أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-11-2014
1835
التاريخ: 27-11-2014
1558
التاريخ: 2024-08-26
350
التاريخ: 16-6-2016
2610
|
إلى هنا تبين جملة من الاُمور عن موضوع التحريف ، وقد أكملنا في الدرس السابق الأدلة السبعة على بطلان التحريف، ولكن مانشير اليه مرة اُخرى هنا هو أن موضوع البحث والتحريف الذي دار عليه الكلام ليس هو التحريف الموضعي ولا المعنوي و... ، بل هو التحريف بالزيادة والنقيصة في الآيات والسور والجمل والكلمات والحروف ، الأمر الذي نفيناه قطعاً ، وهنا نحاول أن نعرض لكم الدعاوى التي استدل بها أصحاب التحريف ومناصروه ، وهي:
الدعوى الاُولى
الدعوى الاولى التي ذهب اليها القائلون بالتحريف هي ماورد عن رسول الله (صلى الله عليه واله) أنه قال:
(كل ماكان في الاُمم السالفة فإنه يكون في هذه الاُمة مثله حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة)(1).
ومن المعلوم أن التحريف وقع في الامم السابقة فسوف يقع في الإسلام .
الرد على الدعوى الاُولى
التجريف تارة يكون لفظياً ، واخرى يقع في عدم أتباع معاني القرآن ، والتحريف الواقع في الاسلام وفي القرآن قد يكون بالمعنى الثاني لا الأول ويصدق الحديث المتقدم ، أضف الى ذلك أن هذه الأحاديث أحاديث آحاد لايمكن تحكيمها في هكذا مسألة تعتبر من أخطر المسائل في أي ديانة ، فلا بد من الحصول على الأطمئنان فيها وهذا غير حاصل ، ناهيك عن وقوع الكثير من الامور في الامم السالفة لم يقع مثلها في الأسلام ، سواء مايتعلق بالأنبياء والأوصياء أو ماتعلق بالأمم والشعوب من قبيل العذاب الجماعي الذي يحصل كغرق آل فرعون ، وتيه بني أسرائيل، وولادة عيسى من غير أب ، وغير ذلك من أمور حصلت في الامم السالفة ولم تحصل في أمة الأسلام .
الدعوى الثانية
قد ثبت أن أمير المؤمنين عليه السلام أتى القوم وهو يحمل مصحفاً يحتوي على اُمور ليست موجودة في القرآن الكريم مما يستدعي القول بنقص القرآن الموجود بين أيدينا .
ومن الروايات الواردة في هذا المجال ، احتجاج علي عليه السلام على بعضهم بالقول:
(يا طلحة ، إن كل آية أنزلها الله تعالى على محمد (صلى الله عليه واله) عندي بإملاء رسول الله (صلى الله عليه واله) وخط يدي أو تأويل كل آية أنزلها الله تعالى على محمد(صلى الله عليه واله ) ، وكل حلال أو حرام أو حد أو حكم أو شيئ تحتاج أليه الاُمة الى يوم القيامة فهو عندي مكتوب بإملاء رسول الله (صلى الله عليه واله) وخط يدي حتى أرش الخدش).(2)
وقال أبي جعفر (عليه السلام) :
(ما يستطيع أحد أن يدعي عنده جميع القرآن كله ظاهره وباطنه غير الأوصياء ).(3)
وغير ذلك من الروايات التي تشير الى وجود مصحف كامل في يد الإمام علي عليه السلام يختلف عن المصحف الموجود في أيدينا.
الرد على الدعوى الثانية
إن وجود زيادات في مصحف الإمام أمير المؤمنين أمر لاشك ولاشبه فيه ، ولكن نحن كلامنا ليست في وجود الزيادات وعدم وجودها ، وإنما في كون هذه الزيادات من القرآن أم لا؟
وهذا ما لاتثبته الروايات المتقدمة ، فإن الزيادات قد تكون تفسيراً وشرحاً وتأويلاً للآيات القرآنية من لسان رسول الله (صلى الله عليه واله ) ومن الإمام علي عليه السلام باعتباره قرين القرآن بنص الرسول (صلى الله عليه واله ) .
الدعوى الثالثة
هناك بعض الروايات تشير الى وجود تحريف في القرآن الكريم، وقد عرض السيد الخوئي هذه الروايات على شكل طوائف متعددة ، وللاطلاع على تفاصيل هذه الروايات ومصادرها والرد عليها يراجع كتاب البيان للسيد الخوئي والتمهيد لمعرفة و ... .
الخلاصة
1- لقد ذهب البعض الى وقوع التحريف في القرآن واستدلوا بأمور ثلاثة :
الأول: حديث النبي (صلى الله عليه واله ) عن الاُمم السابقة.
الثاني : مصحف الإمام علي (عليه السلام).
الثالث: الروايات التي أشارت الى وقوع التحريف.
2- وقد اُجيب عن الأمر الأول بأنه قد يكون المقصود من التحريف هنا هو أنحراف الأئمة عن العمل بدينها ، مضافاً الى أن الكثير مما وقع في تلك الاُمم لم يتكرر وفوعه في اُمتنا.
3- واُجيب عن الأمر الثاني بأن مصحف الإمام علي هو شرح للقرآن وبيان لأسراره وخفاياه وليس شيئ من نص القرآن.
4- الجواب عن الأمر الثالث موكول للمصادر التي أشرنا اليها.
__________
1- كمال الدين : 576 باب 54.
2- مقدمة تفسير البرهان : 1، 277.
3- الكافي:1، 228، الحديث 2.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|