أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-4-2021
2321
التاريخ: 1-2-2023
1046
التاريخ: 8-7-2020
2327
التاريخ: 9-12-2020
3843
|
نظرية اختلاف أجور العمل وكلفة النقل :
تعد هذه النظرية من أقدم وأشهر النظريات الخاصة بتحديد الموقع الصناعي الأمثل والتي لاقت قبولا واسعا(1), وقد وضع هذه النظرية العالم الاقتصادي الألماني الفريد ويبر(A.WEBER) عام1909الذي أكد في نظريته هذه على عامل النقل, وعدّ تكاليف النقل هي من العوامل الجوهرية في اختيار موقع الصناعة(2), كما تضمنت أيضا ضرورة قيام الصناعة عند الموقع الأقل كلفا للنقل(The Least TV sport cost Location) كما بين (الفريد ويبر)نموذجه المشهور على ثلاثة متغيرات رئيسية هي (تكاليف النقل وتكاليف العمل, الوفورات الناجمة عن التركز الصناعي) أما بالنسبة إلى كلفة النقل فهي تمثل نقل الخامات وتوزيع المخرجات.
وتختلف كلفة النقل باختلاف الحالات الآتية:
الحالة الأولى: وتتضمن هذه الحالة فيما إذا كان هنالك سوق واحد ومادة خام واحدة, إذ توجد في هذه الحالة ثلاثة احتمالات لاختيار الموقع الصناعي.
1- إذا كانت المادة الخام موزعة توزيعا متجانسا في منطقة ما فعندئذ سيكون المصنع في السوق وذلك لكون كلف النقل في مثل هذه الحالة تكون أقل ما يمكن سواء أكانت متمثلة في المواد الخام أم بنقل المنتجات (3).
2- أما إذا كانت الخامات من الأنواع المتوفرة في مناطق معينة, أو من النوع الذي لا يحدث فيه فاقد عند تصنيعه, وفي مثل هذه الحالة يمكن إقامة المصنع إما في السوق أو عند مواقع المادة الخام.
3- أما إذا كانت الخامات من الأنواع المتوفرة في مناطق محددة من النوع الذي يفقد نسبة كبيرة من وزنه أو حجمه عند تصنيعه Weight Loss materials)) ففي مثل هذه الحالة فإن موقع الصناعة سيحدد بالقرب من مناطق خاماتها (4).
الحالة الثانية:ـ وتتضمن وجود سوق واحد ومادتين من الخام:ـ إذ يتركز المستهلك لمنتجات الصناعة في منطقة واحدة فقط, والصناعة تعتمد من إذ المواد الخام على نوعين من الخامات في هذه الحالة إذ تميل الصناعة في هذه الحالة إلى التوطن وفق الشكل الآتي:ـ
1- إذا كانت المواد الأولية بنوعيها موزعة توزيعا متساويا في المنطقة, فإن الصناعة في هذه الحالة ستقوم عند السوق.
2- أما إذا كانت إحدى الخامات منتشرة (Ubiquitous) والخام الثاني موجود في أماكن معينة غير مكان السوق, وإذا كان كل منهما لا يتعرض لفقد الوزن عند التصنيع, فحينئذ يكون مكان المواقع الصناعية قرب السوق, إذ تدفع تكاليف النقل بالنسبة للمادة الخام الثانية فقط, وإذا أقيم المصنع عند مصدر المادة الخام الثانية فإن كلف النقل العالية ستدفع عند نقل الخام الأول وكذلك على عمليات نقل السلع الجاهزة إلى السوق وذلك عندما لا يفقد الخام الثاني شيئا من وزنه أثناء عمليات تصنيعه (5).
3- أما في حالة كون مادتي الخام موزعة توزيعا جغرافيا في أماكن معينة, فإن كلاهما لا يفقد وزنهما خلال عمليات التصنيع, ومن نوع الخامات المتوافرة, فإن ذلك سيكون قيام المصنع عند السوق, وذلك لأن ذلك سيوفر أقل كلفا في عمليات نقلها, أما في حالة وجود المعمل قرب موطن الخام الأول أو الثاني فإن ذلك يتطلب نقل احدهما إلى الآخر, ونقل السلعة المنتجة منها إلى السوق, وستكون الكلف الاقتصادية حينئذ عالية, والواقع إن كل صناعة تستعمل في عملية إنتاجها نوعين من الخامات ومن مصدرين مختلفين تميل إلى التوطن في منطقة استهلاك منتجاتها (6).
4- أما إذا كان كلا الخامين من الأنواع المتوفرة في أماكن معينة وكانت نسبة الفاقد فيهما كبيرة أيضا, ففي هذه الحالة يكون اختيار موقع المصنع معقدا وهنا اقترح ويبر لحل هذه المسألة طريقته المشهورة المعروفة (المثلث الموقعي) وهذه الطريقة تفترض وجود ثلاث مناطق, الأولى: منطقة السوق ( M) والثانية مصدر المادة الخام والثالثة مصدر المادة الخام الثانية، ويقع كل منها على بعد (100ميلا)عن السوق, كما في الشكل( 3)
الفرضية الأولى: إذا كان كلا من الخامين يفقدان مقدارا متساويا وليكن (50٪)من وزنها خلال عمليات التصنيع, وإن مقدار المتطلب من كل منهما نحو 5000طن فإن مجمـــوع كلف النقـل عند الموقع ـ السوق 5000طن لان المسـافة 100ميل =500,000طن/ميل لنقل أحدهما والأخرى سيكون مقدارها500,000طن/ميل وبهذا فإن مجموع الكلف يساوي مليون طن /ميل(7) .
الفرضية الثانية: وتتضمن في حالة قيام المصنع عند نقطة مصدر المادة الخام الأولى, إذ يحتسب مجموع كلف النقل كالاتي5000×100طن=500,000طن/ميل ونقل السلعة المنتجة إلى السوق يساوي 5000×100=500,000طن/ميل إذ سيكون مجموع كل النقل مساويا لمجموع كلف النقل حين وضعا المصنع عند السوق.
المصدر: ابراهيم شريف، احمد حبيب رسول، نعمان دهش، جغرافية الصناعة، مكتب الوطن للطباعة والنشر، بغداد 1981، ص111.
الحالة الثالثة: (الفرضية الثالثة)إذا أقيم المصنع عند نقطة محددة(X)أي موقع يتوسط بين مصدري الخامين وفي هذه الحالة تحسب تكاليف النقل كالاتي500×50=25000طن/ميل مقدار الكلفة للخام الأول أي نقل المواد الخام من المصدر الأول إلى النقطة(X) 500×50=25000طن/ميل لنقل المادة الخام من المصدر الثاني إلى النقطة(X) 5000×87ميل=435,000طن /ميل لنقل المنتجات الجاهزة إلى السوق المستهلك إذ تتم عملية التوزيع وعملية البيع فيه, وفي هذه الحالة سيكون مجموع كلف النقل من جميع أماكنها حتى تصل إلى السوق حوالي 935,000طن/ميل, وهذا المقدار يقل عن مقدار كلف النقل للمواد الخام الأول والثاني السوق.
تعرضت نظرية الموقع الكلاسيكية (نظرية ويبر)لانتقادات عديدة من قبل عدد من الباحثين مثل بكمان(1968), وتمرين هوت(1956)وازداد(1956), فقد كشفت هذه الانتقادات عن وجود عدد من التناقضات المنطقية فيها, وكان للتطور والتغيرات التي يشهدها العالم أثر في التقليل من نفع هذه النظرية (8).
اعتمد ويبر على عاملين هما تكاليف النقل وتكاليف العمل(كعاملين عامين), فضلا عن اعتماده على عامل الوفورات الاقتصادية (كعامل إقليمي) وحيد وقد أجريت تعديلات عديدة على نظرية ويبرمن قبل عدد من الدارسين مثل بالاند (T. Palonder) والذي أكد على أهمية حجم السوق ودرجة قدرته على الاستيعاب وسعته التي تتوقف على كلفة النقل للناتج من المصنع إلى السوق, أو بالقرب من المواد الأولية, وإنما قد يكون في مكان متوسط بينها.
كما قام سميث (W.Smith ) 1966بالاهتمام بتكاليف اختيار الموقع بقرينه المواد الأولية والمواد المنتجة بالصناعة, وذلك بمقارنة مقدار وزن الإنتاج إلى وزن المواد الأولية الداخلة في الصناعة (9).
_____________
(1 ) عبد الصاحب ناجي البغدادي. الأسس التخطيطية لتوقيع الصناعات الملوثة وغير الملوثة للبيئة في المدن العراقية, رسالة ماجستير ,مقدمة إلى مركز التخطيط الحضري والإقليمي جامعة بغداد, ص25، 1982، (غير منشورة).
(2) مظفر علي الجابري. التخطيط العمراني ومواقع المشاريع الصناعية, مصدر سابق, ص178.
(3) عبد خليل فضيل. دراسات في الجغرافية الصناعية, مصدر سابق, ص72.
(4) أحمد حبيب رسول. مبادئ جغرافية الصناعة ,ج 1,مطبعة دار السلام,بغداد,1976, ص114.
(5) أحمد حبيب رسول. مبادئ في جغرافية الصناعة, مصدر سابق, ص117.
(6) عبد خليل فضيل. دراسات في الجغرافية الصناعية, مصدر سابق, ص75.
(7) محمد أزهر السماك, عباس علي التميمي. أسس جغرافية الصناعة وتطبيقاتها, مصدر سابق, ص162.
(8) حسن عبد القادر صالح, مدخل إلى جغرافية الصناعة, دار الشروق للطباعة, عمان, 1985, ص249.
(9) عبد الصاحب ناجي البغدادي, الأسس التخطيطية لتوقيع الصناعات الملوثة وغير الملوثة للبيئة في المدن العراقية, مصدر سابق،ص26.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|