمنين [عليه السلام]:«..وكمال الإخلاص له نفي الصفات..» وبين كون صفاته عين ذاته ؟ |
2369
09:26 صباحاً
التاريخ: 15-12-2020
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-12-2020
1558
التاريخ: 16-12-2020
1638
التاريخ: 16-12-2020
1695
التاريخ: 13-12-2020
2411
|
السؤال : في خطبة لأمير المؤمنين [عليه السلام] قال فيها: «.. وكمال الإخلاص له نفي الصفات عنه لشهادة كل صفة أنها غير الموصوف وشهادة كل موصوف أنه غير الصفة..».
فكيف يمكن لنا أن نفهم معنى هذا القول بملاحظة ما يذهب إليه علماؤنا من أن الصفات عين الذات.
وتقبلوا منا خالص الدعاء بالتوفيق والسداد.
الجواب : إن المراد بكلام أمير المؤمنين [عليه السلام] في الفقرة المشار إليها: أن الموصوف وإن كان لا يحتاج إلى الصفة في أصل وجوده، وقيامه بذاته.. إلا أنه يحتاج إليها في كماله..
وأما الصفة فهي تحتاج إلى الموصوف في أصل قيامها وتحققها، لأنها لا يمكن أن تقوم بدونه..
ومن الواضح: ان هذه الفقرة من كلامه [صلوات الله وسلامه عليه] قد وردت للرد على من زعم أن صفات الله تعالى زائدة على الذات، عارضة عليها.. فأشار [عليه السلام] إلى أن زيادة الصفات على الذات الإلهية غير ممكن، لأن الصفة العارضة مغايرة للموصوف، وهي محتاجة إليه في القيام والتحقق، وهو مستغن عنها في ذلك، وإن كان يحتاجها في كماله.. وكل متغايرين.. لابد وأن يكون فيما بينهما ما به الإمتياز وما به الإشتراك. وهو هنا متحقق في الإشتراك في الوجود.
ومن الواضح: أن ما به الإشتراك لا يمكن أن يكون هو نفسه ما به الإمتياز، وإلا لكان الواحد كثيراً، والكثير واحداً.. إذن فلابد أن يكون كل من المتغايرين مركباً من جزئين، أحدهما يشترك به مع غيره، والآخر يميزه عن ذلك الغير. وهذا معناه لزوم التركيب في الذات الإلهية، وفي صفاتها، ومحاذير التركيب كثيرة.. منها الحاجة، ومنها تعدد القديم.. وغير ذلك..
ويشهد لذلك قوله [عليه السلام] بعد ذلك، فمن وصف الله سبحانه، فقد قرنه، أي قرنه بالصفة الزائدة، ومن قرنه فقد ثناه أي جعل له ثانياً.. ومن ثناه فقد جزأه.
فاتضح: أن هذا الذي ذكره [عليه السلام] إنما هو برهان نفي الصفات الزائدة العارضة على الذات، وهو يثبت بالتالي لا بدية أن تكون صفاته تعالى عين ذاته..
والحمد لله رب العالمين.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|